هل يمكن للمستقبل أن يغير الماضى؟ ليس من المعقول أن تتسبب الأحداث فى المستقبل، فى تغيير ما حدث وانتهى مسبقًا، فلن تستطيع إعادة الزمن للوراء لتمنع الولاياتالمتحدةوبريطانيا من غزو العراق حتى يتجنب العالم ويلات انتشار وتوغل الجماعات الإرهابية وصعود داعش فى الشرق الأوسط، أو أن تتنبأ أن تغيير قادة الدول الكبرى فى المستقبل سيؤدى إلى استعادة حالة الاستقرار للمنطقة، أو محو ما خلفه السياسيون فى الماضى، كتابان حديثان يؤرخان لحرب مضت وحروب مقبلة، ويكشفان أكثر على تزييف الحقائق فى الذكرى الثالثة عشرة للحرب على بغداد، ويساعدان على التوصل إلى رؤية مستقبلية لفهم التحركات المستقبلية والتى ستؤثر على مسار القضايا الساخنة فى المجتمع الدولى كما فعلت الأحداث الماضية وشكلت الواقع الذى يعيشه الشعوب. العراقوإيران.. معارك السيدة الأولى الكتاب الأول «هيلارى كلينتون: النبوءة.. وخراب أمريكا» يرصد نبوءة صعود امرأة إلى حكم الولاياتالمتحدة، رغم أن وصول سيدة للرئاسة ليس بالأمر الغريب، فالبرازيل والأرجنتين وألمانيا من أنجح الدول التى حكمتها امرأة، إلا أن الوضع فى أمريكا ربما يكون مختلفا، بسبب أنها تعد من القوى العظمى، والتى تؤثر فى مسار القضايا والقرارات الدولية، ويتناول الكتاب فى 150 صفحة لدار النشر الأمريكية «Nazarene Books» تنبؤ وليام برانهام فى يونيو 1958، والذى ادعى أيضا أنه فى الكتب المقدسة، سترتفع امرأة إلى رئاسة الولاياتالمتحدة، لكنه قال إن هذا الحدث هو قبل أن يأتى وقت نهاية العالم، وذلك بصعود امرأة قوية وعظيمة، مضيفا أن الولاياتالمتحدة ستغرق تحت تأثير تلك المرأة. يرى الكاتب بوب ثيل أن عدم أخلاقية هيلارى كلينتون، هو ما ينذر بواقع ومستقبل مدمر فى الوقت الذي يزداد فيه العالم وحشية، ويصبح أكثر خطورة، والولاياتالمتحدةالأمريكية تتجه أكثر فأكثر بعيدا عن المبادئ التى وجدت فى الكتاب المقدس، خاصة أنها تم اتهامها فى قضايا جنسية شائكة هى وزوجها، فضلا عن التشكك فى توجهاتها الجنسية وشذوذها وخاصة علاقاتها بمساعدتها ذات الصلات الإخوانية هوما عابدين والتى أسندت إليها هيلارى كلينتون العمل فى وزارة الخارجية عام 2010، وتعلق هيلارى الشديد بها، هو ما يؤكد علاقة جنسية شاذة بينها وبين هوما بممارسة السحاق، والتى كانت من أهم أسباب خيانة بيل كلينتون لها مع مونيكا لوينسيكى. فضلا عن أن الكتاب تحدث عن ميولها للتلاعب والحرب وتبديل القادة كقطع الشطرنج، خاصة أنها لم تكون من معارضى الحرب على العراق وقد قامت بالتصويت بالموافقة على الحرب فى العراق، وهو ما أدى إلى زعزعة الاستقرار فى الشرق الأوسط لسنوات قادمة، أيضا هى من وجهت إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما، للتحالف مع إيران وظلت لسنوات فى تواصل مع دولة الملالى قبيل ظهور مصطلح الاتفاق النووى الإيرانى، وهى من فتحت الباب لتحول سياسة الولاياتالمتحدة تجاه إيران أثناء توليها منصبها فى إدارة الرئيس باراك أوباما فى فترة ولايته الأولى. قال «بوب ثيل» إن مرشحة الحزب الديمقراطى الأوفر حظًا فى انتخابات الرئاسة الأمريكية خلال الثلاثة شهور المقبلة، فهى من خففت موقف واشنطن تجاه تخصيب طهران لليورانيوم فى برنامجها النووى، وهى من قامت فى الشهور الأخيرة لها كوزيرة للخارجية بذلك التحول الجذرى، وفى يوليو 2012، اجتمعت جيك سوليفان أقرب مساعدى كلينتون سرًا مع الدبلوماسيين الإيرانيين فى عمان، وذلك لمناقشة التسهيلات بشأن البرنامج النووى الإيرانى، واستمرت سلسلة من الاجتماعات رفيعة المستوى على مدى 6 أشهر، والآن تتولي سوليفان منصب كبيرى مستشارى حملة كلينتون وتركت كلينتون وزارة الخارجية فى وقت مبكر من عام 2013، وفى وقت