ينظر البعض للتغيير على أنه من ضروريات الحياة، وسنتها، والأمر أيضًا ينطبق على الحياة السياسية في مصر، فلابد من ضخ دماء جديدة كلما سمح الأمر بذلك، غير أن التغيير هذه المرة صاحبته موجة كبيرة من التفاؤل، كما أن المحافظين الجدد أبدوا استعدادهم التام لبذل كل ما لديهم.. من أجل مصر، والمواطن المصرى.. مستعينين في ذلك بأهداف كثيرة وضعوها نصب أعينهم خلال المرحلة القادمة. السويس يعول أبناء السويس على المحافظ الجديد، ضلوعه بمهام ثقيلة، أبرزها إنجاز التنسيق مع وزارة المالية والاستثمار، لإعادة فتح الشركات المغلقة، التي تشرد عمالها مثل مصر إيران للغزل والنسيج والزيوت المتكاملة، إضافة إلى سرعة الانتهاء من تطوير شارع الجيش الذي يخترق المدينة، ويشهد تباطؤًا في عملية رصفه، وهو الأمر الذي يدركه اللواء أحمد الهياتمى محافظ السويس الجديد، وأكد أنه وضع على رأس أولويات عمله في السويس أمرين سوف يسير فيهما بالتوازى، وهما أزمة القمامة ومشاكل المواطنين البسطاء. وأشار «الهياتمى» إلى أنه سيكون قريبًا من المواطنين، لحل مشكلاتهم المتعلقة بسوء حالة الخدمات والمرافق، والانتهاء منها سريعًا، موضحًا أنه سيولى اهتمامًا خاصًا بالمشاكل العمالية، وسيبحث عن الحلول الجذرية لمشكلة توقف المصانع عن الإنتاج، والقضاء على تلك الأزمات بالتنسيق مع الوزارات المعنية بالدولة، وذلك حرصًا على عمال السويس ومستقبلهم. و«الهياتمى» من أبناء محافظة الإسماعيلية، وكان قائدًا للفرقة 16 بالجيش الثانى الميدانى، ثم تولى مهام محافظة مطروح ثم السويس، بدلًا من اللواء السروى. الغربية عقب أداء اليمين الدستورية أمام الرئيس، أكد اللواء أحمد ضيف صقر محافظ الغربية الجديد، أنه جندى من جنود الوطن، ويعمل تحت خدمته في أي موقع، وأنه ليس أهم من الشهداء الذين ضحوا بحياتهم من أجل رفع راية وطنهم، وأشار إلى أن الوطن يحتاج إلى تكاتف الجميع في ظل قيادته الحكيمة والواعية، وأن العمل هو أساس النهوض بالدولة إلى مصاف الدول الكبرى. وأضاف «صقر»: «لقد قبلنا التحدى ونستعين بالله على قضاء حوائجنا، وسوف نعمل على تغيير فكرة المواطنين عن المحافظ المكتبى ونقوم بواجباتنا وأعمالنا على أكمل وجه، ونأمل أن يكون اختيارنا لمصلحة المحافظة الكبيرة التي أكن لها كل احترام وتقدير». واللواء أحمد ضيف صقر، وجه معروف منذ فترة طويلة، وكان حتى أمس الأول، نائبًا لمحافظ القاهرة عن المنطقة الشمالية، والتي خلق بها حالة من الانتعاش بنشاطه الملحوظ، إذ قضى على بؤر المخالفات بها واستطاع تطويرها، ونجح في استعادة أراضى الدولة بكورنيش النيل، كما واجه أباطرة إعلانات الطرق واستطاع أن يُدخل لخزينة الدولة نحو مليارى جنيه خلال العام الحالى، بعد أن كانت «تائهة» وسط تلال من الفساد، كما فرض الأمن بإحدي أهم المناطق الشعبية، وذلك إلى جانب توليه ملف المناطق العشوائية بالعاصمة. في السياق ذاته، أبدى الشارع الغرباوى حالة من الاستنفار لتعيين محافظ، سبق له العمل في جهاز أمن الدولة، معتبرين أن اللواء أحمد ضيف صقر، مثل باقى المحافظين الذين يتولون مناصبهم كنوع