أكد نائب رئيس جنوب السودان جيمس وانى إيجا على الأولوية التي توليها بلاده لتدشين شراكة شاملة مع الهند في مختلف المجالات والاستفادة من الخبرات والقدرات الهندية الكبيرة في عملية التنمية ببلاده. وقال إيجا - في كلمته أمام مؤتمر "مشروع الشراكة بين الهند وأفريقيا" الذي بدأت أعماله، اليوم الإثنين، في نيودلهي بمشاركة أفريقية كبيرة - إن بلاده تسعى في هذه المرحلة لتعزيز التعاون والشراكة مع الهند في مختلف المجالات، وبخاصة لاستكشاف الموارد الطبيعية واستصلاح واستزراع الأراضي والزراعة والصناعة والبنية التحتية والتنمية البشرية، موضحا أن بلاده تتطلع للاستثمارات الهندية ومستعدة لتقديم كل التيسيرات اللازمة للمستثمرين الهنود. واستعرض إيجا الأوضاع الاقتصادية في جنوب السودان، مشيرا إلى أن الشراكة بين الهندوجنوب السودان في إطار الشراكة الهندية الأفريقية من شأنها المساهمة في جهود حكومته الرامية لتوفير فرص العمل للشباب والقضاء على البطالة. و أشاد نائب رئيس غانا كويسى أنيسا آرثر بالتعاون التاريخي القائم بين بلاده والهند منذ فترة حكم الزعيمين نهرو ونكروما، لافتا إلى أن هذا المؤتمر يمثل إطارا هاما لتعميق الشراكة وتنمية الاستثمارات الهندية، والتي زادت بقوة السنوات الأخيرة لتصبح الهند ثاني أكبر مستثمر أجنبي في بلاده. وأشار إلى أن الشراكة مع الهند تتميز عن الشراكات المماثلة لأفريقيا مع الدول الغربية كونها تفتح المجال لبناء القدرات البشرية الأفريقية، وهو ما يخفف من تأثير الأزمات الاقتصادية العالمية على أفريقيا. وأعرب عن تطلع غانا لتعزيز التعاون مع الهند في مجال المشروعات الصغيرة والمتوسطة ونقل التكنولوجيا الحديثة وتحقيق التنمية المستدامة، منوها بالفرص الكبيرة التي يتيحها عضوية غانا في تجمع الإيكواس بكثافته السكانية الكبيرة. وقال وزير التجارة والصناعة والاستثمار النيجيري أوكيشوكو اينيلما - في كلمته بالمؤتمر - إن بلاده ملتزمة بالإطار الإستراتيجي للشراكة مع الهند الذس أقرته قمة منتدى الهند أفريقيا الأخيرة، ومجالات التعاون التي حددها سواء للتعليم أو بناء القدرات والبنية التحتية والزراعة وغيرها، وأشاد بتعهد الهند تقديم عشرة مليارات يورو قروض ائتمانية لأفريقيا. وأضاف أنه من المهم تقييم مسارات التعاون القائمة خاصة ما يتعلق بالقروض ودور الفطاع الخاص، مشيرا إلى ضرورة تنمية دوره في هذه الشراكة. ونوه للمساهمة التي يمكن للهند تقديمها لمساعدة جهود بلاده في تحقيق الديمقراطية ومكافحة الفساد والاقتصاد والقضاء على الفقر والبطالة، معربا عن ثقته في قدرة الهند على تحسين مناخ الاستثمار والتجارة ونقل التكنولوجيا. وشهد المؤتمر، إضافة إلى الحضور الوزاري الأفريقي البارز، حضورا لافتا من جانب القطاع غير الحكومي ورجال الأعمال وقطاع البنوك الهندي، حيث حضره المئات من رجال الأعمال ورئيس بنك التصدير والاستيراد ورئيسى اتحاد الصناعات وغرفة التجارة والصناعة الهندية. وشهدت كلماتهم تأكيدات على حاجة الشركات وقطاع الأعمال الهندي على تعزيز تنافسيتها وتنوع مجالات عملها من خلال شراكات قوية مع دول أفريقيا، وأوضحوا أن هناك حاجة ماسة لمبادرات حديدة لتوفير الائتمان اللازم لمزيد من المشروعات والشراكات. وشددوا على أن تنمية آفاق الشراكة الهندية الأفريقية من شأنها الإسهام بقوة في إحياء الاقتصاد العالمي؛ لأن أفريقيا تعتبر المحرك لنمو الاقتصاد العالمي وستكون ثاني داعم للاقتصاد بقارة آسيا في وقت قريب. وقد استأنف المشاركون في المؤتمر جلساته لمناقشة عدد من المحاور، تشمل كيفية تعزيز شراكة الجانبين عبر مبادرات جديدة، والاستفادة من التيسيرات التي توفرها اتفاقية منظمة التجارة العالمية لتدعيم القوة الإنتاجية للجانبين، وتوظيف الوسائل المبتكرة للتمويل في زيادة استثمارات الهند بأفريقيا، ودور البنية التحتية في تحقيق والإسراع بالنمو الاقتصادي. كما يبحث الوزراء ورجال الأعمال المشاركون كيفية تعزيز شبكة النقل والاتصالات في القارة الأفريقية وتأهيل البنية البشرية الأفريقية لمواجهة تحديات المستقبل، وتعزيز الفرص القائمة ومصادر الطاقة البديلة وأهميتها في تعزيز أمن الطاقة، والرعاية الصحية وتحديث أنماط الزراعة وأهميته لتحقيق الأمن الغذائي على المدى الطويل، ودور القطاع الخاص الهندي لتنمية التعاون الاقتصادي مع الدول الأفريقية، بالإضافة لمناقشة تجارب الشراكة بين الهند وكل من غانا ونيجريا كنموذج للشراكة الناجحة بين الجانبين.