حذر كاتب بريطانى من أن الحشد العسكري الأمريكي بالخليج وإشارة رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير أثناء التحقيق بحرب العراق إلى الحرب ضد إيران، ينذران بكارثة أخرى. وقال الكاتب بصحيفة "الجارديان" البريطانية سيماس مايلن، إنه كان من المفترض التعلم من دروس حرب العراق، ومن أجل ذلك جرى تحقيق شيلكوت في تلك الحرب، ولكن كل المؤشرات في الشرق الأوسط تدل على أن تلك الحرب قد تقع مجددا. انتقام إيران المسلح وأضاف أن نشر الولاياتالمتحدة ترسانة عسكرية في الخليج وتعزيز وجودها البحري وتقديم أسلحة لدول المنطقة بملايين الدولارات، ينطوي كل ذلك على استهداف الولاياتالمتحدةلإيران.
ورغم أن الولاياتالمتحدة تصر على أن التعزيز العسكري دفاعي ويهدف إلى ردع إيران وطمأنة "إسرائيل" وحلفائها، فإن التحول في السياسة بات جليا بما يكفي.
فقد حذر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الأسبوع الماضي من أن إيران ستواجه "عواقب متنامية" لرفضها وقف برنامجها النووي، وربطها في الوقت ذاته بكوريا الشمالية، كما فعل سلفه جورج بوش الذي أطلق وصف "محور الشر" في خطاب عام 2002.
وعندما جدد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد هذا الأسبوع الاتفاقية الأولية حول إرسال اليورانيوم إلى الخارج للتخصيب، جاء الرد الأمريكي رافضا.
وقال الكاتب إن "اليد الممدودة" التي يربطها أوباما عادة بالتهديد بالعقوبات أو بما هو أسوأ، تبدو في تراجع.
وقال ان "أي هجوم على إيران سيكون أكثر تدميرا من العدوان على العراق لا سيما أن إيران تمتلك قدرة على الانتقام المسلح". العدوان الأكثر تدميرا ثم جاء جوزيف بايدن نائب الرئيس ليصر على أن قادة إيران "يزرعون بذور دمارهم"، وينعكس ذلك في الكيان الصهيونى الذي تعهد باتخاذ أي إجراء لمنع إيران من امتلاك أسلحة نووية، وتنامت تهديداته ضد حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" باعتبارهما حليفين لإيران، حسب تعبير الكاتب.
وقد صرح الثلاثاء (2-2)، الرئيس الصهيوني شمعون بيريز قائلا "يجب أن نجند العالم كله لقتال نجاد".
ويرى الكاتب أن أصداء الإعداد للعدوان على العراق باتت تجد طريقها في الملف الإيراني، لا سيما أنه لا يوجد أي دليل ملموس على إنتاج طهران لأسلحة نووية، تماما كما تبين في الحالة العراقية.
والحقيقة، يقول الكاتب، "إن أي هجوم على إيران سيكون أكثر تدميرا من العدوان على العراق"، وذكر أن إيران تمتلك قدرة على الانتقام المسلح سواء بطريقة مباشرة أو عبر حلفائها، وهذا لن يطوق المنطقة وحسب بل سيقطع الطريق على مرور 20% من الإمدادات النفطية عبر مضيق هرمز. القوة المستقلة ويشير الكاتب إلى أن إيران "دولة استبدادية منقسمة" تضيق الخناق على المعارضة، ولكنها ليست دكتاتورية.
ويعتقد مايلن أن المشكلة بالنسبة للإدارة الأمريكية شأنها في ذلك شأن إدارة بوش هي القوة المستقلة لإيران في أكثر مناطق العالم حساسية، وقد تعززت تلك القوة بسبب العدوان على العراق.
ويخلص الكاتب إلى التحذير من أن ثمن الحرب سيكون باهظا، داعيا إلى تجنب تكرار الكارثة عبر الضغط منذ الآن من أجل منع وقوع الحرب.
تدابير دفاعية من جهته، أكد وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة، أن نشر منظومة الصواريخ "الدفاعية" الأمريكية في الخليج ليست تهديدا لأحد بل هي تدابير دفاعية موجودة منذ عقود، حسب قوله.
وقال "لم نهدد احد، هذه التدابير موجودة منذ عقود. لقد طورنا ورقينا وحسنّا منها باستخدام تكنولوجيا حديثة. لم نرفع من درجة التسلح في المنطقة. ولا نتوقع ان ترى إيران هذه التدابير ضِدها. هذه تدابير دفاعية لحماية إحدى أهم مناطق العالم والممرات المائية. لنترك الأمور كما هي عليه. إذا تم تفسير الأمور بطريقة مختلفة، فسوف يحدث سباق تسلح، ولكن يجب وضع الأمور في سياقها. و هذه تدابير دفاعية لا تدعو الى سباق تسلح".
إقناع إيران وإلى ذلك، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، إن الإدارة الأمريكية تنظر إلى مزيد من التدابير التي قد تقنع إيران بإعادة النظر في برنامجها النووي والتعاون مع المجتمع الدولي.
