أكد رئيس مجلس الشوري السعودي الدكتور عبدالله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ عمق العلاقات بين المملكة العربية السعودية والعراق، وأهمية السعي لتعزيزها ولا سيما على صعيد العلاقات البرلمانية بين المجلسين في البلدين. جاء ذلك خلال لقائه، اليوم الثلاثاء، بالرياض مع رئيس مجلس النواب العراقي الدكتور سليم الجبوري والوفد المرافق الذي يزور المملكة بدعوة من مجلس الشورى السعودي، حيث استعرض رئيس مجلس الشورى خلال الاجتماع ما يربط المملكة والعراق وشعبيهما من علاقات تاريخية. وأشار آل شيخ إلى أن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حريص على توثيق العلاقات مع الدول العربية والإسلامية وأن مبادراته وتوجيهاته كلها تصب في صالح الشعوب العربية والإسلامية ووحدتها واستقرارها. من جانبه، أكد الجبوري أن سعي المملكة إلى إيجاد فرصة وحدة إسلامية؛ مبادرة حقيقية تدل على فهم المملكة لدورها ومسؤوليتها التاريخية في الدفاع عن قضايا الأمة والسعي لإيجاد الحلول الواقعية لها من خلال حالة التضامن العملية التي تمثلت مؤخرا بالتحالف الإسلامي، معربا عن أمله في أن تكون هذه المبادرة خط البداية لتكوين القوة الإسلامية العربية الفعالة والقادرة على حماية مقدرات الأمة وهويتها من الإرهاب ومن كل محاولات الهيمنة التي تسعى لتغييب الهوية وتغييرها. وشدد رئيس البرلمان العراقي على أهمية التواصل والتنسيق والعمل المشترك بين البلدين لتوحيد الرؤى والجهود، مبينًا أن تاريخ العلاقات الدبلوماسية العراقية السعودية حافل بالمواقف الإيجابية، معربا عن اعتزاز بلاده بهذه العلاقة والعمل على ترسيخها وتقويتها من خلال إدامة التواصل والحوار والتعاون بين البلدين، مؤكدا دور سفارة المملكة في العراق والجهد الذي يقوم به السفير ثامر السبهان، وكذلك السفارة العراقية في الرياض وعلى رأسها السفير الدكتور رشدي العاني. وأكد الجبوري ضرورة التماسك العربي والإسلامي في ظل ما تمر به المنطقة من ظرف حساس وتهديدات الإرهاب والهيمنة، التي تستهدف الجميع دون تميز وتسعى لإلغاء شكل الدولة الحديثة واستبدالها بدولة توحش وقتل وتخريب لكل أوجه الحضارة والتقدم. وقد بحث الجانبان عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك التي تصب في تعزيز العلاقات بين البلدين، وبخاصة العلاقات البرلمانية بين مجلس الشورى ومجلس النواب العراقي وتفعيل دور لجنتي الصداقة البرلمانية في المجلسين من خلال تبادل الزيارة بينهما بما يخدم المصالح المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين. وقال الجبوري - في تصريحات صحفية عقب اللقاء - إن لقائه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود اليوم جرى خلاله حوار معمق بحث في طبيعة العلاقات الثنائية التي يجب أن تدوم وتستمر وتتوطد بين المملكة والعراق. وأكد الجبوري حاجة العراق لبناء علاقة وطيدة مع المملكة ضمن منظومة عربية لمواجهة التحديات الكبيرة، وقال إن :"الحاجة حقيقية لبناء علاقة وطيدة مع المملكة من منطلق الرغبة في أن نكون ضمن إطار المنظومة العربية لمواجهة التحديات الكبيرة، وأبرزها تحديات الإرهاب والطائفية، التي تدعو إلى فتح آفاق تواصل". وبشأن الاجتماعات مع مسؤولي مجلس الشورى أشار إلى أنه جرى حوار بناء بين المجلسين ليقوما بدور مهم كأحد القنوات التي يمكن من خلالها أن تفتح آفاقا جديدة وتعاون مستديم ومستمر في هذا الإطار، مؤكدا أن هناك أواصر من الصلة والتاريخ والمصير والامتداد العشائري، وقال إن "العراق مقبل على مرحلة جديدة وهو بحاجة إلى دور أشقائه وإخوانه وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية".