تتواصل التحقيقات في قضايا فساد بالاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا"، ووجهت الولاياتالمتحدة اتهامات أكثر ضد 16 قياديا رفيعا ومسئولا سابقا من ضمنهم الرئيس الهندوري السابق في الفترة بين 1990 و1994، رفائيل كاييخاس والذي كان في يعمل في لجنة التسويق والبث التليفزيوني ب"فيفا" والأمين العام للاتحاد الجواتيمالي هيكتور تروخيو، القاضي بالمحكمة الدستورية ببلاده. وبدأت تحقيقات "إف بي أي" على أساس شهادة الأمريكي تشاك بليزر، الأمين العام السابق ل"كونكاكاف" والذي حققت الشرطة معه في 2011 بسبب تضخم ثروته والتهرب من الضرائب، والذي تحدث عن وجود شراء للأصوات في انتخابات "فيفا" قبل استقالته من منصبه منذ أربع سنوات. وفي التاسع من يوليو الماضي اتخذ قرار بايقاف بليزر للأبد، ولكن الوضع الحالي الذي يمر به "فيفا"، يؤكد أن هذا القرار لن يكون الأخير. وذكرت وكالة الأنباء الاسبانية أن عام 2015 كان فاصلا في تاريخ الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" الذي يحكم هذه اللعبة منذ 111 عاما ولكنه أصبح الآن تحت المجهر أكثر من أي وقت مضى، منذ بدأ مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي "إف بي أي" التحقيق في أكبر مؤامرة فساد عرفتها هذه الرياضة والتي تورط فيها 30 شخصا، سلم بعضهم بالفعل للولايات المتحدةالأمريكية. وقالت المدعية العامة الأمريكية لوريتا لينش، بعد تأكيد آخر ثلاث عمليات اعتقال مرتبطة بالقضية.. تتضمن التحقيقات 92 تهمة متنوعة ومن ضمنها التزوير وغسيل الأموال ودفع رشاوى بقيمة 200 مليون دولار، حيث أن نصيب الأسد من المتهمين ينتمون إلى اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم "كونميبول" واتحاد أمريكا الشمالية والوسطى والكاريبي "كونكاكاف".."لقد حاولوا جعل فسادهم أشبه بمؤسسة وذلك للتأكد من قدرتهم على العيش منها، ليس من أجل مصلحة اللعبة بل لأغراض زيادة الثروات كانت البداية الحقيقية لأولى ثمار التحقيقات، التي تمت بالتعاون بين "إف بي آي" والسلطات السويسرية، ذات طابع سينمائي وذلك في نهاية مايو الماضي بزيورخ حيث يقع مقر الفيفا حيث اعتقل 14 شخصا، من ضمنهم سبعة من قيادات المنظمة الكروية، التي كانت تعقد في تلك الفترة جمعيتها العمومية السنوية والتي كانت مخصصة لانتخاب رئيس جديد ل"فيفا"، ضمن أهداف أخرى. وألقي القبض على كل من نائب الرئيس جيفري ويب (جزر كايمان) ورئيس اتحاد "كونميبول" أوخينيو فيجيريدو "أوروجواي" ورؤساء اتحادات فنزويلا وكوستاريكا ونيكاراجوا والبرازيل، رفائيل اسكيفيل وادواردو لي وخوليو روتشا وجوزيه ماريا مارين على الترتيب، وكوستاس تاكاس، مساعد رئيس "كونكاكاف"، وذلك بتهم الفساد والتزوير وغسيل الأموال والابتزاز والرشوى. وأصدرت الشرطة الدولية "إنتربول" بعدها بأيام أمر اعتقال وبحث وأسر ضد الترينيدادي جاك وارنر نائب رئيس "فيفا" رئيس "كونكاكاف"، والباراجوائي نيكولاس ليوز رئيس "كونميبول" طيلة 26 عاما "حتى 2013"، والذي كان اضطر للاستقالة بعد قضية "أي إس إل" إحدى الشركات التي كانت تمتلك حقوق البث ل"فيفا" والتي بددت أموالا انتفع منها جواو هافيلانج وصهيره ريكاردو تيكسيرا. وكان "فيفا" قد انتهى من قضية "أي إس إل" باستقالة الثلاثة، ولكن القضية الحالية أكثر خطورة.. وفي ظل كل عمليات الاعتقال التي حدثت في مايو فإن السويسري جوزيف بلاتر، رئيس "فيفا" منذ 1998 فاز بولاية خامسة جديدة، حيث أن منافسه الأردني الأمير علي بن الحسين انسحب في الجولة الثانية من الانتخابات. بعدها بأيام قدم بلاتر بشكل مفاجئ استقالته ودعا لانتخابات جديدة في 26 فبراير الماضي، والتي حتى الآن سيخوضها خمسة مرشحين ليس بينهم الفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس "ويفا" منذ 2007.. ويعد بلاتيني أحد أحدث "ضحايا" اللجنة التأديبية ل"فيفا"، العازمة على فرض عقوبات مثل تلك التي قررتها في أكتوبر الماضي بايقاف بلاتيني وبلاتر لمدة 90 يوما. ويحقق القضاء السويسري بخصوص مبلغ بقيمة مليوني فرانك سويسري دفعه بلاتر لبلاتيني في 2011 من أجل أعمال استشارية تعود للفترة بين عامي 1999 و2002. وبعد إيقاف بلاتيني عين الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي "كاف" وأقدم نواب بلاتر في منصب الأخير بصورة مؤقتة. ومن ضمن الدول التي تشملها الفضيحة الأكوادورو وجواتيمالا والسلفادور وبيرو وبنما، بجانب بوليفيا وتشيلي وكولومبيا التي استقال رؤساء اتحاداتها قبل التحرك الثاني من قبل "إف بي آي" في الثالث من الشهر الجاري في زيورخ والذي أسفر عن اعتقال رئيس "كونكاكاف" ألفريدو هاويت "هندوراس" ورئيس "كونميبول" أنخل نابوت "باراجواي".