الدولية المحلية: لم نرصد أي ممارسات تنتقص من حرية ونزاهة العملية الانتخابية جامعة الدول العربية: وسائل الإعلام المصرية كان لها تأثير سلبي فى ضعف المشاركة الاتحاد الأفريقي: الانتخابات تمت بطريقة سليمة وشفافة اختتمت المنظمات والبعثات الدولية المشاركة فى متابعة الانتخابات البرلمانية المصرية، أعمال متابعة سير العملية الانتخابية، وأصدرت المنظمات تقاريرها حول متابعة الانتخابات البرلمانية فى مختلف دوائر المرحلة الأولي، حيث أكدت جميع المنظمات والبعثات الدولية والإقليمية إتمام الجولة الأولى من العملية الانتخابية فى بيئة تتوافق والمعايير الدولية. وفى هذا السياق، أصدرت البعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعتها الانتخابات البرلمانية تقريرها حول ما لاحظته وتعرضت له خلال المرحلة الأولى للعملية الانتخابية فى سبع محافظات مصرية، كما تابعت مرحلة الفرز باللجان الفرعية. وأشارت البعثة إلى أنها غطت 70 دائرة انتخابية بفرق من المتابعين الدوليين والمحليين، حيث شاركت البعثة فى متابعة الانتخابات البرلمانية من خلال 150 متابعا وخبيرا دوليا من 40 جنسية مختلفة، وفق خطة عمل البعثة التى تضمنت تقسيمهم على 37 فريقا ميدانيا، بالإضافة إلى غرفة عمليات مركزية، يعملون جنبا إلى جنب مع 700 متابع ميداني محلى و140 من مسئولى الدوائر فضلا عن مسئولى غرفة العمليات الرئيسية بمقر مؤسسة «ماعت» للسلام والتنمية وحقوق الإنسان. وأضافت البعثة فى تقريرها على الانتخابات البرلمانية فى جولتها الأولى من المرحلة الأولى، وفيما يتعلق بتقييم البعثة لتعامل السلطات المصرية مع بعثات ومنظمات المتابعة الدولية والمحلية، فإن البعثة الدولية المحلية المشتركة تؤكد أنها لم تتعرض لأى معوقات تحد من قدرتها على متابعة عموم العملية الانتخابية بحرية كاملة، فضلا عن أنها لم تتلق من منظمات المجتمع المدنى المصرية أي شكاوى تفيد تعرضها لعوائق مؤثرة قد تحد من قدرتها وحريتها على متابعة العملية الانتخابية. وأشارت البعثة إلى الساعات الأخيرة من اليوم الثانى للعملية الانتخابية، حيث شهدت اللجان زيادة ملحوظة فى الإقبال خاصة فى محافظة الجيزة، وبالمقابل شهدت زيادة ملحوظة أيضا فى المخالفات التى يرتكبها المرشحون، خاصة تلك المتعلقة بالدعاية المخالفة وشراء الأصوات والاشتباكات بين أنصار المرشحين. وعلى صعيد إجراءات التأمين خارج مقار الاقتراع، وإدارة العملية الانتخابية داخل مقار الاقتراع، فالبعثة لم ترصد حالات مؤثرة لممارسات قد تنتقص من حرية ونزاهة العملية الانتخابية، بينما رصدت البعثة حالة وحيدة لمنع بعض المتابعين المحليين من الدخول إلى مقر الاقتراع فى محافظة المنيا دائرة مطاي، مدرسة عمر مكرم، ووفقا لمشاهدات البعثة، فالأوضاع اتسمت بالهدوء، كما أن الإجراءات التأمينية كانت جيدة. بعثة جامعة الدول العربية أكدت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لمتابعة الانتخابات البرلمانية، أن ضعف المشاركة فى الانتخابات البرلمانية لا يشكل انتقاصا من شرعية المجلس الجديد، لافتة إلى أن بعثة الجامعة العربية لم تركز فى متابعتها للانتخابات النيابية فى مرحلتها الأولى على مسألة المشاركات، بل اهتمت بالمؤشرات الدولية المختلفة فى متابعة العملية الانتخابية. وقالت أبو غزالة خلال مؤتمر صحفى أمس للإعلان عن الملاحظات الأولية لسير العملية الانتخابية، إن نسبة المشاركة فى الانتخابات يمكن تحديدها بشكل واضح عن جهة وحيدة هى اللجنة العليا للانتخابات، فهى الجهة الوحيدة التى يمكنها أن تدلى بدلوها فى هذا