أكدت بعثة جامعة الدول العربية لمتابعة الانتخابات البرلمانية أن المرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب فى الجولة الأولى وجولة الإعادة جرت وفقًا لما نص عليه القانون وبشكل منظم وسلس، وأتاحت للناخب التعبير عن إرادته بحرية. وأعربت بعثة جامعة الدول العربية عن ارتياحها للإعداد والتنظيم الجيد لعملية الاقتراع وللأجواء السلمية التى جرت فى ظلها هذه المرحلة، كما أكدت الدور المهم للجنة العليا للانتخابات فى تطبيق ما نص عليه هذا القانون فى المادة (36) على مرتكبى التجاوزات وإحالتهم إلى النيابة العامة حال ثبوت المخالفات، مما قد يحد من أى ظاهرة سلبية خلال المرحلة المقبلة. وأشادت بالجهود التى بذلتها كل الجهات المعنية وعلى رأسها اللجنة العليا للانتخابات والقضاة والأجهزة الأمنية لتنظيم وتأمين المرحلة الأولى للعملية الانتخابية بأكملها. وأكدت البعثة أن الملاحظات السلبية التى رصدت خلال هذه المرحلة لن يكون لها تأثير جوهرى على النتائج النهائية. وأتت أهم ملاحظات بعثة الجامعة فى اللجان التى تمت خلال زيارتها وتتضمن أنه تم افتتاح معظم اللجان التى زارتها البعثة فى الوقت المحدد لها قانونيًا، وتمت إجراءات الافتتاح وفقًا للقانون، مع توافر جميع المواد الانتخابية، واستمرار قيام قوات الجيش والشرطة بالدور المنوط بها، حيث قامت بتأمين المراكز واللجان تأمينًا كاملًا ومكثفًا دون التدخل فى مسار العملية الانتخابية، وقدمت المساعدة لكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة. كما تضمنت الملاحظات تعاون قوات الأمن والقضاة وموظفى اللجان مع متابعى بعثة جامعة الدول العربية فى غالبية المراكز التى زارتها البعثة، حيث سمح للمتابعين بدخول كافة اللجان دون أى معوقات تذكر، وإغلاق وفتح لجان الاقتراع فى الأوقات القانونية المحددة لها خلال فترة الراحة، واستمرار مظاهر الدعاية الانتخابية فى بعض مراكز الاقتراع التى زارها متابعو البعثة، ورصد حالات للتأثير على الناخبين لصالح بعض المرشحين فى محيط بعض المراكز. وتضمنت الملاحظات عدم استخدام الحبر الفسفورى فى بعض اللجان رغم توافره، الأمر الذى قد يفسح المجال لتعدد التصويت، وتواجد ملحوظ لمندوبى المرشحين، وتواجد متابعى منظمات المجتمع المدنى فى اللجان الانتخابية، وفى هذا الإطار تؤكد البعثة الدور الهام الذى تلعبه منظمات المجتمع المدنى خلال العملية الانتخابية، وضرورة بذلها جهودًا أكبر فى مجال التوعية وتواجدها بشكل أوسع خلال المرحلة الثانية للانتخابات، لما لذلك من أثر إيجابى فى تعزيز ودعم العملية الانتخابية. وشملت ملاحظات بعثة الجامعة العربية وجود إقبال من الناخبين تراوح ما بين المتوسط والضعيف فى اللجان التى زارها متابعو البعثة، فى ظل مشاركة ملحوظة للمرأة وكبار السن، وضعف مشاركة الشباب، مع ارتفاع طفيف للتصويت فى الفترة المسائية مقارنة بالفترة الصباحية، وارتفاع نسبة الإقبال فى المناطق الريفية قياساً بالمناطق الحضرية، كما تم إغلاق لجان الاقتراع التى زارتها بعثة جامعة الدول العربية فى الوقت المحدد قانونيًا، وتمت عملية الفرز