من الإهداء، بعد فترات عملهم السابقة، بينما أكد آخرون أن سمعته تسبقه كواحد من أنجح العاملين في الإدارة المحلية منذ ترك الخدمة بالداخلية من سنوات طويلة. بورسعيد تولى اللواء عادل محمد إبراهيم الغضبان، مستشار رئيس هيئة قناة السويس للأمن محافظًا لبورسعيد، بعد رحيل اللواء مجدى نصر ضمن حركة المحافظين، التي أجريت وسط حالة من الترقب بأهالي المحافظة بعد فشل المحافظ السابق في العديد من الملفات. «الغضبان»، أحد أبناء محافظة بورسعيد، وتولى منصب الحاكم العسكري للمحافظة برتبة عميد أركان حرب عام 2011، وظل بها حتى ترقى لرتبة اللواء، ومنها تولى منصب قائد قوات تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس، وفى الأخير تولى منصب مستشار لرئيس هيئة قناة السويس للأمن. وظهر محافظ بورسعيد الجديد لأول مرة بالزى المدنى منذ يومين في عزاء الشهيد النقيب هشام عباس، الذي استشهد أثناء تأدية واجبه بالعريش منذ يومين يتوسط القيادات الأمنية. ويعد «الغضبان» ثالث محافظ على التوالى من أبناء المحافظة، يتولى قيادة أمورها، عقب أحداث ثورة 30 يونيو، وهو أحد رجال القوات المسلحة من أبناء الجيش الثانى الميدانى، التي قادت تأمين بورسعيد منذ ثورة يناير وما تلاها من أحداث دامية مرت على المحافظة، كان من أبرزها «مذبحة بورسعيد»، وتولى العمل حاكمًا عسكريًا لبورسعيد قرابة 3 سنوات؛ ثم تولى منصب تأمين المجرى الملاحى لقناة السويس، وأشرف على إنشاء السور العازل لضفتى القناة من بورسعيد إلى السويس. وينتظر المحافظ الجديد العديد من الملفات الشائكة، التي فشل المحافظون السابقون في وضع حلول جذرية لها، بل وتفاقمت حدتها ولم يشعر المواطن معهم بأى تحسن في أحوال المحافظة، مما جعلهم يطالبون برحيلهم عن المنصب. ويأتى في صدارة هذه الملفات مشكلة الكساد التجارى، الذي ضرب أسواق بورسعيد الحرة، ويعانى منها التجار الذين بحت أصواتهم ليجدوا من يقف بجوارهم في ظل ظروف اقتصادية صعبة، وكذلك فساد إدارة التسكين، التي فشلت فشلًا ذريعًا في علاج مشكلات المواطنين الفقراء، الذين يبحثون عن مأوى لهم، بل وتم ضبط العديد من المخالفات والكثير من الفساد بداخلها، دون صدور أي قرارات قوية مفعلة على أرض الواقع وتم خروج العديد من التظاهرات والاعتصامات، التي وصلت إلى حد قطع الطريق أمام ديوان عام المحافظة في هذا الشأن. الإسكندرية قال الدكتور محمد عبد الظاهر، محافظ الإسكندرية الجديد: «إن تكليفه بمسئولية إدارة محافظة الإسكندرية مسئولية كبيرة، وثقة أكبر لا بد من بذل الكثير من الجهد والعمل للحفاظ عليها»، موضحًا أن محور اهتمامه خلال المرحلة القادمة، سينصب على تلبية احتياجات المواطنين والتعامل مع جميع المشكلات التي تتعرض لها المحافظة ووضع آليات لمنع تكرارها. وأضاف «عبد الظاهر» الذي تم اختياره محافظًا خلفًا لهانى المسيرى، الذي تقدم باستقالته مؤخرًا، أن الملفات كثيرة والمرحلة الحالية تتطلب الكثير من الجهد والعمل، من جانب كل مسئول في مكانه لدفع قاطرة الوطن للأمام، وتخطى العقبات التي تؤجل مسيرة النمو، موضحًا أنه سيتوجه