على أعتاب محاكم الأسرة، يقف عشرات الرجال، كل منهم يمثل عنوانًا لقصة فشل فى العلاقة الزوجية، لا فرق هنا بين صغير وكبير، ولا غنى وفقير، أو ريفى وحضرى، فجميعهم فى «الهم سوا» وإن اختلفت التفاصيل. الحياة الاجتماعية مليئة بالعديد من التجارب الفاشلة، وحافلة بالنماذج السيئة للرجال والنساء، ولكن هناك صفات بعينها لا بد أن يحترس «آدم» من الاقتراب من صاحباتها، أو الارتباط بهن، وهى الفتاة الطماعة، والخائنة، ومدمنة المخدرات، والبخيلة، وغيرهن. واستكمالًا لما نشرته «البوابة» الأسبوع الماضى عن الرجال وأنواع لا بد أن تحترس منهم حواء، قررنا متابعة هذا الملف، وننصح الرجل بالابتعاد أيضًا عن نساء بعينهن. "الطماعة" رغم أن الأمومة إحساس جميل مجرد من الطمع أو الكره أو القسوة أو أى حسابات أخرى بين البشر العاديين، إلا أن القضية التى تنظرها محكمة زنانيرى للأسرة، غير عادية على الإطلاق، والأم التى أقامت دعوى «ضم الحضانة»، يسيطر على حساباتها «الطمع» فى معاش زوجها السابق الذى توفى منذ شهور. «حسناء» سيدة ثلاثينية التقت «البوابة» بها فى مقر محكمة الأسرة، قالت: «أنا أولى بحضانة ابنى من أمي»، كانت تلك المُفارقة حيث إن الأم أقامت دعوى «ضم حضانة» من والدتها. وتعود بداية نزاعهما عقب إتمام مراسم طلاقها من زوجها الأول الذى يعمل «ضابطًا بالقوات المسلحة»، وبعد انقضاء شهور العدة، أتمت مراسم زواجها للمرة الثانية بدون رضا والدتها، فرفعت الأخيرة دعوى ضم حضانة، للحفاظ على حفيدها الوحيد، لإهمال أمه فى تربيته والاعتناء به، فأصدرت المحكمة حكمًا قضائيًا بضم حضانة الطفل لجدته ونزعها من أمه، وبالفعل تم تنفيذ حكم المحكمة، واشتد النزاع أكثر بعد وفاة والد الطفل، وأصبح له معاش شهرى ضخم يتم صرفه لعائلته وطفله الوحيد، وتتولى الجدة تلك المهمة، ولكن الأم التى تركت ابنها وتزوجت من آخر، لم تتخيل أنها لن تحصل على جزء من هذا المبلغ لنفسها، فحاولت أن تأخذ الطفل من والدتها وديًا، ولكن حرصًا على مستقبل الطفل وصحته النفسية، رفضت أن تعطيها الطفل، خاصة أنها متزوجة من رجل آخر، ومن الممكن أن تنشب خلافات بينهما. وبعد فشل محاولات الأم للحصول على معاش زوجها الأول الذى توفى، قررت اللجوء إلى محكمة الأسرة، وأقامت دعوى «ضم حضانة» من والدتها، حتى تستطيع الحصول على المعاش الشهرى الخاص بزوجها الأول، وما زالت الدعوى قيد المداولة. "الخائنة" فى إحدى غرف المداولة القديمة بمحكمة مصر الجديدة، انتظر «أحمد. ع» الشاب الثلاثينى، ابن الذوات والطبقة الراقية، أحد موظفى المحكمة حتى ينهى بعض الأوراق المتعلقة بقضية «إنذار الطاعة»، التى أقامها ضد زوجته ووالدة طفله الوحيد «ياسين». وأثناء انتظاره، التقت به «البوابة» فى مقر المحكمة، وبدأ يسرد قصته مع زوجته قائلا: «تزوجت منذ ثلاث سنوات بعد قصة حب استمرت عامًا كاملًا، حيث تعرفت عليها فى أحد الفنادق أثناء سفرى مع العائلة إلى إحد المدن الساحلية لقضاء عطلة الصيف، جذبتنى لها بشخصيتها الرائعة وهدوئها واهتمامها بى، واستمرت علاقتى بها عندما عدت إلى القاهرة، وبعد مرور شهور عديدة اتفقنا على الزواج، وبالفعل تقدمت لها، فى البداية لم توافق عائلتى على هذه الزيجة نظرًا لفرق المستوى