بدا بشكل علني الخلاف بين طهران وموسكو حول مصير بشار الأسد والمعارضين له والذين سيتم استدعاؤهم للحوار حول مستقبل سوريا، عقب تصريحات اللواء محمد على جعفري القائد العام للحرس الثوري الإيراني في ظل تطمينات روسيا للسعودية ووعودها بإخراج القوات الأجنبية الموجودة في سوريا في سياق تهيئة الظروف لإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية نزيهة. فلم تستطيع إيران أن تخفي أنزعاجها ورفضها للتقارب الروسي وبعض الدول العربية المؤثرة في الملف السوري، وخاصة السعودية، والجهد الروسي وسعيها لمشاركة المعارضة في جلسات الحوار التحضيرية الخاصة بالمرحلة الانتقالية. ونجحت السعودية ودول عربية أخرى الحصول على تطمينات من بوتين بأن بقاء الأسد لن يكون حتميا وأن الخلافات تتعلق فقط بموعد رحيله، قبل المرحلة الانتقالية أم بعدها. وأكدت على ذلك وكالة الإعلام الروسية حين نقلت أمس عن متحدثة وزارة الخارجية الروسية قولها إن بقاء بشار الأسد في السلطة ليس حتميا بالنسبة إلى روسيا. ومن جانبها نقلت وكالة مهر الإيرانية شبه الرسمية عن جعفري قوله إن روسيا تقاتل في سوريا، ولكنها فيما يبدو غير سعيدة بالمقاومة الإسلامية، وعلى أي حال فإنها تقدم المساعدات على أساس المصالح المشتركة، ولكن ليس من الواضح أن مواقف روسيا تتطابق مع مواقف إيران بشأن بشار الأسد. وقال المراقبون للشأن السوري، أن هناك اختلاف جوهري في الإستراتيجي بين روسياوإيران، فموسكو سيكون تدخلها محدودا وزمنيا، وتسعى إشراك أمريكا ودول الخليج للوصول إلى حل يحفظ مصالحها. وفي الجانب الآخر تراهن طهران على الخيار العسكري طويل المدى لفرض بقاء الأسد بغض النظر عن احتمال أن يؤدي ذلك إلى تقسيم سوريا على أساس عرقي ومذهبي، والأستمرار في إمداد حزب الله بالأسلحة الكافية ليحافظ على دوره كذراع إيرانية قوية في المنطقة، وهو ما لن يتحقق إذا فرضت روسيا هيمنتها على سوريا ودعمت حكومة موالية لها وتحوز في نفس الوقت على رضا السعودية. ويرى محللين دوليين، أن الخلاف بين إيرانوروسيا ليس على سوريا فقط بل يمتد إلى لبنانوالعراق أيضا، مما يعني أن روسيا لن تقدم أي ضمانات لإيران في حماية حزب الله في لبنان، كما أنها لن تغض النظر في المدى المتوسط عن الميليشيات والحشد الشعبي في العراق أيضا.