الموضوع، موجهة سهام نقدها لوسائل الإعلام المحلية وتعاطيها مع مسألة نسب المشاركة. ولفتت أبو غزالة إلى أنها لاحظت من الساعات الأولى لبدء العملية الانتخابية بأن وسائل الإعلام ركزت فى تغطيتها على مسألة المشاركة، وهو الأمر الذى تتوقع أن يعطى مردودا سلبيا منذ البداية لهذه الوسائل الإعلامية والتى تتحدث ومن أول ساعة عن ضعف المشاركة. وأكدت أبو غزالة أن المرأة المصرية ضربت مثالا رائعا فى المشاركة، لافتة إلى أنها لعبت دورا مهما فى العملية الانتخابية وتصدرت المشهد الانتخابى سواء فى الانتخابات الرئاسية، والتى تابعتها الجامعة العربية، أو فى المرحلة الأولى من الانتخابات النيابية، لافتة إلى سعادتها بحضور المرأة المصرية فى المشهد الانتخابى هذه المرة، سواء كن ناخبات أو مرشحات. وضمت بعثة الجامعة فى عضويتها أكثر من 100 متابع من موظفى الأمانة العامة للجامعة ينتمون إلى (18) جنسية عربية مختلفة ليس من بينهم الجنسية المصرية، وذلك لضمان الحيادية التامة لجميع أعضاء البعثة، كما أشارت إلى أن البعثة زارت خلال يومى الاقتراع 1266 لجنة انتخابية، و25 لجنة فرز وذلك فى 11 محافظة من التى جرت بها الانتخابات. وأشارت السفيرة إلى أن البعثة كان لديها عدد من الملاحظات من بينها استمرار الدعاية الانتخابية خلال العملية الانتخابية، وتؤكد الجامعة أن هذه التجاوزات وإن كانت لا تؤثر بشكل جوهرى على العملية الانتخابية، إلا أنها تؤكد أهمية تطبيق ما نص عليه القانون على مرتكبيها، وذلك لضمان عدم تكرارها فى جولة الإعادة والمرحلة الثانية. وفيما يتعلق بالناخبين وفئاتهم قالت أبو غزالة إن بعثة جامعة الدول العربية لاحظت المشاركة المتميزة للمرأة المصرية وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، كما لاحظت مشاركة نسبة كبيرة من الأميين فى عملية الاقتراع خاصة فى محافظات الصعيد، كما رصدت أيضا محاولات متعددة للتأثير على إرادة الناخبين عند توجههم للإدلاء بأصواتهم بطرق متعددة، الأمر الذى يستلزم التصدى لهذه الظاهرة خلال الجولات المقبلة للانتخابات وتطبيق القانون. وأشادت الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية لمتابعة الانتخابات البرلمانية، بالدور المتميز والمهم الذى لعبته قوات الجيش والشرطة فى تأمين مقرات الاقتراع خلال الجولة الأولى للانتخابات، حيث تمت العملية الانتخابية فى ظل خطة أمنية محكمة، أسهمت فى إتمام عملية الاقتراع دون حوادث تذكر، كما لم تلاحظ البعثة أى تدخل لعناصر قوات الجيش والشرطة فى سير العملية الانتخابية. وفيما يتعلق بانتخابات المصريين فى الخارج، قالت أبو غزالة إن الجامعة شاركت فى متابعة انتخابات الجالية المصرية فى الخارج من خلال مكاتبها الخارجية فى كل من، «نيويورك - برلين - أديس أبابا - نيودلهى - نيروبى – موسكو»، وأكدت تلك التقارير الواردة من متابعى بعثة الجامعة العربية فى الخارج حسن سير وتنظيم العملية الانتخابية وسلامة إجراءاتها وفقًا لما نص عليه القانون، كما أشادت باستخدام جهاز الرابط الإلكترونى الخاص بتدقيق هوية الناخب، الأمر الذى ساهم فى تيسير عملية الاقتراع على الناخب وإنجازها دون تعقيد، كما سجلت بعثات الجامعة الغياب التام لممثلى المرشحين فى المقرات التى تواجدت فيها بعثة الجامعة. وأكدت رئيسة بعثة الجامعة العربية أن الجولة الأولى للمرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب جرت وفقًا للمعايير الدولية، وفى نطاق احترام ما نص عليه الدستور والقوانين المنظمة لهذه العملية، وأعربت عن ارتياح البعثة للهدوء الذى