وفقًا للإجراءات التى نص عليها القانون، وبحضور مندوبى المرشحين وبعض المتابعين المحليين. وقالت البعثة انه فيما يتعلق بمتابعة جامعة الدول العربية للانتخابات البرلمانية فى الخارج، فقد جرت عملية الاقتراع بشكل سلس فى ظل إقبال ضعيف من الناخبين، ودون تسجيل أى خروقات أو تجاوزات. وأوضحت بعثة الجامعة العربية فى ضوء ملاحظاتها عن مجريات العملية الانتخابية فى جولتى المرحلة الأولى للانتخابات، أنه بلغت نسبة المشاركة فى الجولة الأولى للمرحلة الأولى لانتخابات مجلس النواب 26.56%، وهى نسبة منخفضة إلى حد ما مقارنةً بنسب التصويت فى الانتخابات التى جرت فى جمهورية مصر العربية خلال السنوات القليلة الماضية، وبناءً عليه، وتوصى بعثة الجامعة كل الجهات المعنية بالعملية الانتخابية إلى بذل المزيد من الجهود فى مجال توعية الناخبين بأهمية الانتخابات، وذلك بهدف ضمان مشاركة أوسع من كافة فئات الشعب فى المرحلة الثانية للانتخابات. وقالت انه فى ضوء ما لاحظته بعثة الجامعة أن العديد من الناخبين لم يكونوا على دراية كافية بمرشحى دوائرهم الانتخابية وبرامجهم، وقد يرجع هذا الأمر إلى عدم قيام المرشحين بما يكفى من الأنشطة الانتخابية للتعريف بأنفسهم وأهدافهم وبرامجهم لجمهور الناخبين،وتوصى بعثة الجامعة بأن يقوم كل شركاء العملية الانتخابية من اللجنة العليا للانتخابات والمرشحين والأحزاب ووسائل إعلام ومنظمات مجتمع مدنى ببذل المزيد من الجهود فى هذا المجال، الأمر الذى قد يؤدى إلى زيادة نسبة المشاركة فى المرحلة الثانية للانتخابات. وأشارت الى وصول نسبة الأصوات الباطلة إلى ما يقارب 10% من إجمالى عدد المصوتين فى الجولة الأولي، وتعتبر هذه النسبة مرتفعة نسبيًا، الأمر الذى يعطى مؤشرًا بأن بعض الناخبين لم يكونوا على دراية كافية بكيفية إتمام إجراءات عملية التصويت بالشكل الصحيح، وتوصى بعثة جامعة الدول العربية بضرورة زيادة حملات توعية الناخبين بإجراء عملية الاقتراع بكل الوسائل والطرق المتاحة، بهدف الحد من عدد الأصوات الباطلة فى المرحلة الثانية للانتخابات. وأوضحت بعثة الجامعة أنها رصدت العديد من مظاهر الدعاية الانتخابية ومحاولات للتأثير على الناخبين بطرق متعددة خلال أيام الاقتراع، مما يعتبر تجاوزًا واضحًا وفقًا لما جاء فى قانون تنظيم مباشرة الحقوق السياسية الذى نص فى المادة (24) على حظر الدعاية الانتخابية فى غير مواعيدها بأي وسيلة من الوسائل. وأكدت بعثة جامعة الدول العربية التى ترأسها السفيرة الدكتورة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية، أنها ستواصل متابعة العملية الانتخابية بكامل مراحلها حتى الإعلان النهائى للنتائج بعد انتهاء فترة الطعون، وستصدر البعثة حينها تقريرها النهائى متضمنًا ملاحظاتها التفصيلية وتوصياتها لترفعه للدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية، وترسله إلى اللجنة العليا للانتخابات. بينما أكد تقرير بعثة منظمة السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا «كوميسا» لمتابعة الانتخابات البرلمانية إن متابعى البعثة رصدوا التواجد الأمنى