وأضافت: "لقد عملنا مع حلفائنا في الخليج وفي الأممالمتحدة، لنعرض على إيران خيارا بين العزلة وما بين الوفاء بالتزاماتها، ونحن الآن ننظر الى المزيد من التدابير التي قد تقنع إيران لإعادة النظر في برنامجها النووي والتعاون مع المجتمع الدولي. نحن والبحرين ننظر الى الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط".
أولوية مطلقة ومن ناحية أخرى، أعلن رئيس الحكومة الفرنسية فرنسوا فيون من باريس ان فرنسا ستطلب من الأممالمتحدة "اعتماد قرار جديد" ضد إيران يتضمن "عقوبات مشددة".
وكان فيون يتحدث أمام حوالى 800 شخص بينهم العديد من الشخصيات السياسية والدينية خلال العشاء السنوي للمجلس التمثيلي للمؤسسات اليهودية في فرنسا.
وقال "امن اسرائيل هو لفرنسا أولوية مطلقة" موضحا ان باريس "تتقاسم كليا القلق مع اسرائيل حيال تطوير البرنامج النووي الإيراني".
إنقاذ إدارة أوباما وفى الداخل الأمريكى، نصح كاتب أمريكي متطرف الرئيس الأمريكي باراك أوباما بضرب إيران بغية "إنقاذ رئاسته" ورفع شعبيته في استطلاعات الرأي.
وتوقع الكاتب الداعم للكيان الصهيونى والمشهور بعدائه للعرب والمسلمين أن تقضي تلك الضربة على التهديد النووي الإيراني.
وقال دانيال بايبس في مقال نشرته مجلة "ناشيونال ريفيو أونلاين" اليمينية الأمريكية الثلاثاء (2-2)، إنه عادة لا يقدم النصائح "لرئيس عارضت انتخابه، أو أتخوف من أهدافه، أو أعمل ضد سياساته"، لكنه استدرك بقوله إن فكرة ضرب إيران التي يقدمها لأوباما تهدف إلى "إنقاذ إدارته المترنحة باتخاذ خطوة تحمي الولاياتالمتحدة وحلفاءها".
واعتبر بايبس أنه "تماما كما أدت أحداث 11 سبتمبر إلى نسيان الناخبين لشهور الرئيس الأمريكي السابق جورج دبليو بوش الأولى المتعرجة، فإن ضربة للمنشآت الإيرانية يمكن أن تسقط السنة الأولى لأوباما من ثقب الذاكرة، وتحول المشهد السياسي الداخلي، وتنحي الرعاية الصحية، وتدفع الجمهوريين للعمل مع الديمقراطيين".
فشل أوباما وأضاف بايبس "إذا كانت شخصيته (أوباما) وهويته وشهرته قد فتنت الناخبين الأمريكيين في 2008، فإن هذه الصفات أثبتت ضعفها على الحكم بشكل محزن في 2009، فقد فشل في تحقيق ما وعد به في الوظائف والرعاية الصحية، وفشل في غزوات صغيرة في السياسة الخارجية".
وذهب بايبس إلى أن أداء أوباما الذي وصفه بالهزيل "تسبب في انهيار غير مسبوق في استطلاعات الرأي وخسارة ثلاثة انتخابات رئيسية، توجت بهزيمة مدهشة في انتخابات مجلس الشيوخ قبل أسبوعين في ماساشوسيتس"، في إشارة إلى فوز المرشح الجمهوري سكوت براون بمقعد السيناتور الديمقراطي الراحل إدوارد كينيدي.
واعتبر أن محاولات أوباما إعادة ترتيب رئاسته سوف تفشل إذا ركز على الاقتصاد لكونه "مجرد فرد بين عدد كبير من اللاعبين"، ولذلك هو بحاجة إلى إشارة دراماتيكية لتغيير الآراء العامة عنه كشخص "قليل الشأن ومفكر أخرق"، ويفضل أن يكون هذا في ميدان تكون المخاطر فيه مرتفعة، ويمكنه فيه تحمل المسئولية، ويستطيع فيه كسب التوقعات.
تدمير إيران واعتبر أن هذه الفرصة موجودة وتتمثل في قيام أوباما بإعطاء الأوامر للعسكرية الأمريكية بتدمير القدرة العسكرية النووية الإيرانية.
وقال بايبس إن القادة الإيرانيين عندما يتلقون ضربة في بلادهم فإنهم "ربما ينشرون هذه الأسلحة النووية في المنطقة، وهو ما يؤدي إلى قتل وتدمير هائل، وفي النهاية ربما يقومون بإطلاق هجوم كهرومغناطيسي ضد الولاياتالمتحدة، وهو ما سيؤدي إلى تدمير بلادهم بشكل كامل".
وتوقع بايبس أن يؤدي هذا السيناريو المدمر إلى "القضاء على التهديد النووي الإيراني، وبهذا يحمي أوباما الوطن ويبعث برسالة إلى أصدقاء أمريكا وأعدائها". وقال إن استطلاعات الرأي تؤيد قيام الولاياتالمتحدة بضرب إيران إذا سعت للحصول على أسلحة نووية.
يذكر أن الكاتب بايبس يترأس منتدى الشرق الأوسط الذي يعد أحد أبرز مراكز أبحاث المحافظين الجدد، وكان قد دعم رودي جولياني عمدة نيويورك السابق في انتخابات الرئاسة ثم دعم السيناتور جون ماكين بعد انسحاب جولياني.