ساد عملية الاقتراع وحسن سيرها داخل مصر وخارجها. وستواصل بعثة الجامعة عملها ومتابعتها لمجريات جولة الإعادة والمرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب، على أن تصدر تقريرها النهائى متضمنًا ملاحظاتها التفصيلية وتوصياتها بعد إعلان النتائج النهائية، ونسب المشاركة من قبل اللجنة العليا للانتخابات، لترفعه إلى الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وترسل نسخة منه إلى اللجنة العليا للانتخابات. بعثة الاتحاد الأفريقي وفى السياق ذاته، قال رئيس بعثة الاتحاد الإفريقى لمتابعة الانتخابات البرلمانية، أموس سوى، إن المرحلة الأولى من الانتخابات المصرية أجريت بطريقة شفافة وسلمية، أعطت فرصة للشعب المصرى للتعبير عن رأيهم بحرية، جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفى لبعثة الاتحاد الإفريقى للمراقبة على الانتخابات، بحضور ممثلى الاتحاد الإفريقي، من الدول العربية والإفريقية، لإعلان البيان التمهيدى لنتائج عمل البعثة. وأضاف رئيس ليبريا السابق ورئيس البعثة الإفريقية لمتابعة الانتخابات البرلمانية، إن البعثة سجلت مشاركة ضعيفة من المواطنين مقابل مشاركة عالية من الناخبات، فضلا عن انخفاض مشاركة الشباب، مؤكدًا أن المشاركة الضعيفة لا تؤثر على شرعية البرلمان القادم لأنه برلمان منتخب. وتابع رئيس البعثة الإفريقية لمتابعة الانتخابات البرلمانية، أن بعثة الاتحاد لاحظت أن المرحلة الأولى أجريت بطريقة منظمة وفى بيئة سليمة، كما أشار إلى أن معظم مكاتب الاقتراع التى زارها مراقبو الاتحاد جرى التصويت والفرز فيها بدون مضايقة أو تدخل، مُهنئًا أفراد الأمن على ضمان تأمين عملية الانتخابية وخلوها من الحوادث. وأشار رئيس البعثة الإفريقية لمتابعة الانتخابات البرلمانية، إلى أن البعثة لاحظت حضور ممثلى الأحزاب فى معظم مراكز الاقتراع، فضلا عن المراقبين الدوليين، قائلًا: «فى معظم الأحيان تم منح المراقبين الدوليين ووكلاء مرشحى الأحزاب وصول غير مقيد إلى مراكز الاقتراع باستثناء حالات قليلة حيث لم يسمح للمراقبين البقاء فترة طويلة بما فيه الكفاية داخل مراكز الاقتراع»، لافتًا إلى أن غالبية مراكز الاقتراع تقع فى أماكن عمومية مناسبة مع سهولة وصول ناخبين، فضلا عن تقديم المساعدة للمعاقين وكبار السن. ورصدت البعثة أن التوزيع العام لمراكز الاقتراع سهل تدفق الناخبين وضمن سرية الاقتراع بالشكل الكافى، فضلا عن توفير المواد الانتخابية فى جميع مراكز الاقتراع، مُشيرًا إلى أن البعثة لاحظت ارتفاع عدد المرشحين الفرادى أو المستقلين مقارنة بقوائم الأحزاب، فى حين أن هذا قد يكون أمرا جيدا للتنافس الفردي. وأوصت بعثة الاتحاد الإفريقى الحكومة والشعب المصرى، بضرورة الاستمرار فى الحفاظ على السلم والاستقرار من أجل التطور الديمقراطى فى البلاد، كما طالبت اللجنة العليا للانتخابات بضرورة مواصلة تحسين الإدارة الشفافة والمهنية والفعالة والكفء للعمليات الانتخابية. وطالبت البعثة السلطات المصرية بضرورة التواصل مع المواطنين حول العملية الانتخابية، وخاصة الشباب لأهميتهم فى العملية الانتخابية، حيث إن مشاركة الشباب ضعيفة وتهدد المستقبل الديمقراطى للبلاد، كما طالبت بضرورة العمل على إنشاء اللجنة الوطنية للانتخابات المقترحة، وذلك تماشيًا مع أفضل الممارسات الدولية، مؤكدة أن البعثة ستواصل مراقبتها لانتخابات مجلس النواب فى جولة الإعادة وما بعد الانتخابات، فضلا عن أنها ستصدر تقريرا أكثر تفصيلا ومعه توصيات عند الانتهاء من المرحلتين الأولى والثانية من الانتخابات.