كلينتون وبوش اسمان من الماضى السياسى الأمريكى يعودان من جديد إلى أعلى القوائم الرئاسية فى انتخابات .2016 جاء إعلان جيب بوش الأخ الأصغر للرئيس ال 43 للولايات المتحدة جورج دبليو بوش وابن الرئيس ال 41 جورج بوش الأب، لخوضه الانتخابات الرئاسية المقبلة، ليخلق حالة من القلق تجاه الاحتكار الثنائى الوراثى فى السياسة الأمريكية، خصوصا أن كل المؤشرات تؤكد ترشح هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية السابقة والسيدة الأولى للولايات المتحدة من 1993 وحتى .2001 وكأن التاريخ الحديث يعيد نفسه لأن الدائرة ما بين كلينتون وبوش توقفت فقط عن الدوران لفترة وجيزة عند وصول باراك أوباما للبيت الأبيض، حيث تولى جورج بوش الأب رئاسة الولاياتالمتحدة لفترة ولاية واحدة من 1989 وحتى 1993 ثم خلفه بيل كلينتون الرئيس ال 42 لفترتين متتاليتين من 1993 وحتى 2001 ثم تبعه جورج بوش الابن لولايتين متتاليتين من 2001 وحتى 2009 وها هو يعود الابن الأصغر لعائلة بوش لينافس على رئاسة الولاياتالمتحدة عن الحزب الجمهورى، جنبا إلى جنب مع هيلارى كلينتون زوجة الرئيس ال 42 للولايات المتحدة والتى خاضت من قبل هذا السباق فى 2008 ضد أوباما ولكنها انسحبت خوفا من الانشقاق داخل الحزب الديمقراطى. ما يحدث الآن سبب الكثير من الجدل والتخوفات داخل الأوساط السياسية فى واشنطن، وعلى الصعيد الدولى أيضا، حيث إن مسألة التوريث ليست جديدة على المشهد السياسى الأمريكى وعلى سبيل المثال كان لعائلة كيندى صولات وجولات كونهم نوابا بالكونجرس بدءا من جون كيندى وأخيه روبرت ولكن هذا النوع من نمط التوريث الرئاسى سيكون حالة ودرجة عالية المستوى. ووفقا لمجلة (ذى أتلانتيك) الأمريكية فإن هناك آثارا مثيرة لمثل هذا الاحتكار الثنائى على أمريكا، حيث إن الولاياتالمتحدة ليست مملكة، وهو ما يكشف الازدواجية الأمريكية من دعمها للعوامل المسببة للتوتر والاحتجاجات فى الممالك العربية ويدعو للتساؤل: هل وصل الأمريكيون الى حالة من الحنين إلى الماضى فى ظل تردى الأوضاع الاقتصادية وعدم العدالة الاجتماعية وتصاعد المشاكل العرقية، وتدنى تأثير واشنطن على الساحة الدولية، وصعود قوى كبرى أخرى مثل روسيا والصين؟ وقد بدأت حرب الشائعات بين عائلتى كلينتون وبوش، حيث تعد الشائعات من أهم الأدوات التى يستخدمها المرشحون قبل بدء الانتخابات، وفى السياسة كل شىء مباح للفوز فى اللعبة حتى الضرب تحت الحزام. واللعبة بدأت بالخصمين بوش مقابل كلينتون ربما لا تكون (نكتة) وحسب بل (نكتة سيئة) توضح الطريقة التى يتم بها ممارسة اللعبة السياسية داخل الأحزاب الأمريكية الرئيسية للتجهيز للحملات الانتخابية الرئاسية .2016 وفى حين يفقد الحزب الديمقراطى بريقه بعد الهزيمة الفادحة له فى انتخابات التجديد النصفى للكونجرس واستحواذ الجمهوريين على أغلبية مقاعد مجلسى النواب والشيوخ لعامين قادمين، فإن المرشح الوحيد والمحتمل والمقدم من جانب الديمقراطيين هى هيلارى كلينتون وزيرة الخارجية السابقة والتى وصفها الكاتب جوزيف فرح فى تقرير على موقع وورلد نت دايلى الأمريكى والمعروف بمعارضته للرئيس الأمريكى باراك أوباما بالمهرجة المجنونة. مضيفا أن كلينتون عليها أن تكون جريئة ومبتكرة لتعيد تعريف نفسها للمواطن الأمريكى بعد علامات