فى واحدة من الوقائع الغريبة التى شهدتها محكمة الأسرة، حاولت ربة منزل أن تنتقم من زوجها السابق على طريقتها الخاصة، بعد أن علمت بحبه الشديد لابنته الوحيدة، ومنعتها من الذهاب للمدرسة واستكمال تعليمها، مما دفعه للتوجه إلى أحد مكاتب تسوية المنازعات والتقدم بطلب لإنقاذ طفلته من والدتها، بعد أن فضلت مصلحتها الشخصية وحياتها على حساب مستقبل ابنتها ومنعتها من دخول الامتحانات مما أدى إلى رسوبها. ويروى لنا الزوج «عماد» تفاصيل الأزمة قائلا: «على طريقة الأفلام العربى وقعت فى حب بنت الجيران، التى رأيت فيها كل ما كنت أبحث عنه، حاولت لفت انتباهها، ونجحت فى ذلك، ونشأت بيننا قصة حب، ولكن لم أدرك أن هذا الحب سينتهى بمأساة حقيقية تدفع ثمنها طفلتنا الصغيرة، فبعد أن أخبرت أسرتى برغبتى فى الزواج من «سها»، ولكن رفض أهلى، لأنهم كانوا على علم بطباعها الحادة واندفاعها الشديد، علاوة على أنها كانت تعامل والديها معاملة سيئة، والجميع كان على علم بهذه المشاكل نظرا لسنوات الجيرة التى جمعتنا معًا فى منطقة واحدة، ولكنى تمسكت بها ودخلت فى تحدٍ مع أسرتى». وأضاف: «استمر الوضع على هذا الحال حتى خضعوا لرغبتى، وأخبرونى بأنهم غير مسئولين عن الأفعال التى تنتج من زوجتى بعد ذلك، وبذلت كل ما فى وسعى وبدأت تعمل ليل نهار، حتى أنتهي من تجهيزات منزل الزوجية بأسرع وقت ممكن، ولأن الفتاة كانت طماعة وتريد امتلاك كل شيء فقد أرهقتنى بالكثير من الطلبات، وجعلتني أقترض الكثير من الأموال من أصدقائى ومعارفى، لكى أحضر لها كل ما تتمناه، وبعد فترة تعب استمرت لمدة عام، تم الانتهاء من ترتيب كل شيء وحددنا موعد الزفاف، وشعرت وقتها أنى مقبل على حياة هادئة كلها أمل وسعادة لا يعكر صفوها شيء، مرت الأيام الأولى وكنا فى قمة الفرح، ولكن بعد فترة أدركت أن أهلى كانوا محقين بشأن رفضهم للزواج منها، فقد اكتشفت أنها دائمة التذمر والشكوى تنظر لما فى أيدى الآخرين، ولا ترضى بما قسمه الله لها، شعرت بالمعاناة معها طوال السنوات الأولى من الزواج، وحاولت تغييرها بعد أن أخبرتنى بحملها ولكن لم أنجح فى ذلك، ورفضت أن أخبر أسرتى بما يصدر منها، ومرت الشهور ووضعت طفلتنا الأولى، وبعد الإنجاب زادت طباع زوجتى سوءا وزادت مطالبها، وأصبحت تتشاجر مع الجميع، ومن هنا كانت بداية المشاكل بيننا، حتى فوجئت فى يوم أنها تريد الطلاق بعد عشر سنوات زواجا، وعندما أردت أن أعرف السبب رفضت وهددتنى بأنها لا ترغب فى استكمال الحياة معى، وأنها ستتوجه إلى محكمة الأسرة وترفع دعوي «خلع»، ولأنى أخاف على مستقبل ابنتى فضلت الانفصال عنها بهدوء، وعندما طالبتها بحضانة طفلتى رفضت وضمتها إليها، ومع مرور الوقت منعتنى من زيارتها، وقد بدأت فى مراقبتها حتى اكتشفت أنها تزوجت من رجل آخر، كما اكتشفت أن زوجتى أرادت معاقبة الطفلة بمنعها من الذهاب إلى المدرسة نهائيا، وحرمتها من أداء امتحاناتها مما أدى إلى رسوبها، فلم أستطع السكوت على ذلك، وتقدمت ببلاغ ضدها ولكنها لم تتراجع عن موقفها، رغم إنذارها أكثر من مرة بضرورة السماح للطفلة بالذهاب إلى المدرسة، إلا أنها ضربت بكل ذلك عرض الحائط وأصرت على موقفها، فتمت إحالة الدعوى لمحكمة الأسرة لتثبت بعد ذلك أن الأم أهملت فى حق ابنتها عندما منعتها من الذهاب للدراسة، وحرمانها من حقها الشرعى فى التعليم الأساسى، وتعريض مستقبلها للخطر، بالإضافة إلى عدم رعايتها، وبالتالى لا تصلح أن تكون أمًا حاضنة، وقضت المحكمة بقبول الدعوي، وتغريم الأم مبلغا ماليا 2000 جنيه، وتوجيه إنذار لها بنقل حضانة الطفلة للأب».