بدأت، اليوم الجمعة، فعاليات الملتقى الأول لشباب الباحثين المهتمين بالدراسات القبطية تحت عنوان "تراث الأجداد في عيون الأحفاد"، والذي يعقد تحت رعاية قداسة البابا الأنبا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وتنظمه مؤسسة القديس مرقص لدراسات التاريخ القبطى (سان مارك لتوثيق التراث) بالتعاون مع معهد الدراسات القبطية بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية. وأكد خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان - خلال محاضرته بعنوان "دير سانت كاترين تاريخه وعمارته وأيقوناته" - أنه سيصحح المعلومات المغلوطة عن جبل موسى والتي تهدف إلى إبعاد صفة القداسة عن سيناء عموما وعن منطقة الوادى المقدس طوى، خصوصا محط أنظار العالم منذ القرن الرابع الميلادى وهى موقع دير سانت كاترين حاليًا ومنها ما ذكره العالم الإسرائيلى عمانويل أناتى أن الجبل الذي كلم الله عليه سيدنا موسى عليه السلام وأرسل إليه بالوصايا العشر هو جبل "كركوم" الموجود في صحراء النقب بفلسطين وليس جبل الطور الموجود في جنوبسيناء وما آثاره عالم الآثار الإسرائيلى تسيفى إيلان والخاص بادعاء أن جبل سرابيت الخادم بسيناء هو جبل موسى والكتابات به كتابات عبرية. وقال ريحان إن جبل نبى الله موسى هو الجبل المعروف بجبل موسى بمنطقة سانت كاترين حاليًا وهى المحطة الرابعة في طريق خروج بنى إسرائيل من مصر للأرض المقدسة عبر سيناء والتي تشمل جبل الشريعة (جبل موسى) وشجرة العليقة المقدسة التي ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى المنطقة الوحيدة بسيناء التي تحوى عدة جبال مرتفعة مثل جبل موسى 2242م وجبل كاترين 2642م فوق مستوى سطح البحر وغيرها. وأضاف أنه نظرا لارتفاع هذه المنطقة فحين طلب بنو إسرائيل من نبى الله موسى طعاما آخر بعد أن رزقهم الله بأفضل الطعام وهو المن وطعمه كالعسل والسلوى وهو شبيه بطائر السمان كان النص القرآنى (اهبطوا مصرًا فإن لكم ما سألتم) البقرة 61، والهبوط يعنى النزول من مكان مرتفع، ونظرًا لارتفاع هذه المنطقة أيضا فقد كانت شديدة البرودة لذلك ذهب نبى الله موسى طلبا للنار ليستدفئ به أهله في رحلته الأولى لسيناء. وتابع أن هذه المنطقة تحوى شجرة من نبات العليق لم يوجد في أي مكان آخر بسيناء وهو لا يزدهر ولا يعطى ثمار، وفشلت محاولات إنباته في أي مكان بالعالم، مما يؤكد أنها الشجرة التي ناجى عندها نبى الله موسى ربه وهى شجرة العليقة المقدسة داخل دير سانت كاترين. وبخصوص الكتابة بجبل سرابيت الخادم.. أوضح ريحان أنها الأبجدية السينائية المبكرة "البروتو سيناتك"، الأبجدية الأم لأنها نشأت في سيناء بين القرنين 20- 18 قبل الميلاد في منطقة سرابيت الخادم ثم انتقلت إلى فلسطين فيما عرف بالأبجدية الكنعانية مابين القرنين 17 – 15 قبل الميلاد حتى انتقلت هذه الكتابة للأرض الفينيقية. وعن محطات الخروج.. أشار ريحان إلى أن المحطة الأولى في خط سير رحلة الخروج بسيناء هي عيون موسى والثانية سرابيت الخادم والثالثة طور سيناء حيث ترك نبى الله موسى شعبه لمدة أربعين يوماُ لتلقى ألواح الشريعة عابرًا أودية سيناء من منطقة الطور الحالية إلى منطقة الجبل المقدس (منطقة سانت كاترين حاليًا) وهناك وادى شهير بالأعشاب الطبية والعيون من الطور إلى كاترين حاليًا يطلق عليه وادى حبران يستخدمه أهل سيناء حاليًا. ولفت إلى أن طريق وصول المؤن لدير سانت كاترين كان من ميناء الطور في العصر الإسلامى وهو الطريق الطبيعى الذي تعرف عليه نبى الله موسى أثناء رحلته الأولى وحيدا لحكمة إلهية حتى يسير فيه مع شعبه في رحلته الثانية ليتلقى ألواح الشريعة عند الجبل المقدس. وأكد ريحان أن جبل موسى أصبح له مكانة عظيمة في المسيحية حيث أنشأوا أشهر دير على مستوى العالم والذي أخذ شهرته من موقعه في حضن هذا الجبل وهو دير طور سيناء الذي أنشأه الإمبراطور جستنيان في القرن السادس الميلادى وتحول اسمه إلى دير سانت كاترين في القرن التاسع الميلادى للقصة الشهيرة عن القديسة كاترين، وفى العصر الإسلامى أنشأ الأمير أبو المنصور أنوشتكين مسجدا داخل الدير ومسجدا على قمة جبل الشريعة عام 500ه 1106م في عهد الخليفة الفاطمى الآمر بأحكام الله وحرص المسلمون على زيارته وزيارة جبل الشريعة أثناء رحلتهم للحج إلى مكةالمكرمة وتركوا كتابات تذكارية عديدة بمحراب المسجد مما يؤكد قيمة موقع جبل موسى في المسيحية والإسلام. وأوضح أنه يزور الدير والجبل ملايين الرواد من أنحاء العالم لمشاهدة أجمل منظر شروق في العالم والاستمتاع بجمال وجلال المنطقة، ويوجد حاليًا طريقين للصعود لجبل موسى طريق سيدنا موسى وهى مختصرة لها سلم من الحجر مكون من 3000 درجة تم ترميمها عام 1911م وطريق عباس باشا الذي مهد هذا الطريق ويبدأ من شرق الدير إلى رأس جبل المناجاة.