أكدت الدكتور نهلة نور الدين حافظ، إخصائي الطب النفسي، أن الأفكار الراسخة في عقلك وتؤثر في حياتك قد تكون غير واضحة للشخص في بعض الأحيان وأنما كامنة في العقل الباطن ويمكن كشفها من خلال سلوكياته وأسلوبه في الحياة. وقالت: هل شعرت يومًا أنك لا تثق بنفسك؟ هل تلاحقك فكرة أنك لست متأكدًا من ذات وقدراتك؟ هل تفكر بطريقة سلبية تدحض بها قدراتك وتقلل بها من شأنك؟ إذا كنت تواجه مثل هذه الأفكار من حين لآخر ولكنها ليست أسلوب حياة بمعنى أنها لا تؤثر في حياتك اليومية وقرارتك وقدرتك على الإنجاز والتحدى وعبور الأزمات فلا بأس فأي منا قد يمر بمثل هذه الأوقات العابرة التي قد تنتج عن ظروف خارجية لا يد لنا فيها نشعر من خلالها بالقهر والعجز وقلة الحيلة لكن ما دمت تمر بها ثم تعود لنفسك وتشحذ طاقاتك من جديد، بحيث ينطبق عليك المثل القائل (الخبطة اللي ما تقسمش الظهر تقوي) فأنت لا تعاني من مشكلة ضعف الثقة بالنفس وتدني اعتبار الذات. وأضاف أن هذه الأفكار الراسخة في عقلك تؤثر عليك سلبًا وتنهش في قدرتك على الإنجاز وتخطى الأزمات فتقف دومًا مرتبكًا لا تقوى على اتخاذ القرار ولا تواجه المشكلات ولا تواجه ذاتك بأخطائها وتعترف بمواطن الذلل في نفسك بل تقف دومًا مدافعًا تسقط الأخطاء على الآخرين وتتلذذ باتهامهم بأنهم تسببوا لك في فشلك أو ضعفك ولا تغير واقعك ولا تتغير أفكارك ولا تعدل من سلوكك تخشى المستقبل وتطمح ولا تنجز وتخطئ ولا تصلح وتهرب ولا تواجه.. حينئذ لا بد لك من وقفة تراجع فيها نفسك وتعيد ترتيب أوراقك. وعن ما هية الثقة بالنفس، أوضحت دكتور نهلة أن الثقة بالنفس لها عدة مرادفات وهي صورة الذات- استقبال الذات- مفهوم الذات- وكل هذه المرادفات إنما تعنى وتشير إلى الطريقة التي تفكر بها حول ذاتك أو ترى بها نفسك (محبوب- شجاع- مقدام- مغامر- جبان- خجول- كثير الغضب- طموح- ناجح- فاشل- لاتكمل أي مشروع حتى نهايته- علاقاتك الاجتماعية مضطربة- صريح- مجامل- منافق أحيانًا- متهور- مؤمن بالله والقضاء والقدر- ناقم على ماضيك وحياتك وأسرتك- ذكى وحساس). أمثلة لما يذكره بعض الأشخاص الذين يعانون من ضعف الثقة بالنفس: 1- لا أحب التحدث مع أحد لا أعرفه 2- لدينا تعليمات جديدة في اجتماع المدير أنا لن أحضر لأني لا أستطيع فهم ما يقوله وهنا (هروب من الموقف نتيجة لافتراض مسبق أنه لن يفهم). 3- أنا "تخين قوى" ووزنى زائد.. أنا "شكلي وحش" 4- أنا ليس لي أهمية أو دور في أي شيء 5- أنا فاشل مع ملاحظة أن من يعاني من ضعف الثقة بالنفس تكون الأفكار والمعتقدات السلبية حول ذاته بالنسبة له بمثابة حقائق أو واقع غير قابل للتغيير وبالتالي تؤثر بشكل تلقائي في حياته دون وعي منه فنحن نرى السلوك ولا نعى الفكرة.