تجذب مسرحية لبنانية مقتبسة من مسرحية الكاتب الروسي انطون تشيخوف الجمهور بشكل لافت للنظر إلى مسرح المدينة في بيروت. تدور أحداث المسرحية التي اقتبسها الممثل والمخرج اللبناني كارلوس شاهين من مسرحية "بستان الكرز" لتشيخوف في فترة ما بعد استقلال لبنان أثناء خمسينيات القرن الماضي..عندما كان مستقبل البلد واعدا..على حد وصف شاهين. ويقول شاهين المقيم في فرنسا -والذي يمثل في المسرحية مع 12 ممثلا وممثلة لبنانيين آخرين- إن اختياره لهذه المسرحية لم يكن من قبيل الصدفة. أضاف لتليفزيون رويترز "ها المسرحية بتحكي عن نهاية عالم. عن عالم عم ينتهي. وباحس أنه بلبنان العالم..كل سنة بينتهي عالم وبيبلش (بيبدأ) عالم جديد. وقررت أنه ليش ما باجرب افرجي (أعرض) ها المسرحية للجمهور اللبناني خليه (لأجعله) يكتشف تشيخوف. خليه يكتشف نص رائع متل هيدا." وأردف قائلا "الناس ما بقوا معودين يروحوا ع المسرح ليشوفوا شئ عمل كلاسيكي مسرحي متل ما أنا عم أقدم لهن بستان الكرز لتشيخوف. ما بقوا معودين كتير على ها القصص. معودين أنه يروحوا يتسلوا. شئ مهضوم بيسلي بيمرق بسرعة. ضحك أغاني تزليط. أنه بدهن يتسلوا. بقى (أصبحت) ها الثقافة شوي صعبة أنه نرجع نفهمهن للناس أنه يا عمي تعالوا شوفوا مسرح متل الناس ح تتسلوا أكتر ما تتسلوا بس تشوفوا حدا عم بيغني وحدا عم يرقص." وسبق أن اقتبس مسرحية تشيخوف هذه فنانون عالميون كثيرون. وهي آخر عمل للكاتب الروسي الشهير يعرض له عام 1904 في موسكو قبيل وفاته. ويبدو أن الاقتباس هذه المرة عزف أكثر على وتر حساس مع الجمهور اللبناني. فالمسرحية تدور حول قصة أُسرة ثرية اضطرت لبيع منزلها وبستان الكرز الذي تملكه لسداد ديونها. واشترى المنزل والبستان رجل أعمال ثري يدعى سليم كان والده يعمل لدى الأسرة الثرية سابقا. ويقوم الممثل على سعد بدور سليم. وسرعان ما قام سليم بتنفيذ خططه بقطع أشجار البستان وبناء بيوت فخمة لتأجيرها في الأرض. وقال على سعد إن هناك العديد من الشخصيات المشابهة لسليم وكذلك للشخصيات الأخرى بالمسرحية في الواقع اللبناني. أضاف سعد لتليفزيون رويترز "بالمجتمع اللبناني موجودين وبعشرات الآلآف هيدي الشخصيات الرأسمالية الموجودة بالبلد. اللي هي لاقطة البلد وعم تتحكم في ياللي عم بتشيل كل البنايات القديمة التراث تبعنا عم يقبعوها (يزيلوها) ويعمروا ناطحات سحاب محلها وموجودين. بكل لبنان موجودين يعني." ورأى بعض أفراد الجمهور الذي حضر عرض المسرحية مثل جوزيف جعجع أنها تتناول موضوعا يتجاهله كثيرون وهو موضوع الحفاظ على الإرث الثقافي للبلاد. قال جوزيف جعجع "يعني مسرحية حقيقة كان بدها جرأة. لحتى إن كان إخراجها أو سيناريو تبعها أو الكلمات إنه تنعرض اليوم بأجواء اللي احنا عايشينها بالبلد. ما بيقلب هذا الموضوع كله أبدًا. رجعنا شوية للمسرحية ياللي فيها جدية. ياللي فيها مغزى. ياللي فيها رسالة (بالفرنسية) للناس. ياللي فيها نتعلم شوي من الماضي." ووجدت المسرحية صدى أيضا لدى أفراد آخرين من الجمهور. من هؤلاء مهندس عراقي يدعى حيدر شاهد المسرحية وقال لتليفزيون رويترز عنها "الشئ الممتاز فيها تحويلها من مسرح روسي إلى شرقي وتحويل الشخصيات من تاريخ آخر بلغة شعبية لبنانية جميلة والحفاظ على روح المسرح تبع تشيخوف وتحويله إلى شئ معاصر للهم الحالي في منطقة الشرق الأوسط." ومن المقرر أن يستمر عرض مسرحية "بستان الكرز" في بيروت حتى يوم الأحد (8 نوفمبر تشرين الثاني).