سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"فورين بوليسي" الأمريكية تكشف أسباب دخول "بوتين" الحرب في سوريا وانسحابه منها.. الخوف من سيطرة المعارضة ودعم نظام الأسد أبرز الأسباب.. والرئيس الروسي لن يتردد في نشر قواته مرة أخرى
وصفت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، الأمر الذي أصدره الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين بسحب قوات الجيش الروسي من سوريا بمثابة المفاجأة، بعد نظيرتها والتي أعلن فيها من قبل نيته دخول روسيا الحرب في سوريا. وأشارت المجلة، إلى أن بوتين أعلن أن الأهداف الروسية في سوريا قد تم "إنجازها عمومًا"، وأعلن انسحاب جزء من القوات العسكرية الروسية في سوريا، في الوقت ذاته، أبقت روسيا على عدة قواعد عسكرية في طرطوس لمراقبة الوضع في سوريا، وأيضًا شن عدة طلعات جوية على المعارضة السورية وتنظيم داعش الإرهابي، لمساعدة الجيش السوري لاستعادة الأراضي التي نهبت منه. وأبرزت المجلة، أهم الأسباب التي جعلت بوتين يدخل تلك الحرب في سوريا، خوف بوتين من سيطرة المعارضة السورية بجانب مساندة حليفه الأسد في سوريا كانا أهم الأسباب التي دفعت روسيا إلى الدخول لسوريا. وأوضحت "فورين بوليسي"، أن بوتين الآن يرى بوضوح أن موقف الأسد آمن، وبالنظر إلى المعادلة العسكرية على الأرض والحقائق الجيوسياسية، لاسيما إحجام الولاياتالمتحدة للانخراط في العمل العسكري في سوريا، فموسكو واثقة من أن تهديدا آخر لبقاء لنظام الاسد لن يتحقق في أي وقت قريب. وأظهرت المجلة، أن قرار بوتين بسحب قواته أتى نتيجة غضب موسكو الواضح من عدم مرونة الأسد في المفاوضات لإيجاد حلول، لأنه يعتقد أن النظام السوري يجب استثمار المكاسب العسكرية التي حققها مؤخرًا لتتحول إلى ميزة للتفاوض في محادثات السلام الجارية في جنيف، وأن العلاقة المضطربة بين موسكو والأسد تشهد تطورات كبيرة، وبالرغم من هذا، قال رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف إن موسكو لديها "علاقات جيدة" مع الأسد -ولكن ليس "بالعلاقة المميزة" التي كانت موجودة مع والده، حافظ الأسد، على مدى السنوات الخمس الماضية، تجاهل الأسد الطلبات والتوصيات العديدة التي أدلى بها بوتين لاعتماد تدابير لبناء الثقة تجاه المعارضة، بما في ذلك إطلاق سراح السجناء السياسيين. وأضافت "فورين بوليسي"، أنه خلال السنوات الأربع الأولى من النزاع السوري، فموسكو لا تدعو الأسد إلى الكرملين، رغم طلبات كثيرة من دمشق، فالأسد يريد كسب ود الرئيس الروسي في الوقت الذي كان يعتبر شخصًا غير مرغوب فيه في العواصم الدولية والإقليمية إلا في طهران، إلا أنه في أكتوبر من العام الماضي، منحه الكرملين أخيرًا فرصة للقاء بوتين، وكانت تلك الفرصة تأكيدًا للشعب السوري أن التدخل العسكري جاء بناء على طلب من النظام السوري، وللضغط على الأسد وإقناعه أن الحل الوحيد في سوريا هو التسوية الدبلوماسية بمشاركة كل القوى والجماعات السياسية، بما في ذلك جماعات المعارضة المسلحة. وتابعت المجلة، من ناحية أخرى، فإن مصير الأسد سيكون اختبارًا مهمًا لبوتين مع إيران، وكل من طهرانوموسكو لن تدخر أي جهد للحفاظ على الأسد في السلطة في ظل عدم وجود اتفاق سياسي، وحتى الآن، وأن الحرس الثوري، هو المسئول عن سياسة سوريا في إيران، ولا يزال يرى أن الأسد الضامن الوحيد في أن تصبح سوريا قاعدة لتنفيذ أجندة إقليمية معادية لإيران والمناهضة لحزب الله. وأكدت "فورين بوليسي"، أن روسيا لديها شبكة قديمة من العلاقات الرسمية وغير الرسمية في كل هياكل النظام السوري والمجتمع السوري، ومن ناحية أخرى، فإن قرار بوتين بسحب بعض قواته من سوريا ستعزز رأي الأسد أن رهانه على طهران وحزب الله كان صحيحًا، وهذا سيجعل بوتين أكثر اعتمادًا على استعداد طهران لمساعدته في كبح جماح الأسد من أجل التوصل إلى حل سياسي، كما أن ذلك سيجعل طهران، وليس موسكو، لا غنى عنها في أي اتفاق سياسي في سوريا.