4 ملايين دولار يوميا تكلفة العمليات الروسية في سوريا قالت مجلة فورين بوليسي الأمريكية، إنه لا يمكن للرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» التوسط في حل سياسي في سوريا في الواقع، نتيجة لمحاولاته الأخيرة للعب النفوذ الدبلوماسي في الشرق الأوسط فإنه ربما يفقد مصداقيته. وقد ظهر هذا في الأسبوع الجاري عندما التقى المسؤولون في إيران، أكبر الداعمين ل«نظام الأسد»، مع نظرائهم الأميركيين والروس في فيينا لمناقشة حل سياسي للصراع السوري. وقد ضغطت روسيا بقوة من أجل إدراج إيران في هذه المحادثات حالية المخاطر. وأضافت المجلة في تقرير لها: :لكن بوتين وضع نفسه عرضة لخيبة الأمل. وهذا لأنه لا يوجد حل سياسي للأزمة في سوريا. تتطلع روسيا إلى حل يضم جميع أطياف الجماعات المعارضة في سوريا والذي سيفشل حتما نظرا لأن هذا الطيف الواسع بالضرورة لا بد أن يشمل بوضوح المتشددين والدولة الإسلامية، وهي مجموعات لا واشنطن ولا حتى موسكو على استعداد للتعامل معها. في حالة عدم وجود حل سياسي، سوف يكون استرداد المناطق على يسيطر عليها المتشددين ينطوي بالضرورة على معركة طويلة ومريرة. وهي المعارك التي سوف يعلق فيها «الأسد» ووكلاؤه من الإيرانيين والروس". وأشارت إلى أن فكرة أن يقوم «بوتين» بنشر بضع العشرات من الطائرات سوف يقلب الطاولة لصالح «الأسد» هو أمر أشبه بالخيال على المستوى الاستراتيجي. الحشود الكبيرة في واشنطن التي تقول أن الولاياتالمتحدة عليها أن تصعد بقوة من أجل مواجهة تحرك موسكو في سوريا هم مخطئون. الانخراط الروسي في المستنقع السوري هو في الواقع أفضل فرصة حصلت عليها إدارة «أوباما» خلال الأشهر الماضية لإضعاف «بوتين». وأوضحت المجلة أنه إذا قرر «بوتين» مضاعفة دعمه لنظام «الأسد»، فإنه سوف ينجذب أكثر نحو المستنقع. وإذا فشل في تقديم حل سياسي فإنه مسرحيته لممارسة النفوذ في الشرق الأوسط سوف تبدو سخيفة. ولكنه سوف يبقي نفسه عالقا مع «الأسد» نظرا لكونه قد استثمر في إبقائه على قيد الحياة. وتسائلت، هل يمكن ل«بوتين» التحرر من هذا المأزق؟ في الواقع لا، نظرا لكونه لا يستطيع تحمل تكلفة التصعيد بشكل أكبر مع الحالة الراهنة للاقتصاد الروسي والذكريات التي لا تزال عالقة من تجربة أفغانستان في الثمانينيات. تكلفة الحملة الروسية تتراوح ما بين 2.3 مليون إلى 4 ملايين دولار يوميا وفقا للتقديرات، وهي قد لا تبدو مرتفعة جدا الآن لكنها سوف تمثل عبئا مع الوقت. وشددت المجلة على أن "«بوتين» عالق في سوريا، وكذلك المتشددين في طهران الذين يدعمون الميليشيات الشيعية على أرض الواقع. هذا ليس شيئا سيئا لمن يريدون أن يراهم في موقف أضعف. «الأسد» هو ثقل كبير يقوم بسحب «بوتين» إلى الأسفل وليس حليفا حيويا قادرا على إبقاء روسيا واقفة على قدميها في الشرق الأوسط".