الاستفهام التى تحيط بها منذ أن كانت وزيرة بسبب علاقاتها بالجماعات الإرهابية ودعمها لصعود الإخوان فى دول الربيع العربى وتلطخ يديها فى حادثة بنغازى وقتل السفير الأمريكى كريستوفر ستيفنز فى 2012 وقد اتهمها السيناتور الجمهورى راندبول فى سياق حملته ضد التصويت لمرشحى الحزب الديمقراطى فى انتخابات عام 2016 ومهاجمتهم بأنها ستورط الشعب الأمريكى فى حرب جديدة بالشرق الأوسط. وهناك شائعات تشكك فى توجهاتها الجنسية، حيث صدرت تقارير تؤكد شذوذها وخاصة علاقاتها بمساعدتها ذات الصلات الإخوانية هوما عابدين التى أسندت إليها هيلارى كلينتون العمل فى وزارة الخارجية عام 2010 وبسبب تعلق هيلارى الشديد بها تناقلت الصحف العالمية أنباء تفيد بوجود علاقة جنسية شاذة بينها وبين هوما التى اتهمتهما بممارسة السحاقية والتى كانت من أهم أسباب خيانة بيل كلينتون لها مع مونيكا لوينسيكى. وغالبا ما تتزايد وتتصاعد المشاحنات والشائعات بين السياسيين الأمريكيين ووسائل الإعلام الموالية لهم والقائمة على النميمة والشائعات، واللافت للنظر أن يسعى المواطن العادى فى جميع أنحاء العالم وليس فقط داخل الدولة التى يتم بها الانتخابات، للبحث فى الإنترنت عن المعلومات الخاصة بفضائح المرشحين والتى تبدو وكأنها لكمات موجهة فى حلبة مصارعة والفائز من يقتنص الضربة القاضية وينهى المباراة لصالحه. وفى نفس الوقت يسعى الحزب الجمهورى فى الولاياتالمتحدةالأمريكية إلى ترتيب أوراقه من جديد ليشق طريق عودته إلى البيت الأبيض فى عام 2016 بعد غياب 8 سنوات واصل فيها الرئيس الأمريكى باراك أوباما فوزه بالرئاسة مرتين متفوقا على مرشحى الحزب الجمهورى جون ماكين فى 2008 وميت رومنى فى .2012 وأدى ترشح جيب بوش إلى عودة دراماتيكية للعائلة للمرة الثالثة إلى البيت الأبيض، ولكن تتساءل صحيفة واشنطن بوست الأمريكية الموالية للحزب الديمقراطى : هل هذا أفضل رهان للحزب الجمهورى للدخول فى اللعبة وخاصة بعد ربطه هو وعائلته بالإدمان والاتجار فى المخدرات. ومن المعروف أن عائلة بوش بأكملها مرتبطة بقضايا المخدرات والكحول، من الاتهامات بالتعاطى إلى تسهيل عمليات تهريبه والإتجار فيه لأفغانستان وباكستان والعراق وتركيا، وبدأت تعاد مرة أخرى إدانة ابنة جيب بوش ( نويل) والتى نفذت السلطات الأمريكية عليها حكما فى قضية تعاطى مخدرات لمدة اثنتين وسبعين ساعة لانتهاكها شروط برنامج علاج من الإدمان كانت محكمة قد أمرتها بالخضوع له. وحتى عائلة كلينتون لم تسلم من شائعات التورط فى تعاطى وتهريب المخدرات حيث أثبتت أيضا التقارير تورط عائلة كلينتون فى الإتجار فى المخدرات أثناء تولى بيل كلينتون رئاسة الولاياتالمتحدة. بالإضافة إلى الضغط على نقطة حرب العراق وما فعله أخوه جورج بوش، والذى سيظل حملا ثقيلا وميراثا سياسيا وتاريخيا مشينا يحمله على عاتقه جيب بوش، فما زال الشعب الأمريكى يتذكر مرارة الحروب التى خاضتها عائلة بوش فى الخليج والعراق والتى ساهمت فى الحالة الاقتصادية التى وصلت لها البلاد. وسخر الكاتب جوزيف فرح من المستقبل الذى تنتظره أمريكا إذا فاز أحد منهما فيما يشبه المثل المصرى القائل ( ما أسوأ من سيدى إلا ستى) وأن صعود أىًّ منهما سيسبب كارثة لأرض الأحلام، وسيكون كابوسا رهيبا وأنه لن يكون خيارا بل عقاب للعام سام.∎