قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن إطلاق كوريا الشمالية صاروخا طويل المدى، قبل يومين، يظهر أن الزعيم الكوري الشمالي كيم يونج أون يرد بعقلانية ودهاء على العالم الخارجي، معتبرة أن نظرية "الصبر الاستراتيجي" لم تعد خيارا عمليا. وذكرت الصحيفة - في سياق مقال افتتاحي نشرته اليوم /الثلاثاء/ على موقعها الإلكتروني - أن "الديكتاتور الكوري الشمالي لاحظ دون شك، عقب الاختبار النووي الأخير ، الذي أجراه في السادس من يناير الماضي، أنه لم يكن هناك رد غير التصريحات الصادرة عن مجلس الأمن التابع للأمم المتحدةوالصينوالولاياتالمتحدة، بل أنه لاحظ بكل تأكيد أن استفزازه أسهم في توسيع الخلاف بين واشنطنوبكين، لذلك فإنه لا يرى سببا يمنعه من المخاطرة". وقالت الصحيفة إنه في حال نجحت كوريا الشمالية - كما تدعي أن لديها القدرة - في تصغير رأس حربية نووية، فإنه يمكن لكيم أن يستهدف هاواي وألاسكا أو حتى البر الرئيسي الغربي للولايات المتحدة. وأوضحت الصحيفة أن التهديد ليس وشيكا، إلا أنه من المرجح أن يصبح كذلك إذا لم تضع الولاياتالمتحدة استراتيجية أكثر فعالية من أجل احتواء نظام كيم وردعه. وأضافت الصحيفة أن سياسة "الصبر الإستراتيجي"، التي وضعها الرئيس الأمريكي باراك أوباما منذ عام 2009، قد فشلت، مشيرة إلى أن هذه السياسة تكونت في الأغلب من تجاهل كوريا الشمالية، مع مداهنة الصين للضغط على النظام الكوري الشمالي، خاصة وأن بكين - التي تعد المزود بمعظم الطاقة والغذاء للدولة المعزولة - لديها نفوذ كبير عليها. وبحسب الصحيفة، فإنه منذ الاختبار النووي الأخير، تقول الصين إنها ستدعم قرارا أمميا آخر حول كوريا الشمالية، لكنها تعترض على عقوبات جديدة كبيرة، وبدلا من ذلك تطالب بالتفاوض بين كوريا الشماليةوالولاياتالمتحدة. وشددت "نيويورك تايمز" على الحاجة للعودة إلى الاستراتيجية غير العسكرية الوحيدة التي تحقق نتائج، ألا وهي العقوبات التي تضرب الدائرة المقربة من النظام، ونوهت الصحيفة إلى ضرورة تعريف الصينوكوريا الشمالية بأنهما ستدفعان ثمنا متزايدا بسبب الخطوات التي لا يمكن احتمالها التي يقوم بها الزعيم الكوري الشمالي باتجاه ترسانة نووية.