لاحق من ذلك العام، وافقت إدارة أوباما علنا أن إيران يمكنها أن تستمر فى تخصيب اليورانيوم، واستكملت كلينتون تحركاتها لدفع التحول فى السياسة الأمريكية تجاه إيران والتى وضعتها قبل تركها منصبها. وكانت كلينتون لاعبًا رئيسيًا فى صفقة إيران، فضلا عن تأكيداتها فى خطابها الانتخابى الأخير أنها عندما ستصبح رئيسة أمريكا، سوف تستمر فى دعم الصفقة النووية مع إيران، ولكنها حاولت طمأنة الكونجرس والشرق الأوسط بأنها ستعمل على وضع الضغوط المالية على طهران، وربما من خلال فرض عقوبات إضافية على النخبة العسكرية الإيرانية، والحرس الثورى. وقد قبلت هيلارى تبرعات إيرانية ودعمًا ماليًا عن طريق عناصر تابعة لحزب الله ذراع طهران فى منطقة الشرق الأوسط، لمؤسستها سرًا منذ عام 2008، وبعد أن وصلت لمنصبها كوزيرة الخارجية، وأضاف أن هناك الكثير من علامات الاستفهام حول مؤسسة كلينتون الخيرية وقبول هيلارى لتبرعات من الإخوان والدول الداعمة لها، وحكومات أجنبية أخرى، حيث تفضل هيلارى استبدال الحلفاء الرئيسيين فى الشرق الأوسط بأصحاب الأجندات والأيديولوجيات، وهو ما أدى إلى ارتفاع الهيمنة الإيرانية وتعزيز الإسلام السياسى فى جميع أنحاء المنطقة. ولذلك تناول الكتاب أهم السياسات المحلية والدولية التى تفضلها هيلارى كلينتون، وتنذر بمستقبل أكثر سخونة وعدم استقرار ليس فى الشرق الأوسط فقط، بل داخل أمريكا وخارجها أيضًا، حيث إنها دافعت وساعدت بل كانت رأس الأفعى التى أدت إلى تنفيذ السياسات، التى أدت فى النهاية إلى إفلاس الولاياتالمتحدة وتدهور اقتصادها، فضلا عن الزج بالتدخل العسكرى فى العراق، وغيرها من السياسات العدوانية التى أثرت على تفوق واشنطن. اغتيال دمية «بوش» القبيحة فى الوقت نفسه الذى يتحدث فيه الكتاب عن هيلارى كلينتون، ومستقبل العالم وأمريكا بعد توليها للرئاسة والمبنى على سياساتها وتحركاتها السابقة، خاصة فيما يتعلق بالحرب على العراق، يأتى كتاب حديث يتناول حقائق عن تونى بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق، والذى كان الأداة التى قامت بترويج الحرب الأمريكية على العراق، ولمدة 13 عامًا لا يزال العراق مستنقع خطر على مستوى العالم حتى داخل الولاياتالمتحدة سواء من حيث إنها مصدر قلق للأمن القومى المستمر، والذى ولد الكثير من الجماعات الإرهابية بسبب الفراغ السياسى والأمنى فى البلاد. ووفقًا لكتاب البريطانى المخضرم توم باور المقرر صدوره غدًا فى 688 صفحة لدار النشر «فابر آند فابر»، والمبنى على لقاءات مع قادة عسكريين دخلوا العراق وتحت عنوان «خرق العهود» يؤكد أكاذيب بلير الفتاكة على العراق، وهو يكشف مرارا وتكرارا الخداع الذى قام به بلير فى وقت مبكر من 2002، عن تغيير النظام فى العراق، وقال إنه قام بتجميد خطة لكبار المسئولين العسكريين والوزراء العراقيين للإطاحة بالرئيس العراقى الراحل صدام حسين، لأنه كان يخطط هو وجورج بوش الرئيس السابق للولايات المتحدة بالحرب على العراق. الكتاب يكشف الاستعداد للحرب، والاجتماعات الرئيسية بين كبار المسئولين، ولكنه أبقى خططه خفية عن معظم أعضاء حكومته وكبار موظفى الخدمة المدنية، لأنه لا يريد أن تتسربل نواياه الحقيقية، واعترف السير ريتشارد، الذى ساعد فى تجميع ملف المراوغة كما أطلق عليها لاتهام صدام حسين بامتلاك أسلحة دمار شامل غير موجودة، أنه فى اجتماع لمجلس الوزراء يوم 7 مارس، تحدث بلير فقط عن قصف العراق، ووفقًا للكتاب، فإن بلير فى سبتمبر 2002، كتب مذكرة قبل محادثة هاتفية مع الرئيس بوش قال فيها: «نحن سنكون معكم مهما حدث». والغريب أن الكاتب كشف عن أن الجيش البريطانى لم يكن مؤهلًا لغزو العراق، وكان هناك نقص شديد فى الأسلحة والمعدات.