اتفقت لجنة الحوار المشتركة بين وفدى الأزهر الشريف والكنيسة الأسقفية «الأنجليكانية» على ضرورة التعاون لحل المشكلات، والنزاعات التى تحدث بين المسلمين والمسيحيين، فى الأماكن المتفرقة من العالم، وتشجيع القادة الدينيين على استخدام تأثيرهم لتحقيق المصالحة وصناعة السلام، مشيرة إلى أن «الإرهاب فكر عداونى تقتضى مواجهته بالفكر الصحيح». وقالت اللجنة، فى بيان أصدرته، مساء أول أمس، فى ختام جلستها ال12 بالقاهرة: إن «الإرهاب فى أغلب صوره وأشكاله، ينتج من استخدام النصوص الدينية بصورة خاطئة، باقتطاعها من سياقاتها، وفهمها بمعزل عن ظروفها الزمانية والمكانية وواقعها المعاصر ومستجداته»، مشددة على «وجوب التصدى للفكر الإرهابي، والتكاتف للقضاء عليه قبل استفحاله، والقضاء على التهميش الاجتماعى للأقليات العرقية والدينية فى العالم كله، وعلى التمييز بين البشر بسبب الدين أو اللون أو الجنس». وتضمنت الأهداف المشتركة التى تم الاتفاق عليها فى اتفاقية الحوار، كجزء من أعمال اللجنة المشتركة على مدار ثلاثة عشر عاما مضت، ومن بينها العمل معًا ضد الظلم والتعدى على حقوق الإنسان، ونشر التعاليم السمحة والصحيحة للإسلام والمسيحية، وتشجيع المؤسسات من كلا الجانبين، للقيام بدور فعال وإيجابى فى عملية التنمية. عقد هذا الاجتماع طبقًا لاتفاقية الحوار، الموقعة بين شيخ الأزهر ورئيس أساقفة كانتربري، فى 30 يناير 2002، بقصر لامبث بلندن، وتضمنت الأهداف الاتفاق على تشجيع الأسقفيين الأنجليكان على فهم الإسلام فهمًا حقيقيًا، وتشجيع المسلمين على فهم الإيمان المسيحى. فى جلسة الافتتاح، رحب رئيس اللجنة الدكتور محمود حمدى زقزوق، وزير الأوقاف الأسبق، والمطران الدكتور منير حنا أنيس رئيس الأساقفة، بالأعضاء المشاركين، وأكدا أهمية الحوار بين المسلمين والمسيحيين فى كل أنحاء العالم، مشيرين إلى أن اللجنة ناقشت قضايا العنف، واستغلال الدين لتبرير الأفكار المتطرفة، وأعمال العنف، والمواطنة وحقوق وواجبات دور القادة الدينيين فى مكافحة العنف والتطرف باسم الدين. وأكدت اللجنة أهمية توحيد جهود المجتمع الدولي للقضاء على الإرهاب، وتجفيف منابعه المالية والعسكرية، وأثنت على مشروع «معا من أجل مصر» الذى ضم مائتى إمام وقسيس، والذى تم تحت إشراف بيت العائلة المصرية، ورعاية الكنيسة الأسقفية الأنجليكانية بمصر؛ وفى الختام تم الاتفاق على أن يكون الاجتماع المقبل فى المملكة المتحدة فى خريف 2016.