"إن ما يوفر لنا بعض الطمأنينة، هو اعتقادنا بأن الموت منطقي، يمارس وظيفته من خلال مقدمات ونتائج، ولكنه كثيرًا ما يداهمنا بلا نذير كزلزال" من الأقوال المأثورة لأديب نوبل نجيب محفوظ الذي يحل اليوم ذكرى ميلاده. "محفوظ".. اللغز المرهق ليس لأن أعماله الإبداعية مشفرة بمصرية عميقة فقط بل لأن أدبه تتسع حدوده لتخرج من إطار النص لتصل إلى حدود الإنسان في المطلق الممتد جذوره في العالم وتمر منذ الأزل عليه الأزمنة والأمكنة دون توقف. نجيب محفوظ عبدالعزيز إبراهيم أحمد الباشا هو الاسم الكامل لأول مصري وعربي يفوز بجائزة نوبل العالمية، ابن حي الجمالية ووالده عبدالعزيز إبراهيم الذي كان موظفًا ولم يقرأ كتابًا في حياته بعد القرآن الكريم غير كتاب "حديث عيسى بن هشام" هو من سماه "نجيب محفوظ" وكأنه يختار له تعويذة تحوم حوله لتحرصه وليس مجرد اسم يتحرك به بين الناس. بدأ نجيب محفوظ الكتابة الإبداعية في منتصف الثلاثينيات من القرن المنصرم، وكان ينشر قصصه القصيرة في مجلة "الرسالة" في عام 1939، نشر روايته الأولى عبث الأقدار التي تقدم مفهومه الخاص عن الواقعية التاريخية. ثم نشر "كفاح طيبة" و"رادوبيس" منهيًا ثلاثية تاريخية في زمن الفراعنة، وبدءًا من 1945 بدأ نجيب محفوظ خطه الروائي الواقعي كمشروع أدبي مغاير والذي حافظ عليه في معظم مسيرته الأدبية برواية "القاهرة الجديدة"، ثم رواية "خان الخليلي" و"زقاق المدق". جرب نجيب محفوظ الواقعية النفسية في رواية السراب، ثم عاد إلى الواقعية الاجتماعية مع كتابته لرواية "بداية ونهاية" و"ثلاثية القاهرة" اتجه محفوظ إلى الرمزية في رواياته "الشحاذ"، و"أولاد حارتنا" التي سببت ردود فعلٍ قوية وكانت سببًا في التحريض على محاولة اغتياله في أكتوبر 1995 بطعنه في عنقه على يد شابين قد قررا اغتياله لاتهامه بالكفر والخروج عن الملة بسبب روايته المثيرة للجدل. عُرف عن الأديب الكبير الراحل نجيب محفوظ ميله الشديد لعدم السفر إلى الخارج لدرجة أنه لم يحضر لاستلام جائزة نوبل وأوفد ابنته لاستلامها. حاز العديد من الجوائز هي: قوت القلوب الدمرداشية - رادوبيس – 1943، وزارة المعارف - كفاح طيبة – 1944، مجمع اللغة العربية - خان الخليلي – 1946، الدولة في الأدب - بين القصرين – 1957، الدولة التقديرية في الآداب – 1968، نوبل للآداب – 1988، كفافيس 2004 وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى – 1962، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى – 1972، فضلا عن قلادة النيل العظمى - 1988.