الاجتماعى بيننا، حيث أعمل «مهندس بترول» فى إحدى الشركات الكبرى، وهى حاصلة على شهادة متوسطة، حتى الفارق المادى والاجتماعى بيننا كان واضحًا، ولكننى لم أهتم بكل ذلك، وقررت الارتباط بها لحبى الشديد لها، واندهش والدى ووالدتى بتمسكى بها، وإصرارى على الزواج منها، ورضوخًا لتلك الضغوط وافقا، وتزوجنا بعد عام من الخطبة». ويتابع الشاب الثلاثينى حديثه قائلًا: «لن أستطيع أن أعيش مع تلك السيدة، بعد أن استطعت إثبات خيانتها لى، فحين شعرت بخيانتها لى، قمت بتحميل برنامج «تسجيل المحادثات الهاتفية» على هاتفها الشخصى، وبالفعل رصدت علاقاتها برجال آخرين، عن طريق الإنترنت والهاتف المحمول، وبعضهم كان يحضر إلى المنزل ليقيم معها علاقة جنسية كاملة، خاصة أننى بحكم عملى أسافر كثيرًا وأترك المنزل لأيام وشهور فى بعض الأحيان، وبسبب شكى فيها قررت أن أثبت لنفسى تلك الشكوك». وقدمت لهيئة المحكمة عددًا من السيديهات والتسجيلات الصوتية لزوجتى، توضح علاقاتها بعدد من رجال آخرين، سواء عن طريق مكالمات هاتفية و«فيسبوك» و«واتس آب»، وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة، ولذلك طلبت إنذارها فى بيت الطاعة حتى أنتقم منها، وطلبت الحكم سريعًا فى الدعوى. "السادية" تٌعرف المرأة بالمخلوق الضعيف، وإحساسها الرقيق، وطيبتها وحنانها على الرجل الذى يمتلك قلبها، والذى تحمل اسمه، لكن الغريب والمدهش أن تكون الزوجة قاسية، وتتمتع بشخصية قوية أثرت على علاقتها بزوجها، لدرجة جعلته يهرب منها ويحاول الانفصال عنها. فالرجل الأربعينى الوقور ذو الطابع الهادئ والقلب الحنون، لم يعد يتحمل قسوة زوجته، و«ساديتها» التى هى جزء مكون لشخصيتها، ورغم حبه الجنونى لها، إلا أنه قرر أن يقيم دعوى «الطلاق» حتى يتخلص من هذا العذاب اليومى. «البوابة» التقت الزوج فى محكمة الجيزة لشئون الأسرة، حيث قال: «تزوجت بعد قصة حب عنيفة، بعدما تعرفت على زوجتى عن طريق أحد أقاربى وجمعنا الحب، لكنى لاحظت فى البداية قوة شخصيتها، وأحيانًا ميلها للعنف فى بعض أفعالها، إلا أنى لم أتخيل أن تنقلب حياتى رأسًا على عقب بعد الزواج، وأن يكون العنف هو أسلوب حياتها، وتتبدل الأدوار فتكون زوجتى هى «سى السيد» وأنا «أمينة». يعتدل الزوج الأربعينى فى مجلسه، ويتابع حديثه قائلًا: «كنت مستعدًا أن أتحمل أسلوبها وطريقتها التى تنفر أى شخص منها، إلا أمام الناس، فزوجتى كانت تستهزأ بى، وتتعمد إهانتى أمام الناس، فى الأماكن العامة والنوادى الاجتماعية، وأثناء الزيارات العائلية، وفى مقر عملى أو عملها، ولم تستطع أن تفرق بين حياتنا العامة وحياتنا الشخصية، رغم المكانة الاجتماعية والعملية المرموقة التى ننتمى إليها، وكنت أتحمل تصرفاتها وقوة شخصيتها فى المنزل، لحبى الجارف لها، فكانت توبخنى باللفظ، وتعتدى علىّ بالضرب ب«الحزام»، ولا أستطيع أن نجلس سويًا على منضدة الطعام، لا بد أن تبدأ هى أولًا وبعد أن تنتهى من طعامها، أبدأ فى تناول طعامى. ويتذكر الزوج تصرفات زوجته معه ويبدو عليه الانزعاج قائلا: «كنت مٌلزما يوميًا بغسل قدميها فى ماء بملح عقب عودتها من العمل»، وكنت أتحمل أيضًا معظم أعمال البيت عقب عودتى من العمل، حتى الاهتمام بابنتى الوحيدة كنت أتحمله، فضلًا