لمكتبه عقب انتهاء الإجراءات الخاصة بحلف اليمين لعقد اجتماع مع المسئولين في المحافظة لمعرفة أهم الملفات العالقة، لبدء العمل عليها فورًا، متمنيًا أن يلهمه الله السداد. و«عبدالظاهر» خريج كلية التجارة جامعة الزقازيق قسم المحاسبة، والتحق بالعمل بفرع شركة المقاولون العرب في الإسكندرية، في أوائل الثمانينيات، وعمل بإدارة الموارد البشرية، وتدرج في المناصب حتى أصبح عضوًا بمجلس إدارة الشركة. المنيا من ناحيته أكد اللواء طارق نصر محافظ المنيا الجديد، أنه سيفتح صفحة جديدة مع الجميع، وسيكون همه الأول المواطن البسيط، وأنه سيعتمد على العمل الميدانى، منوهًا إلى أن ديوان عام المحافظة، ملك للمواطنين ولن يغلق في وجه أي شخص، حتى لو كان في خصومة مع المحافظ، وأن مكتبه مفتوح للجميع. من جهة أخرى، سادت حالة من الرضا الشعبى أرجاء المحافظة، بعد إقالة المحافظ السابق ومغادرته المحافظة. وتبادل أهالي المنيا التهنئة برحيل المحافظ اللواء صلاح زيادة، الذي كانوا يعيبون عليه انعزاله عنهم، ودخوله في معارك شخصية، بينما استقبلوا خبر تعيين اللواء طارق نصر بدلًا منه، بشيء من الترقب، نظرًا إلى خلفيته الشرطية التي عانوا منها مع سلفه المقال. وتدرج اللواء طارق نصر في المناصب بوزارة الداخلية، حتى تولى منصب مدير أمن الجيزة، وقد بدأ حياته الوظيفية المهمة بالعمل ضابطًا بأمن الدولة من عام 1984 إلى عام 2010، ثم عمل حكمدارًا لمديرية أمن بورسعيد بعد ثورة يناير 2011، ثم مديرًا لأمن أسيوط، ثم مديرًا لأمن الجيزة قبل بلوغه سن المعاش. كفر الشيخ قال اللواء السيد إبراهيم نصر، محافظ كفر الشيخ الجديد، إن لديه تصورًا لخطة عمل شاملة للمحافظة، سيبدأ في تنفيذها، فور إنهاء الإجراءات الخاصة بحلف اليمين، موضحًا أنه سيتواجد في مكتبه بالمحافظة من صباح باكر، وتعهد «نصر» بأن يكون مقر المحافظة، مفتوحًا أمام جميع المواطنين، وأن يكون هدفه الأساسى، هو تقديم أعلى خدمة ممكنة للمواطنين، خاصة الطبقات الفقيرة والمتوسطة منهم. وأوضح المحافظ الجديد أن الطبقات الفقيرة، ومحدودى الدخل، سيكونان على قائمة أولوياته، خلال عمله بالمحافظة، بناءً على تكليفات من الرئيس عبد الفتاح السيسى. وأشار إلى أنه سيتوجه إلى مكتبه، بمقر المحافظة، عقب انتهاء اجتماعه مع الدكتور أحمد زكى بدر، وزير التنمية المحلية، مع باقى المحافظين الجدد، ليبدأ مهام عمله مع العاملين بالمحافظة، موضحًا أنه سيعقد اجتماعًا صباح الأحد للتعرف على قيادات العمل وترتيب الملفات وتحديد أولويات العمل. أسيوط على جانب آخر، ورغم كل الحملات التي شنت عليه كمحافظ لعاصمة الصعيد «أسيوط» مطالبة برحليه أحيانا، وبإقالته أحيانا أخرى.. جاء بقاء المهندس ياسر الدسوقى في منصبه، ليثير ضجة واسعة في الأوساط الشعبية أدى للتصعيد، بتدشين حملة تطالب بإقالته تحت مسمى «نعم لرحيل ياسر الدسوقى محافظ أسيوط» منذ أكثر من 6 شهور لتوليه المنصب، ومنها تدشين حملة «استمارة 6» لإقالته، والتي تطالب بإقالته ودشنها كيان «قادة المستقبل بأسيوط» لمؤسسها «محمد سلطان» المقيم بالقاهرة حاليًا. وطبقا