المكثف أمام اللجان الانتخابية بالمرحلة الأولى للحفاظ على حياة المواطنين ومساعدة الناخبين فى الوصول إلى اللجان. وقال السفير فليكس موتاتى رئيس البعثة فى مؤتمر صحفى باسم البعثة ان البعثة رصدت ضعف الإقبال على الانتخابات وخاصة من الشباب، حيث رصدت نسبة مشاركة تصل إلى 25%، وأرجع السبب إلى قلة التوعية بأهمية المشاركة فى العملية الانتخابية وإجراء الانتخابات فى أيام عمل. وأضاف أن البعثة راضية تماما عن متابعة المرحلة الأولى من العملية الانتخابية و وصفها بأنها كانت هادئة وشفافة وأعطت فرصة ديمقراطية للمصريين للتعبير عن رأيهم. وقال: إن الانتخابات البرلمانية فى مصر تمت فى مناخ سلمى وشفاف، وتمتعت بالحماية، وإن ما تم النص عليه فى الدستور تم تنفيذه بصورة كاملة نحو استكمال الاستحقاق الأخير فى خارطة الطريق السياسية وان بعثة المتابعة لاحظت حدوث بعض التحسينات فى جولة الإعادة. وأضاف أن البعثة لاحظت أن مسئولى اللجان الانتخابية بمرحلة الإعادة وضعوا بطاقات تعريف لم تكن موجودة من قبل، والسماح للمتابعين الدوليين بالدخول دون قيود، وأن أهم السلبيات تشمل أن إقبال الناخبين كان ضعيفا مع عزوف الشباب بصورة ملفتة للنظر وهذا الأمر يحتاج للتوعية. وطالبت البعثة بتكثيف حملات التوعية بأهمية المشاركة فى العملية الانتخابية، وإشراك الشباب فى العملية السياسية، وأن تقوم الأحزاب والمرشحون بزيادة الاهتمام بوجود مندوبيهم فى اللجان بداية من فتح الصناديق حتى نهاية اليوم الانتخابي، وضرورة التكنولوجيا فى اللجان الانتخابية واستخدامها فى جميع اللجان، وأهمية الاستمرار بالمشاركة فى العملية الانتخابية واستكمالها فى هدوء. ووجه الشكر للحكومة المصرية واللجنة العليا للانتخابات لشفافيتها فى إدارة العملية الانتخابية، كما وجه الشكر للمنظمات الشريكة بالبعثة الدولية المحلية المشتركة لمتابعة الانتخابات البرلمانية. وأكد أيمن عقيلة المنسق الوطنى للبعثة الدولية المحلية المشتركة خلال المؤتمر الصحفى باسم البعثة الدولية لأطراف البعثة أن الانتخابات البرلمانية المصرية جاءت وسط تحديات تواجه مصر والمنطقة العربية بأكملها أهمها المخططات الإرهابية، كما خرجت بعد عامين من مواجهة شرسة بين الدولة والإرهاب الذى تدعمه دول وجهات لا تريد الخير لمصر،كما أنه لا يمكن لمتابع محايد أن يتغاضى عن السياق الذى جرت فى ظله الانتخابات، والتى خرجت متوافقة مع المعايير الدولية وكذلك وفق القانون والدستور، ولكن هذا لا يجعلنا نتغاضى عن معدلات المشاركة المنخفضة، وهو ما يجعلنا أن ندعو الدولة لتبنى برامج لدعوة الناخبين وبالأخص الشباب للمشاركة مستقبلاً، ويضع هذه المسئولية على عاتق الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني. وقال دانيال جورجفسكى ممثل المعهد الدولى للسلام وحقوق الإنسان بجنيف، إن الانتخابات فى مصر واجهت تحديات كبيرة، والبعثة حققت نجاحاً باهراً، حيث تابعنا الانتخابات بمنتهى الحماس ووضعنا نصب أعيننا القواعد التى وضعتها الأممالمتحدة، كما أن الحكومة المصرية وضعت كل التسهيلات والقواعد، والانتخابات كانت ناجحة.