عن تنظيف ملابسى وملابسها، ومن ثم كى تلك الملابس، وتحضير الطعام إذا جاءت إلى البيت مرهقة، كما أنى لم أستطع أن أسيطر على تصرفاتها أمام ابنتى الوحيدة، الصغيرة التى لم تتم 4 سنوات، فكان لا بد أن أحتفظ بوقارى أمامها كأب، ويضحك ساخرًا لكن «زوجتى لم تسمح لى بممارسة هذا الحق على الإطلاق». يصمت قليلًا ويشعل سيجارة ثم يقول بتردد: «حتى أثناء ممارسة العلاقة الحميمة، كانت تحب ممارسة الفعل ورد الفعل القاسى حتى تصل لذروة نشوتها، وأحيانًا كانت تربطنى بحبل فى السرير وتقوم هى بمضاجعتى، كل هذه التصرفات جعلتنى أشعر بأننى تزوجت امرأة غير طبيعية، فكرت معها فى محاولة علاجها، واتجهنا سويًا إلى طبيب نفسى، ولكن دون جدوى فزوجتى «تعشق السادية»، وليس هناك أمل فى علاجها، وتعشق السيطرة فى الحياة الاجتماعية والعملية وحتى فى العلاقة الزوجية». ويستطرد الزوج حديثه مرة أخرى: «جئت إلى المحكمة ورفعت دعوى طلاق ضدها لأننى أنتمى إلى الديانة المسيحية، ولأن زوجتى لم تراعِ شعورى وكرامتى أمام الناس، وأمام أقاربى وأصدقائى، وتتعمد إهانتى أمامهم، فقد ذكرت لها أكثر من مرة «اعملى أى حاجة معى مش مهم، لكن مش قدام الناس»، ورغم حبى الجارف لها إلا أننى لم أستطع الاستمرار معها، وما زالت الدعوى قيد المداولة. "بنت أمها" الشاب العشرينى «كرم» ذو الوجه الأسمر، يعمل «نجار مسلح»، وينتمى إلى طبقة اجتماعية متوسطة، التقت به «البوابة» فى مقر المحكمة، وروى حكايته قائلا: «حماتى دمرت حياتنا.. وزوجتى سرقتنى وهربت، دمرتنى عندما أصبحت تابعة لأمها، ولا تنصاع إلا لجميع أوامرها، وتقبلت تدخلها فى حياتنا الزوجية بشكل سافر». وتابع حديثه قائلا: «لم أكن أعرف أن قصة الحب التى بدأتها مع زوجتى منذ 10 أعوام ستنتهى تلك النهاية المأساوية فى محاكم الأسرة، وأن الحب سيضيع بين أوراق دعاوى قضائية ومحامين وجلسات قضائية، رغم أننى لم أرتكب أى ذنب فى حق زوجتى أو والدتها، ولكن تدخل والدتها فى حياتنا الزوجية جعل حياتنا أشبه بالجحيم، فكانت تتدخل فى أدق تفاصيل حياتنا، فكانت تحدد لها ميعاد الشجار معى وميعاد الصلح أيضًا، وكانت ترانى عبارة عن «بنك فلوس» فقط، تريد أن تأخذ منه أكثر وأكثر». ويضيف قائلا: «تزوجنا بعد قصة حب كبيرة شهدتها أروقة الجامعة طوال 4 سنوات دراسة فى كلية التجارة، وبعد التخرج تزوجنا، حيث كنت أقدر على توفير مسكن للزواج، وتوفير متطلبات حياة زوجية كريمة، حيث كنت أعمل أثناء فترة الدراسة، وتزوجنا لمدة 6 أعوام، أنجبت خلالها ابنى الوحيد «حسن»، كنت أعيش حياة سعيدة معها فى الأيام الأولى للزواج، ولكن بعد مرور الأشهر الأولى انقلبت الدنيا رأسًا على عقب واختلفت حياتنا بعد تدخل والدتها فى حياتنا، وقررت السكن بجوار منزلنا بعد وفاة والد زوجتى، وكنت مرحبًا بسكن والدتها بجوارنا، حيث كنت أعتبرها فى منزلة «والدتي» التى فقدتها منذ سنوات، ولكن لم تبادلنى والدتها نفس الشعور، ولكنها اعتبرتنى زوج ابنتها فقط، وعاملتنى على أننى «بنك» تريد أن تأخذ منه ما تريد دون أن يشكو أو يعترض، وظلت الأيام تدور فى هذا الفلك وتسوء يومًا بعد يوم، حتى إنها كانت تحدد ميعاد خلافاتنا وميعاد الصلح، ووصل الأمر إلى إنها كانت تحدد نوع الطعام فى كل يوم».