اتفق عدد من النقاد في ندوة بأتيليه القاهرة على أن رواية عمار على حسن "جبل الطير" والتي صدرت طبعتها الثانية قبل أسابيع عن "المكتبة العربية للكتاب"، هي هبة التاريخ والآثار والصوفية والسحر. وقال د. شاكر عبدالحميد الأستاذ بأكاديمية الفنون ووزير الثقافة الأسبق في نظري أن المدخل المناسب لقراءة هذه الرواية هو: "وحدة الوجود والعودة بعد الغياب"، لكنه أكد أن الرواية مفتوحة على قراءات أخرى. وأضاف عبدالحميد: نحن أمام رواية عالمها خصب، ومتعدد الدلالات، وتحتاج إلى أكثر من عملية تناول، ونجد فيها حياة داخل الموت، وموت داخل الحياة، ونجد وحدة الوجود بين الكائنات، وفيها نتابع بشرا وموتى وأطيافا وأشباحا وأحلاما وأجسادا. واختتم عبد الحميد مداخلته بالقول: "في جبل الطير تشرق الفسلفة الإشراقية بشمسها على نص أدبي حافل بالجمال والمعاني العميقة". أما د. فتحي أبو العينين أستاذ علم اجتماع الأدب بجامعة عين شمس فبدأ كلمته بالقول إنه قد استمتع بقراءة الرواية لأن بها أشياء فنية وجمالية ومعرفية تجعلنا أمام عمل إبداعي عظيم. وأعتبر أن الرواية بها العديد من التفاعلات، ولذا فهي تحتاج إلى فحص واع، ولا تخلو، رغم صوفيتها وسحريتها، من إسقاطات سياسية على الواقع المصري الحالي. بدورها قالت د. هويدا صالح الكاتبة والناقدة نحن أمام رواية معرفية، وفي نظري أن البطل الأهم هنا هو الزمان، فحتى بطل الرواية "سمحان" يتحول إلى حارس للزمن، والمكان في الرواية وهو ثري يخدم الزمان أيضا. وأكدت أن الجمال في الرواية واضح كثيرا حيث اللغة الشاعرية ووجود الإبها البصري والمشهدية في ظل قدرة على الوصف، سواء من الخارج حيث الأماكن بآثارها، أو من داخل مختلف نفوس أبطال الرواية. وقد أدار الندوة الكاتب أحمد سراج الذي أكد أن لغة الرواية السردية بالشعر، وكاتبها يرى العالم بعين ونفس شاعر، مشيرا إلى قدرة الرواية على تتبع تطور الأساطير الدينية في مصر منذ أيام الفراعنة وإلى وقتنا الحالي. يذكر أن "جبل الطير" هي الرواية الثامنة لكاتبها بعد "باب رزق" و"شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفي" و"زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل"، فضلا عن أربع مجموعات قصصية هي: "حكايات الحب الأول" و"أحلام منسية" و"عرب العطيات" و"التي هي أحزن"، وله كتابان في النقد الأدبي: "النص والسلطة والمجتمع" و"بهجة الحكايا" وقصة للأطفال بعنوان "الأبطال والجائزة"، إلى جانب ثمانية عشر كتابا في التصوف وعلم الاجتماع السياسي.