أكد القيادي بحركة فتح وأستاذ القانون العام والعلوم السياسية الدكتور جهاد الحرازين، أن معبر رفح يعتبر نقطة انطلاق أساسية لحركة حماس نحو الخارج تستيطع من خلاله القيام بالزيارات، وإدخال ملايين الدولارات، مضيفًا أن الحركة تُوجد لنفسها مكانًا سياسيًا من خلال سيطرتها على المعبر ليصلها بالعالم الخارجي تحقيقًا لفكرتها بوجود إمارة في قطاع غزة متصلة بالعالم. قال "الحرازين"، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، "المعبر لا يربط قطاع غزة بمصر فقط بل بالعالم الخارجي أيضًا، حيث كان يعمل بشكل طبيعي، وفقًا لاتفاقية عام 2005، والتي لم تكن مصر طرفًا فيها، حيث كان يعمل بشكل دائم ومستمر، ولم تغلق مصر هذا المعبر يومًا من الأيام إلا في مناسبات محددة أو نتيجة ظروف طارئة وبعد الانقلاب، الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة عام 2007، أوقف العمل في المعبر من قبل الجهات التي كانت مشرفة عليه؛ نتيجة لهذا الانقلاب وبدأت سيطرة حركة حماس عليه، وقامت بطرد من كانوا يقومون بإدارة المعبر بعد انسحاب الوفد الأوروبي المراقب على معبر رفح". وأشار الحرازين، إلى أن حماس تقوم بإدخال الأموال عبر معبر رفح، وحولته إلى معبر للبضائع، علمًا بأنه مخصص لانتقال الأفراد، إضافة إلى التحكم في المسافرين عبره مع التأكيد على أن ما تجنيه حركة حماس من رسوم وضرائب في حال عمل المعبر بشكلٍ دائم، سيعمل على انعاش حزينتها بالأموال، والتي قد تقدر بملايين الدولارات، موضحًا أن مهمة إدارة المعبر تعتبر شئ أساسي عند حماس الأمر الذي دفعها إلى أن تتمسك به بشكل كبير رغم كل الاتفاقات التي وقعت عليها لتحقيق المصالحة، قائلاً: "وما شاهدناه في أكثر من موقف أثناء الحروب التي جرت على قطاع غزة وتصريحات قادة حماس التي كانت بدلاً من إدانة الاحتلال تعمل على المطالبة بفتح معبر رفح في أشد الأزمات". وتعليقًا على مطالبة الرئيس السيسي بضرورة تسليم المعبر للسلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس قال الحرازين: "هذا الأمر يأتي من عمق الفهم والوعي والحكمة والحنكة التي تتمتع بها القيادة المصرية لإدراكها التام بأن هناك سلطة شرعية هي فقط من يتم التعامل معها، ممثلة بالرئيس عباس وحكومته، لذلك ليس من المقبول أن يتم التعامل مع حركة لا تعترف بالشرعية الفلسطينية، وهذه الرؤية تأتي في سياق حرص مصر على عدم تجزئة المرجعية الفلسطينية، والتأكيد على أن هناك مرجعية فلسطينية واحدة وتعزيز دور هذه الشرعية، وأن يكون التعامل معها فقط حماية للقضية الفلسطينية ومستقبلها". وكشف القيادي بحركة فتح، أن هناك أزمة حقيقية ترتبت نتيجة إغلاق المعبر من خلال سيطرة حماس عليه، وعدم تسليمه للسلطة الفلسطنية يدفع ثمنها أبناء الشعب الفلسطيني، موضحًا أن الأزمة متمثلة بنقل المرضى والمصابين للعلاج إضافة للعالقين الأمر الذي يخلق معاناة كبيرة لدى أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة. وأضاف جهاد الحرازين، أن هناك قضية مصيرية متمثلة بإعادة إعمار ما دمره الاحتلال في قطاع غزة، حيث اشترطت الدول المانحة سيطرة وأشراف السلطة على المعابر لإعادة الإعمار إلا إن حركة حماس تأبى ذلك، ولا يهمها تلك المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أن كل ما يعني الحركة هو أن تبقى مسيطرة على هذه المعابر، ولا تعنيها كل تلك المعاناة التي يعيشها الفلسطيني في قطاع غزة، وتبحث فقط عن أن يكون لها سلطة ومكانة سياسية.