جاء إعلان هيلارى كلينتون، وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، ترشحها لرئاسة الولاياتالمتحدة خلال اليومين الماضيين، وتصريح الرئيس الأمريكى، باراك أوباما، بأنها ستكون أفضل رئيسة لأمريكا، ليثير العديد من الشائعات والتي تعد من أهم الأدوات التي يستخدمها المرشحون قبل بدء الانتخابات، وفى السياسة كل شيء مباح للفوز في اللعبة حتى الضرب تحت الحزام. ففى حين يفقد الحزب الديمقراطى بريقه بعد الهزيمة الفادحة له في انتخابات التجديد النصفى للكونجرس، واستحواذ الجمهوريين على أغلبية مقاعد مجلسى النواب والشيوخ لعامين قادمين، فإن المرشح الوحيد والمحتمل والمقدم من جانب الديمقراطيين هي هيلارى كلينتون، لتعيد تقديم نفسها للمواطن الأمريكى بعد علامات الاستفهام التي تحيط بها منذ أن كانت وزيرة بسبب علاقاتها بالجماعات الإرهابية، ودعمها لصعود الإخوان في دول الربيع العربى، وتلطخها في حادثة بنغازى وقتل السفير الأمريكى، كريستوفر ستيفنز، في 2012، وقد اتهمها السيناتور الجمهورى راند بول في سياق حملته ضد التصويت لمرشحى الحزب الديمقراطى في انتخابات عام 2016 بأنها ستورط الشعب الأمريكى في حرب جديدة بالشرق الأوسط. فضلًا عن الشائعات التي تشكك في ميولها الجنسية حيث صدرت تقارير تؤكد شذوذها وخاصة علاقاتها بمساعدتها ذات الصلات الإخوانية، هوما عابدين، والتي أسندت إليها هيلارى كلينتون العمل في وزارة الخارجية عام 2010، وبسبب تعلق هيلارى الشديد بها تناقلت الصحف العالمية أنباء تفيد بوجود علاقة جنسية شاذة بينها وبين هوما، والتي كانت من أهم أسباب خيانة بيل كلينتون لها مع مونيكا لوينسيكى. ولم تسلم كلينتون من شائعات التورط في تعاطى وتهريب المخدرات حيث أثبتت أيضا التقارير تورط عائلة كلينتون في الإتجار في المخدرات أثناء تولى بيل كلينتون رئاسة الولاياتالمتحدة، وكان بيل كلينتون يدخن الماريجوانا. وغالبًا ما تتزايد وتتصاعد المشاحنات والشائعات بين السياسيين الأمريكيين ووسائل الإعلام الموالية لهم، واللافت للنظر أن يسعى المواطن العادى في جميع أنحاء العالم، وليس فقط داخل الدولة التي يتم فيها الانتخابات، للبحث في الإنترنت عن المعلومات الخاصة بفضائح المرشحين والتي تبدو وكأنها لكمات موجهة في حلبة مصارعة، والفائز من يقتنص الضربة القاضية وينهى المباراة لصالحه. وفى نفس الوقت يسعى الحزب الجمهورى إلى ترتيب أوراقه من جديد ليشق طريق عودته إلى البيت الأبيض في عام 2016 بعد غياب 8 سنوات واصل فيها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فوزه بالرئاسة مرتين، متفوقا على مرشحى الحزب جون ماكين في 2008 وميت رومنى في 2012. ويقدم الجمهوريون عدة بدائل من أهمهم جيب بوش، شقيق الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش، والذي سيؤدى ترشحه إلى عودة دراماتيكية للعائلة للمرة الثالثة إلى البيت الأبيض، ولكن تتساءل صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الموالية للحزب الديمقراطي: هل هذا أفضل رهان للحزب الجمهورى للدخول في اللعبة؟ خاصة بعد ربطه هو وعائلته بالإدمان والإتجار في المخدرات، ومن المعروف أن عائلة بوش بأكملها مرتبطة بقضايا المخدرات والكحول، فالسيدة الأولى، لورا بوش، ليست غريبة على عالم المخدرات فقد كانت تتاجر فيها أثناء دراستها بالجامعة، كما اتهمت عائلة بوش بتسهيل عمليات تهريبه والإتجار فيه لأفغانستان وباكستان والعراق وتركيا. كما أدينت ابنة جيب بوش «نويل» بتهمة تعاطى المخدرات، حيث تم حبسها لمدة اثنتين وسبعين ساعة لانتهاكها شروط برنامج علاج من الإدمان كانت المحكمة قد أمرتها بالخضوع له، وقد فاجأنا الإعلام في شهر يوليو الماضى بخبر إلقاء القبض على جورج بوش بتهمة تعاطى وحيازة الكوكايين، وفى حين لا يزال آلاف من متعاطى المخدرات يقضون أحكامًا بالسجن مدتها 40 عامًا، إلا أن أمريكا راعية الديمقراطية والشفافية في العالم تتستر على المسئولين والسياسيين الذين يتورطون في مثل تلك النوعية من القضايا. من النسخة الورقية