أكد وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الكويتي الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح، حرص الحكومة على النهوض بالقطاع السياحي وتنميته بهدف تنويع مصادر الدخل وإيلائه اهتماما كبيرا بغية خلق مزيد من فرص العمل للشباب. وقال الشيخ سلمان الحمود في كلمته خلال افتتاح مؤتمر (السياحة والتنمية..الواقع والمستقبل) اليوم الثلاثاء، إن "السياحة أصبحت صناعة كباقي الصناعات وتمثل موضوعا يحظى بفكر تطويري بالنسبة لنا في وزارة الإعلام منذ انتقال قطاع السياحة إليها العام الماضي". وأوضح أنه تمت إعادة هيكلة قطاع السياحة وتطويره وتفعيل دوره إلى جانب تشكيل اللجنة العليا للسياحة من أجل وضع الرؤية والاستراتيجية السياحية لدولة الكويت موضع التنفيذ. وذكر أن هذه الاستراتيجية ضمت في عضويتها مؤسسات الدولة والقطاع الخاص بهدف النهوض بالقطاع السياحي وتطويره وتنميته بعيدا عن الأنماط التقليدية التي تعتمد على العائدات النفطية كمورد رئيس للدخل الوطني. وأوضح أن شعار المؤتمر يجسد الحاجة الحقيقية والملحة إلى تنويع مصادر الدخل الوطني في الدول التي تعتمد اقتصاداتها بالدرجة الأولى على النفط في ظل ما تشهده أسعاره من انخفاضات ليصبح تنويع مصادر الدخل بمثابة السياج الآمن للاقتصادات البترولية، داعيا إلى أن تكون "السياحة اختيارنا للوصول إلى هذا الهدف التنموي". وبين أن النمو الكبير الذي شهدته صناعة السياحة منذ منتصف القرن الماضي من أبرز الظواهر الاقتصادية والثقافية والاجتماعية الجديرة بالاهتمام لأنها أصبحت إحدى أكبر مجالات التنمية والتجارة الدولية التي تقدر مساهمتها في الناتج العالمي بنحو 15 في المئة إلى جانب دورها الكبير في التوسع العمراني وخلق مناطق جذب سياحية واستقطاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة المرتبطة بهذه الصناعة. ولفت الشيخ سلمان الحمود إلى أن السياحة أصبحت أهم القطاعات توفيرا لفرص العمل للشباب ورافدا أساسيا لمصادر الدخل الوطني في العديد من الدول. وقال إنه "انطلاقا من الرؤية الاستشرافية لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتنويع مصادر الدخل وتحويل الكويت إلى مركز مالي وتجاري، وما يتطلبه ذلك من تنمية وتطوير للبنى التحتية للقطاع السياحي بالبلاد، فقد تم عام 2013 إنشاء هيئة تشجيع الاستثمار المباشر بهدف تحسين مجمل البيئة الاستثمارية وتعزيز التنافسية وتوسيع فرص المشاركة في الفرص الاستثمارية ذات القيمة المضافة لكل من المستثمر المحلي والأجنبي والمساهمة في تنفيذ غايات السياسات الاقتصادية والاجتماعية للبلاد. وأكد أن الحكومة الكويتية أخذت بعين الاعتبار في خطة التنمية للسنوات الخمس المقبلة إنشاء العديد من المدن الجديدة والوحدات السكنية والمستشفيات والمدارس وتطوير الطرق والجسور والمنشآت الثقافية والفنية والأثرية. وأفاد الشيخ سلمان الحمود بأن دول مجلس التعاون الخليجي تمتلك العديد من المقومات السياحية بما يؤهلها لأن تكون وجهة سياحية عالمية بما لديها من إرث تاريخي وأثري وثقافي وحضاري "يجب العمل على استغلاله الاستغلال الأمثل من خلال تعاون وثيق بين الدول الأعضاء من أجل صناعة سياحية خليجية برؤية تنموية شاملة ومستدامة باستراتيجية شاملة ومتكاملة". ولفت إلى ضرورة تفعيل التعاون والشراكة مع القطاع الخاص وتطوير قدرات الكوادر البشرية الخليجية العاملة في القطاع السياحي وتشجيع السياحة البينية الخليجية "التي تمثل قاعدة أساسية للانطلاق بالسياحة الخليجية التي نطمح إليها جميعا". وشدد الشيخ سلمان الحمود على أنه "أصبح لزاما تبني السياحة كصناعة وتوفير كل الدعم السياسي والفني والإداري للنهوض بها" مشيرا إلى أن "اعتماد خطة إعلامية تسويقية للمزايا وعناصر الجذب السياحي التي تقدمها كل دولة لحركة السياحة يعد أساسا مهما لتطوير السياحة بين دول مجلس التعاون". وأكد ضرورة التعاون الوثيق بين قطاعات السياحة والثقافة وتنظيم رحلات سياحية ثقافية بين دول المجلس إلى جانب إقامة معرض سنوي للحرف والصناعات اليدوية الخليجية ليمثل ركيزة أساسية لتوطيد أواصر الأخوة والترابط بين شعوبنا الخليجية.