لمنتقديه والحملات التي أطلقت ضده، «فإن «الدسوقى» قد وقع في بعض الأخطاء التي جعلت منه محافظًا غير مرغوب فيه بالمحافظة. من جهته أكد المهندس ياسر الدسوقى محافظ أسيوط في أول تصريح صحفى له عقب تجديد الثقة به كمحافظ، أنه سوف يسعى في الفترة القادمة إلى تحقيق مزيد من التقدم على مستوى البنية الأساسية خاصة فيما يتعلق بمشروعات الصرف الصحى ومياه الشرب، لافتا إلى أنه يتابع باستمرار من خلال زيارات ميدانية وتقارير نصف شهرية حالة المشروعات المتعثرة، لإيجاد الحلول نحو النهوض بها واستكمالها، وتابع: أن عملية تجديد الثقة هي فرصة جيدة وجديدة لتقديم مزيد من الجهد نحو الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطنين، وتلبية طموحاتهم، إضافة إلى محاربة الفساد الإدارى، والتشجيع على كشفه، وتقديم حالات الفساد إلى جهات التحقيق، طبقًا للقانون، إلى جانب التنسيق التام مع الأجهزة التنفيذية والمحلية من أجل ضبط الأسعار، ومكافحة الغلاء بالأسواق، والتأكد من توافر الاحتياجات اليومية للمواطنين من السلع الأساسية والخدمات، ولا سيما الصحية، والعلاجية، والتعليم، والنقل، ومتابعة أوجه النقص في أي من متطلبات المواطنين، موضحًا أنه يتعامل مع المواطنين كل بشكل متساوٍ، ولا مساحة لإيجاد أية استثناءت غير قانونية أو محاباة على حساب المواطن البسيط، وأشار محافظ أسيوط إلى أن هناك دعمًا كاملًا لتطوير المنظومة الصحية في محافظة أسيوط، من خلال تطوير عدد من المستشفيات منها حاليًا مستشفيات أبوتيج ومنفلوط، بتكلفة تزيد على 300 مليون جنيه، تحت إشراف القوات المسلحة، معلنًا عن إنشاء مستشفى عسكري مدنى في الفترة القادمة، بمحافظة أسيوط لتكون إحدي القلاع الطبية المهمة على مستوى مصر، وأضاف أنها ستبدأ بسعة 400 سرير في المرحلة الأولى لتصل إلى 800 سرير لاحقًا. وأضاف الدسوقى أن تعليمات الحكومة واضحة بشأن المحافظة على أستقرار الأسعار، وفتح منافذ جديدة للمواطنين، بالتنسيق مع وزارة التموين والشركات التابعة لها، وأيضًا القوات المسلحة، وذلك لمحاربة الجشع والغش التجارى، وارتفاع الأسعار وخلق البدائل أمام المواطن، وأكد مواصلة العمل لتثبيت منظومة النظافة والعمل بها في جميع مراكز أسيوط بجانب إزالة المخالفات والتعديات على الأراضى الزراعية، وتنفيذ قرارات الإزالة الصادرة منعًا للبناء العشوائى، الدسوقى أوضح أن هدفه خلال الفترة القادمة، هو دعم المشروعات الصغيرة وجذب المستثمرين ودعم المناطق الصناعية بالمحافظة من أجل إيجاد أكبر عدد من فرص العمل. «الدسوقى» له مقدرة جيدة على الاستماع، بالرغم من أهمية التحدث الفاعل، إلا أن الاستماع الجيد يبعث رسالة واضحة إلى المتحدث باحترام السامع له، ويحسن استغلال المكان والوقت، فاستعمال المكان والوقت المناسب لتوجيه الناس له أهمية كبيرة في إيصال الأفكار وتقوية العلاقات بين القائد والتابعين، كما يتميز محافظ أسيوط بالمقدرة على استيعاب الآخرين، والمقدرة على فهم الآخرين، وما يتعلق بشخصياتهم وطموحاتهم دون التعامل معهم، وتوجيههم نحو أهدافه التي يرغب في الوصول إليها.