وجه المؤتمر الوطنى المنتهية شرعيته، والذي يمارس اختصاصاته من العاصمة الليبية طرابلس، إهانة لمارتن كوبلر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا، برفض رئيس المؤتمر الوطني نوري أبوسهمين الظهور مع "كوبلر" في مؤتمر صحفي مشترك. وقام جهاز الأمن التابع للمؤتمر بمنع "كوبلر" من عقد مؤتمر صحفي بمطار معيتيقة الدولي بذريعة أنه لم يحصل على تصريح من جهاز الإعلام الخارجي.. وقام كوبلر بزيارة إلى مدينتي شحات شرق ليبيا التقى خلالها عمداء ومشايخ بلديات منطقة برقة أعقبها بزيارة إلى العاصمة الليبية طرابلس للقاء رئيس المؤتمر الوطني بهدف تذليل العقبات أمام دخول الحكومة التوافقية. وغادر "كوبلر" طائرته مستاءً وهو يؤكد على 5 مبادئ حاكمة للاتفاق السياسي الموقع بالصخيرات منها توفير الانتقال السلمي وإقناع المعارضين للالتحاق بالاتفاق وأن الاتفاق السياسي هو الأساس وغير قابل لأي تعديلات عليه رافضا اي مبادرات موازية للاتفاق الذي اصبح نافذا كونه يحظى بإجماع دولي. من جهته قال عوض عبدالصادق، عضو المؤتمر، والذي التقى "كوبلر": إن المؤتمر لن يقبل باتفاق لم يكن طرفًا فيه، مشيرًا إلى أن المؤتمر لم يفوض أحدًا للتوقيع على اتفاق الصخيرات السياسي. وفي سياق متصل قال نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق، عبدالحفيظ غوقة: إن فشل المحادثات الليبية بشكل مستمر وبخاصة محادثات المبعوث الأممي لدى ليبيا مارتن كوبلر، الأخيرة في طرابلس، جاء بسبب الأطراف التي لا تريد أن يكون هناك حل للأزمة الليبية. وأضاف غوقة: أن المشكلة تتمثل في "المؤتمر الوطني" المنتهية ولايته، والذي يرفض كل المباحثات والحلول السياسية. ورأى نائب رئيس المجلس الانتقالي الليبي السابق، أن المؤتمر الوطني بات طرفًا معوقًا لخروج الليبيين من الأزمات السياسية والأمنية، وأنه كيان لا يفكر بمصلحة الشعب على الإطلاق، وغير معني سوى بمصالحه الشخصية والسياسية فقط، -وفق تعبيره. وفي سياق متصل عقد المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني اجتماعه الأول في العاصمة التونسية أمس الجمعة برئاسة فائز السراج، وبحضور نواب الرئيس فتحي المجبري وموسى الكوني وأحمد معيتيق وعلي القطراني وعبدالسلام كاجمان، والوزيرين عمر الأسود وأحمد حمزة. وقال مدير المكتب الإعلامي لرئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعتصم بالله جمال إن المجلس الرئاسي للحكومة ناقش طريقة عمل المجلس، وخاصة آلية اتخاذ القرار داخل مجلس الرئاسة الذي سوف يختار التشكيلة الوزارية للحكومة.. وأوضح جمال –لوكالة الأنباء الليبية– أنه تم خلال الاجتماع مناقشة سبل تنظيم العمل الداخلي للمجلس وأولويات المرحلة المقبلة، والتي من شأنها الإسراع في مشاورات تشكيل الحكومة، وإتمام الترتيبات اللازمة وفقًا للاتفاق السياسي لبدء عمل الحكومة من العاصمة طرابلس. ويرى المجتمع الدولي، أن استفحال تنظيم "داعش" في ليبيا وتفاقم الأزمات الإنسانية تستدعي ضرورة التفاف الشعب الليبي حول الحكومة التوافقية الجديدة.. وقام تنظيم داعش اليوم باستعراض داخل مدينة سرت التي يسيطر عليها منذ 6 اشهر في الوقت الذي تقوم به طائرات استطلاع غربية بعمليات مسح جوي للأراضي الليبية خاصة في منطقة الوسط. وأكد الدكتور محمد أبورأس الشريف، الأكاديمي والناشط السياسي الليبي، وجود طائرات غربية بدون طيار تجوب الأجواء الليبية خاصة فوق منطقة الوسط بهدف رصد وتحديد مواقع الجماعات الإرهابية.. وأوضح الشريف، أن طائرات بدون طيار تحلق داخل الأجواء الليبية وتم مشاهدتها من قبل المواطنين في منطقة وسط شمال ليبيا والممتدة من سرت إلى بني وليد وحتى منطقة الجفرة جنوب وسط ليبيا. وأضاف الناشط السياسي الليبي: أن الدول الغربية خاصة فرنسا وإيطاليا وأمريكا تقوم بعمليات استطلاع ورسم خرائط لمواقع الجماعات المتطرفة داخل ليبيا منذ فترة وهو ما يؤكد عزم هذه الدول على توجيه ضربات جوية ضد التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم الدولة داعش والمتمركز في مدينة سرت. وتوقع الشريف أن المتغيرات الإستراتيجية الجديدة قد تدفع بالتنظيم إلى التحرك من الأماكن المفتوحة إلى المناطق الجبلية الوعرة مثل جبال درنة والجبل الغربي لا سيما وأن الدعم الذي كانت تقدمه له دول مثل قطر وتركيا بدأ يتضاءل في ظل الرقابة الدولية المشددة على السواحل الليبية على المتوسط كما الأجواء الليبية. وحذرت وكالة المخابرات الأمريكية "سي آي ايه" من تمكن تنظيم داعش في ليبيا من تصنيع متفجرات جديدة تحتوي على مواد اشعاعية وبكتيرية وأن التنظيم ينوي تجريبها في دول المغرب العربي وشمال أفريقيا. وبحسب تقرير لصحيفة "نيويورك تايمز"، أن فرنسا كثفت من وجودها العسكري بالقرب من الحدود الجنوبية لليبيا من جهة النيجر وتشاد بهدف قطع طرق التهريب التي يستخدمها الإرهابيون، الذين حولوا هذه التضاريس الوعرة إلى تحدى أمنى لأفريقيا والقوى الدولية على حد سواء.. وأشارت الصحيفة إلى تنامي خطر الجماعات الإرهابية في شمال أفريقيا مع ظهور تنظيم الدولة الإرهابي "داعش" الذي يتعاون مع التنظيمات الإرهابية الاخرى والمتواجدة في تلك المنطقة منذ التسعينيات من القرن الماضي.. وأكدت الصحيفة تزايد خطر هذه الجماعات مع تحول ليبيا الغنية بالنفط إلى دولة غير محكومة رغم موقعها الإستراتيجي المهم القريب من أوروبا وتربطه حدود مع العديد من الدول الأفريقية ما يجعل الجماعات الإرهابية تستخدمها كمركز للعمليات بهدف الوصول إلى عمق القارة الأفريقية.