تصاعدت في الآونة الأخيرة المطالب بضرورة توفير الاعتمادات المالية اللازمة لصيانة وتجديد خط مياه الكريمات – الغردقة، الذي يُعد الشريان الرئيسي لإمداد مدينتي راس غارب والغردقة بمياه الشرب، وذلك بعد تكرار الأعطال المفاجئة والكسور في أجزاء متفرقة من الخط ما يوقف الضخ، والتي تسببت في انقطاع المياه عن الأحياء والمناطق السياحية لعدة مرات وأثارت حالة من القلق بين المواطنين والعاملين بالقطاع السياحي على حد سواء . ويمتد خط مياه الكريمات – الغردقة لمسافة تقارب 500 كيلومتر، وينقل المياه من محطة الكريمات بمحافظة بني سويف إلى مدينة الغردقة، عبر الصحارى والجبال والوديان، ويخدم مئات الآلاف من المواطنين، إلى جانب الفنادق والمنتجعات والمنشآت السياحية والصناعية في الغردقة والقرى المجاورة ورغم أهمية الخط وحيويته إلا أن أجزاء كبيرة منه تعاني من التهالك والتقادم، حيث مرّ على إنشائه أكثر من 30 عامًا، ولم تُجرَ له عمليات إحلال وتجديد شاملة، ما جعله عرضة متكررة للانفجارات والكسور، خاصة في مناطق الضغط العالي والوصِلات الضعيفة وطرح عدد من الخبراء والمختصين عدة حلول عاجلة، من بينها تنفيذ خطة متكاملة لتقسيم الخط إلى قطاعات وتحديثها تدريجيًا، باستخدام تقنيات حديثة في العزل والضغط، إلى جانب إنشاء مسارات بديلة لتعزيز مرونة الإمداد المائي، وتحقيق الأمان المائي للمواطنين والمنشآت كما طالبوا بسرعة إنشاء محطة تحلية جديدة في رأس غارب لتقليل الاعتماد على خط الكريمات كمصدر رئيسي، خاصة مع التوسع العمراني والسياحي الذي تشهده المدينة. واكدت شركة مياه الشرب بالبحر الأحمر، في بيان لها، أن فرق الطوارئ تبذل جهودًا كبيرة لإصلاح الأعطال حتي يتم الإصلاح واستئناف الضخ مرة اخري وشهدت مدينة الغردقة خلال الأشهر الماضية عدة حوادث لانفجار الخط في مناطق متفرقة، آخرها ما حدث في منطقة الكيلو 42، حيث تسبب كسر مفاجئ في توقف ضخ المياه لأكثر من 24 ساعة، وأدى إلى شكاوى واسعة من المواطنين ، فضلًا عن لجوء بعض الفنادق إلى سيارات صهاريج المياه كحل طارئ، مما رفع التكلفة وشكّل عبئًا إضافيًا على قطاع السياحة. وطالب عدد من الاهالي بسرعة تخصيص الاعتمادات المالية اللازمة لتجديد خط الكريمات بالكامل، لافتين إلى أن تكلفة الإصلاح أقل بكثير من الخسائر الناتجة عن توقف المياه. فيما تزايدت الشكاوى في عدد كبير من أحياء الغردقة ورأس غارب من تأجيل الضخ لهم أكثر من مرة وسط مطالب باعتماد الاحتياجات المالية اللازمة لإجراء أعمال الصيانة للخط ووجه اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، بسرعة تنفيذ،أعمال التعديلات الجارية بمحطة تحلية مياه الشرب «اليسر» بمدينة الغردقة، للوقوف على مدى جاهزيتها وقدرتها على تلبية احتياجات المواطنين المائية خلال فصل الصيف، وتفادي حدوث أية أزمات أو انقطاعات في المياه وأشار المحافظ إلى أن هذه التعديلات من المقرر أن ترفع كفاءة المحطة من 40 ألف م³ إلى 60 ألف م³ يوميًا، ما يُسهم في تقليل فجوة العجز المائي وتحسين الخدمة المقدمة للمواطنين وشدد المحافظ علي المهندس أحمد شعبان، رئيس مجلس إدارة شركة مياه الشرب والصرف الصحي بالبحر الأحمر، بسرعة التوجه إلى الخط الناقل للمياه (الكريمات - الغردقة)، لمراجعة موقف الصيانة الحالي والتأكد من كفاءة تشغيله واستعداده لتغطية الاحتياجات المتزايدة و التنسيق المستمر بين شركة مياه الشرب والصرف الصحي والجهات المعنية لضمان استقرار الخدمة، مشيرًا إلى أنه تم يجب اتخاذ جميع الإجراءات الوقائية، بما في ذلك الصيانة الدورية للشبكات وزيادة عدد ساعات العمل لضمان توفير المياه دون انقطاع. والعمل على تطوير البنية التحتية لمرافق المياه، بما في ذلك تنفيذ مشروعات جديدة لتوسعة المحطات القائمة ومد خطوط جديدة، لمواكبة النمو السكاني والسياحي في المحافظة. وكشف محافظ البحر الأحمر، اللواء عمرو حنفي، عن قيامه بعرض شكاوى المواطنين بخصوص أزمة نقص مياه الشرب في مدينة الغردقة على رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الذي كانت استجابته سريعة بالتوجيه بسرعة حل هذه الأزمة خلال الأيام القليلة المقبلة، موجهاً بعقد اجتماع عاجل بحضور المحافظ ووزير الإسكان والجهات المختصة غداً الإثنين. أوضح محافظ البحر الأحمر، أن سبب المشكلة يعود إلى قيام الجهات المختصة باستبدال الفلاتر الخاصة بمحطة اليسر بسبب انتهاء صلاحيتها ، ما أدى إلى عدم انتظام ووجود عجز في ضخ مياة الشرب بالحجم الطبيعي اليومي ، اضافة إلى تهالك خط المياة القادم من الكريمات والذي يغذي الغردقة بنحو 30 ألف متر مكعب. أشار المحافظ إلى أنه، في ضوء اهتمامه ومتابعته المستمرة لشكاوى المواطنين، بخصوص مشكلة مياة الشرب في مدينة الغردقة، ومنهجه في العمل بسرعة التجاوب مع الشكاوى والعمل على حلها، أجرى اتصالاً هاتفياً عاجلاً برئيس الوزراء، الذي كانت استجابته سريعة ووجه بالتنسيق مع وزير الإسكان المهندس شريف الشربيني وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، وعقد اجتماع عاجل لحل المشكلة. أعلن محافظ البحر الأحمر عن قيامه بالتنسيق السريع مع وزير الإسكان، وجرى الاتفاق على استيراد الفلاتر الخاصة بالمحطة عن طريق الطيران، وتركيبها خلال 15 يومًا ، لرفع كفاءة محطة اليسر وزيادة معدل الضخ اليومي لها من 40 ألف إلى 60 ألف متر مكعب يومياً، وهو معدلها الطبيعي. واختتم تصريحاته قائلًا : «نتقدم بالاعتذار لأهلنا أبناء مدينة الغردقة، بسبب وقوع هذه الأزمة الخارجة عن ارادتنا، ونتعهد ببذل قصارى جهدنا لحلها في أقرب وقت، خلال الأيام القليلة القادمة». ومن جانبه، أكد المهندس أحمد شعبان، رئيس شركة مياه الشرب والصرف الصحى بالبحر الأحمر، أن جميع الفرق الفنية في حالة استعداد دائم للتعامل مع أي أعطال طارئة، داعيًا المواطنين إلى ترشيد الاستهلاك وعدم الإسراف في استخدام المياه، خاصة في ظل الظروف المناخية الحالية.