قال الناقد الدكتور محمد الشحات، إن عمار علي حسن ألقى بكل ثقله الفني والمعرفي في روايته الأخيرة "جبل الطير" التي صدرت عن مكتبة الدار العربية للكتاب، وجعل من بطلها شخصية لا تنسى، فهي من لحم ودم رغم نزوعها الأسطوري. وقال الشحات -خلال مداخلة نقدية له في ورشة الزيتون - إن " جبل الطير رواية ممتعة، يظل من يطالعها مشغولا بها طويلا، واصفا إياها بأنها تنطوي على مسار ملحمي، حيث أن الأحداث المتدفقة والعابرة للزمان والمكان والحضور الميثولوجي الذي يتدرج من الفرعوني إلى المسيحي إلى الإسلامي، والخلط الواضح بين الشفاهي والكتابي. واعتبر الشحات أن "جبل الطير" ملحمة يقبض عليها راو عليم، ويتخللها حس أنثربولوجي، وتبدو أمثولة تعيش بيننا، أو غرائبية تمشي على الأرض، وتقابل بين ثنائيات الأديان والأجناس والثقافات في صياغة راقية ورائقة. من جهتها، وصفت الكاتبة سامية أبو زيد الرواية بأنها "تتميز بالبذخ الشديد في السرد والمعلومات والجماليات، وهي إبحار في التاريخ والفلسفات والأديان والأساطير"، وقالت إن بطل الرواية يبدو دوره المباشر هو حماية الآثار لكنه في الحقيقة يحرس الهوية. وأكدت أن الرواية تنطوي على صنعة أو حرفة ظاهرة. بدوره ، قال القاص أسامة ريان "هذه رواية لا بد من الاحتشاد لها" ، مشيرا إلى النزعة الصوفية الواضحة في الرواية، معتبرا أن بطلها يتجاوز عمره سبعة آلاف سنة كما أننا أمام حكاية عميقة تؤرخ للأساطير الدينية، وترصد الجذور الثقافية المشتركة بيننا، وتمزج في براعة بين الشفاهي والكتابي. من جانبه وصف الروائي صبحى موسى "جبل الطير" بأنها عمل كبير مهم يحتاج إلى الاحتفاء بصاحبه يكافئ النفس الملحمي الذي قدمه لنا ، قائلا "هذا نص مفتوح على تأويلات متعددة، وتأويله المفرط يحيلنا إلى سير النبوة، وتأويله المحدود يضعنا أمام تأريخ ثقافي للمكان. يشار إلى أن "جبل الطير" هي الرواية السابعة لعمار علي حسن بعد رواياته: "شجرة العابد" و"سقوط الصمت" و"السلفي" و"زهر الخريف" و"جدران المدى" و"حكاية شمردل"، إلى جانب أربع مجموعات قصصية هي: "حكايات الحب الأول" و"أحلام منسية" و"عرب العطيات" و"التي هي أحزن"، وكتابان في النقد الأدبي: "النص والسلطة والمجتمع" و"بهجة الحكايا"، إلى جانب 18 كتابا في التصوف والاجتماع السياسي، وله قيد النشر رواية بعنوان "باب رزق" ومجموعة قصصية عنوانها "أخت روحي".