في الوقت الذي يسعى فيه كبار ممثلي الأديان الثلاثة لنشر المحبة والسلام المتعارف عليها، حيث زار الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر ألمانيا لمقابلة قادة الكنائس المسيحية، وزيارة مقر الأسقفية الكاثوليكية بالعاصمة برلين، انفجرت سيارة ملغومة غرب العاصمة الألمانية. وأعلنت الشرطة الألمانية، في بيان لها، أن "وحدة خبراء المفرقعات قامت بتفتيش السيارة وطلبت من السكان القريبين من موقع الانفجار بالبقاء في الداخل وإغلاق النوافذ"، بينما أعلن المتحدث باسم شرطة المدينة، "ستيفن بيترسن" في بيان له، أن "رجلًا واحدًا قُتل عندما انفجرت السيارة، صباح الثلاثاء، في منطقة شارلو تنبورغ غرب برلين إثر انفجار عبوة ناسفة من داخلها، مشيرًا "أن حطام السيارة تناثر في الشارع وتضررت الواجهة الأمامية لها بشكل كبير، وتحطمت النوافذ بما في ذلك الزجاج الأمامي جراء الانفجار". وأشارت أصابع الاتهام إلى تورط تنظيم "داعش" الإرهابي، في هذه العملية، والذي يسعى جاهدًا إلى تحقيق أهدافه ومآربه من خلال عملياته النوعية التي اشتهر بها، بعد كشف تقرير أعدته القناة الألمانية الأولى عن وضع الأجهزة الأمنية يدها على وثائق سرية تخص تنظيم داعش، تحوي على معلومات عن الموالين لهم الذين يريدون الدخول أو دخلوا إلى المناطق التي يحتلها في سوريا. وكان في وقت سابق، مع نهاية العام المنصرم، بث التنظيم الإرهابي إصدارًا باللغة الألمانية، توعد فيه بشن هجمات ضد ألمانيا وحث عناصره على شن هجمات نوعية وفردية في ألمانيا والنمسا، حيث وجه أحد عناصر التنظيم إلى المستشارة الألمانية "انجيلا ميركل" رسالة لها، متعهدًا أن ينتقم التنظيم من الدعم الذي تقدمه ألمانيا لمواجهة التنظيم و"لدماء المسلمين التي اهرقت في أفغانستان"، حيث ينتشر الجيش الألماني. من جانبه، أكد الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، أن السلام والرحمة مبادئ دينية لا غنى عنها لاستقرار الإنسانية، موضحًا أن القضية الأهم في حياته هي نشر ثقافة السلام في كل ربوع العالم، فنحن جميعًا شركاء في الإنسانية ومن حق كل البشر أن ينعموا بالسلام، وعلينا بذل كل الجهود من أجل نشر هذه الثقافة بين الناس. وبين "الطيب" خلال لقائه قادة الكنائس المسيحية أمس زيارة بمقر الأسقفية الكاثوليكية بالعاصمة برلين، أن الأديان السماوية الثلاثة ترجع في أصلها إلى مصدر واحد، وأن الله سبحانه وتعالى لم يرسل الأديان إلا ليؤمِّن للبشرية السعادة في الدنيا والآخرة، مذكرًا بمبادرة "بيت العائلة المصرية" ونجاحها في الحفاظ على النسيج الوطني المصري والتماسك بين أبناء الوطن الواحد من المسلمين والمسيحيين. وقال شيخ الأزهر، "لقد جئت أحمل في قلبي كثيرًا من الأمل أن نكون صانعي سلامًا للعالم الذي ضل السلام، ولإنقاذ البشرية ممن يتربص بها الآن"، موضحًا أنه سيصدر عنه قريبًا كتاب بعنوان "البحث عن السلام". وجدد حرص الأزهر على دفع الحوار الديني إلى الأمام، مشيرًا إلى أنه ينوي لقاء بابا الفاتيكان في المستقبل القريب. وأكد الأسقف هانس يوخن ياشكه، رئيس لجنة حوار الأديان، على أهمية البعد الديني في حياة الشعوب، مشددًا أن زيارة شيخ الأزهر إلى الكنيسة هي زيارة تاريخية تؤكد على دعمه للحوار الإسلامي المسيحي لما يحقق صالح الإنسانية جمعاء.