تقول شبكة نظام الإنذار المبكر بشأن المجاعة أن 2.4 مليون شخص يواجهون أزمة أو خطر عدم توفر الغذاء بعد عامين من تفجر الصراع في جنوب السودان. وهذه الشبكة عبارة عن برنامج قائم على الشراكة لرصد الدول المعرضة للمجاعة حول العالم. واندلع الصراع على السلطة في جنوب السودان في ديسمبر عام 2013 بين رئيس الدولة سلفا كير (قبائل الدنكا) ونائبه السابق ريك مشار (قبائل النوير) واستمر الصراع على أساس عرقي. وقتل الصراع الآلاف وشرد أكثر من مليونين. وأوقف القتال التنمية في البلد الفقير الذي يقطنه نحو 11 مليون نسمة وبالكاد توجد به طرق ممهدة ويعاني كثيرون من الجوع. وتسببت حالة الارتباك التي أحدثتها الأمطار الغزيرة في إعاقة حركة توزيع المواد الغذائية والامدادات الأساسية على النازحين. وفي مدينة رمبك بوسط جنوب السودان تستضيف امرأة تدعى اديهيو كول مجموعة من النازحين المدنيين في محيط منزلها. وتقول اديهيو إنهم في بعض الأحيان لا يتوفر لديهم طعام كاف ليأكلوه لكنهم أأمن هنا وأنها سعيدة باستضافتهم إلى أن يتوفر الأمن في مناطقهم فيعودوا لها. أضافت "إذا لم أساعدهم سيسوء وضعهم. لذا قررت استضافتهم لأنه ليس لديهم مكان يذهبوا له. سمعوا أنني أيضا من قبائل النوير فأتوا لي ولم أستطع ردهم خائبين". وسار كثير من النازحين على أقدامهم لنحو أسبوع حتى وصلوا إلى هنا. ونجت نيباتش بينيلوك وأطفالها باعتمادهم على أكل المكسرات البرية والفاكهة من الأشجار الموجودة في المنطقة. وتقول إن الوضع في منطقتها ساء جدا ولذلك جمعت هي وأطفالها ما عندهم من متاع ورحلوا. أضافت نيباتش "تركنا منطقتنا بسبب انتشار القتال وعدم وجود شئ لنأكله. الجوع بلغ بنا مداه عندما غادرنا ذلك المكان." وتقول وكالات إغاثة إن جنوب السودان عرضة لواحدة من أسوأ أزمات الجوع في العالم حيث يعيش نحو ثلاثة أرباع المليون شخص حاليا على تناول نباتات برية وزنابق الماء واسماك المستنقعات في ولاية الوحدة. وبدأت مفوضية الأممالمتحدة العليا لشئون اللاجئين والحكومة المحلية تسجيل أسماء نازحين جدد وصلوا إلى رمبيك وإمدادهم بالاحتياجات الأساسية. وقال كانافي سوبسانج مدير مكتب المفوضية في رومبيك "نتوقع وصول المزيد من الناس إذا ظل الوضع على ما هو عليه. وحين يأتي مزيد من الناس نصبح نحن في حاجة لمزيد من المساعدة لنتمكن من مواصلة تقديم يد العون لهم". ويجري طرفا الصراع في جنوب السودان محادثات سلام في أعقاب تفجر الصراع بينهما في عام 2013 لكن لم يتم الالتزام بالعديد من اتفاقات الهدنة التي وُقعت في العامين الماضيين. ويتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاك اتفاق للسلام وقعاه في أغسطس.