سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأمن الجنائي في مصر يتعافى.. "بازيد": الجهاز استرد قوته في وقت قياسي بعد تعرضه لضربة قاسمة في ثورة يناير.. و"نور الدين": من أقوى الأجهزة الأمنية في المنطقة رغم قلة الإمكانات
على الرغم من الهجوم الشديد الذي تعرضت له الشرطة خلال ثورة 25 يناير، نتيجة حالة الانفلات الأمني، إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تعافي الجهاز بشكل ملحوظ، فيما أكد خبراء أمن تطور الجهاز في مجال الأمن الجنائي، على الرغم من قلة الإمكانات، مشيرين إلى أن الشرطة المصرية تعد الآن من أفضل الأجهزة بمنطقه الشرق الأوسط، وطالبوا بضرورة تطوير وتدريب المنظومة بما يواكب متطلبات العصر والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة. وقال اللواء علاء بازيد، الخبير الأمني، ومدير مركز الدراسات الأمنية والاستراتيجية، أن الدور الرئيسي للأمن يعمل على محورين منع الجريمة قبل وقوعها وضبط الجريمة حال أو عقب وقوعها وتقديم مرتكبيها والأدوات المستعملة للعدالة، وذلك لتحقيق وظيفة الردع العام للمجتمع والخاص لمرتكب الجريمة، لافتًا إلى أن الهدف الأسمى للأمن هو ترسيخ مشاعر السكينة والطمأنينة في نفوس المواطنين، إضافة إلى الدور التربوي الاجتماعي والتنموي الاقتصادي. وأضاف "بازيد"، في تصريحات ل"البوابة نيوز"، أن الأمن يحتاج لتحقيق ذلك قوة بشرية، وتسليح، ووسائل انتقال، واتصال، وتعليم، وتدريب، وتطوير، وارتقاء في كل ذلك، إضافة إلى التعامل اليومي مع المواطنين، مؤكدًا على أن الأجهزة الأمنية تحتاج لتطوير وتدريب بما يواكب متطلبات العصر والاستعانة بالتكنولوجيا الحديثة في تطوير الأداء الأمني. وتابع: أنه لا يجب الاعتماد على الأداء النمطي التقليدي في عالم ظهرت فيه الجريمة المنظمة، واستهدفت الدول لإسقاطها بتغذيه الجريمة فيها بالدفع بالعناصر الإجرامية والخارجين عن القانون من البلطجة والأحداث وتجارة المخدرات واستعمال العنف والسطوة وفرض النفوذ والأسلحة والمخدرات لتتلاقى مصالحهم في تحقيق حالة انفلات أمنى، مشيرًا إلى أن هذا يسهل معها السيطرة على قدرات الدولة بإنهاك وإرباك أجهزتها. وأضاف بازيد، أن الجهاز الأمني في مصر مازال يحتاج إلى مزيد من التطوير والتدريب والارتقاء بالمستوى المطلوب لوضع سيناريو دائم للأزمات قبل وقوعها وإيجاد الحلول وليس التعامل على رد الفعل، مشيدًا بالأجهزة الأمنية في مصر لتعرضها لضربة قاسمة بعد ثورة يناير 2011، ومع ذلك استطاعت التعافي في وقت قياسي، رغم ما تتحمله من أعباء جسام في ظل ظروف انتقالية صعبة. وأكد بازيد أن ضعف إمكانيات الأجهزة الأمنية لها تأثير بالغ على مستوى الأداء ولكنها تحاول حسب المعطيات وتحقق نتائج مبهرة في كافة مجالات الأمن الجنائي نشعر بها جميعًا، موضحًا أنها تحتاج المزيد من الدعم اللوجستي والإمكانات والتدريب لتصل إلى مستوى الامثل، مؤكدا على أن الأمن الجنائي المصري مشهود له عالميا، لأنه وقع وشهد بعد العثرات نتيجة الصراعات المحيطة بنا إلا إنه أدى دورة بنجاح. وأضاف اللواء محمد نور الدين الخبير الأمني، أن وضع مصر جنائيا بالنسبة للعالم يعتبر من أقوى الأجهزة الأمنية الموجودة في منطقة الشرق الأوسط، لقيامنا بتحقيق نتائج في أقل الإمكانات، لافتا إلى أن في الخارج تتواجد أجهزة حديثة ومتطورة وأجهزة كشف البصمات وتكنولوجيا حديثة جدًا، ولا يوجد في مصر ثلاث أرباعها، ومع هذا بنحقق نسب وقف الجرائم ومنع الجريمة أعلى من الخارج بكثير. وأكد نور الدين، أن الوضع الأمني اختل خلال ثورة 25 يناير، عندما قامت جماعه الإخوان الإرهابية بحرق الأقسام، مشيرا إلى أن الشرطة المصرية بعد ذلك بدأت بالتعافي شيئا فشيئا إلى أن وصلت لأكثر من 80% مما كانت عليه أثناء ثورة يناير. وأضاف أن الأمن الجنائي حاليا تقدم بدرجة كبيرة جدا في مصر، وتعتبر الشرطة المصرية رائدة على مستوى الوطن العربي والعالم، مشيرا إلى أن بعض الضباط يأتون من دول عربية وغربية للتدريب على أيدى ضباط مصريين. واعتبر أن دور الشرطة المصرية حاليا جيد جدا ومرضي، لأنه شهد بعض التطويرات عقب الشروخ التي حدثت لها في 25 يناير، مع ضعف الإمكانات التي واجهتها بعد احتراق 4000 سيارة شرطة وسرقة الأجهزة اللاسلكية. ولفت إلى أن الدولة بدأت تستعود ذلك بأن تمدها بالأجهزة الحديثة مثل أجهزة كشف المفرقعات والكلاب البوليسية المدربة على كشف المفرقعات والمخدرات وعدد بسيط لكاميرات المراقبة في بعض المواقع الشرطية، مؤكدا بأن ذلك ساعد على ارتقاء الأداء الأمني.