فيما تواصل المنظمات الحقوقية إجراءات مراقبة الانتخابات البرلمانية، ورصد حقيقة التزام المرشحين بقرارات اللجنة العليا للانتخابات، المتعلقة بالدعاية الانتخابية، رصدت بعضها حالات استغلال للمناصب من قبل بعض المرشحين، وتقديم عدد من مرشحى المرحلة الأولى رشاوى انتخابية. وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، أستاذ علم الاجتماع السياسي، ومدير مركز ابن خلدون: «إن المركز سيشارك في المراقبة على الانتخابات البرلمانية من خلال 1500 مراقب مدربين من قبل المركز، وحاصلين على تصاريح اللجنة العليا للانتخابات»، لافتًا إلى أن المركز لدية 3 آلاف مراقب، لكن الموارد المالية تحول دون الدفع بهم جميعًا. وأضاف إبراهيم ل«البوابة»، أن المركز سيراقب دائرة انتخابية في كل محافظة، ومن ثم فنستطيع خلال تكثيف المراقبة على دائرة معينة الحصول على نتيجة أقرب للحقيقة، مشيرًا إلى أن الاستحقاق الثالث من خارطة الطريق يشارك فيه عدد كبير من المنظمات الوطنية المعنية بمراقبة الانتخابات. وأكد مدير مركز ابن خلدون، أن المركز رصد قيام العديد من المرشحين ببدء الدعاية الانتخابية قبل فتح باب الترشيح، منوهًا إلى أن ذلك انعكس على حجم الدعاية الانتخابية التي تخطت سقف الإنفاق المحدد من قبل اللجنة العليا للانتخابات، حيث سارع الجميع في تعليق اللافتات وتوزيع المطبوعات، كما أن الجميع بدأ دعايته الانتخابية بشكل رسمى مع قدوم عيد الأضحى. وأوضح سعد الدين إبراهيم، أن المركز معنى بمراقبة الانتخابات البرلمانية بمراحلها المختلفة، دون الدخول في نزاعات قضائية مع المخالفين لقرارات العليا للانتخابات، لافتًا إلى أن هذه التقارير يمكن استخدامها من قبل الخصوم من المرشحين، وربما يترتب عليها توقيع جزاءات على المرشحين المخالفين التي قد تصل للشطب. فيما أكد أيمن عقيل، المتحدث باسم البعثة الدولية المحلية المشتركة لمراقبة الانتخابات البرلمانية، أن البعثة رصدت تجاوز حجم إنفاق معظم المرشحين على المقاعد الفردية، وكذلك القوائم الانتخابية لسقف الدعاية الانتخابية المحدد من قبل اللجنة العليا للانتخابات، فضلًا عن اختراقهم للمواعيد القانونية المحددة من قبل اللجنة العليا للانتخابات. وأضاف عقيل ل«البوابة»، أن الإنفاق المالى على الانتخابات هذه المرة تجاوز التوقعات، ويرجع ذلك لزيادة إقبال المرشحين على تقديم الرشاوى الانتخابية للناخبين على اختلافهم، سواء المنتمين لأحزاب سياسية أو المرشحين أو المستقلين. ومن جانبه، قال محمد الشنتناوى، مدير مرصد متابعة الانتخابات البرلمانية التابع للبعثة: «إن الراصدين الميدانيين يعملون بشكل يومى ودائم على متابعة كل التحركات للمرشحين، بهدف رصد المخالفات وفقًا للمعايير والقوانين المتعلقة بضمان نزاهة العملية الانتخابية»، لافتًا إلى رصد «استخدام حزب النور للشعارات الدينية في عدد من الدوائر المختلفة». وأضاف الشنتناوى، أن الراصدين مستمرون في رصد مخالفات المرشحين وتجاوزاتهم، واختراقهم لقرارات العليا للانتخابات، حيث تم رصد عدد من المخالفات في إطار قيام بعض المرشحين باختراق قرارات العليا للانتخابات المتعلقة بتنظيم مواعيد الدعاية، لا سيما مرشحو المرحلة الثانية. وكشف أن المرشح، سامح عبدالعال، عن دائرة بسيون بمحافظة الغربية، وهو مدير مدرسة الهدى والتسامح الخاصة، ألقى خطابا في طابور الصباح، حث خلاله الأطفال على مخاطبة آبائهم للتصويت لصالحة في الانتخابات، كما تضمنت كلمته جزءا عن ذكرى نصر أكتوبر. كما قام المرشح معتز الأحمد، عن حزب حماة وطن، دائرة مصر الجديدة، محافظة القاهرة، بتوزيع ألف علم في احتفالات أكتوبر. ورصدت البعثة، قيام المرشح حسين موسى معن، الشهير ب«ياسر معن»، دائرة مركز ومدينة قليوب، محافظة القليوبية، بتأجير سيارات نصف نقل ووضع عليها سماعات كبيرة، جابت الدائرة، ورددت الأغانى الوطنية، كما تضمنت إذاعة تهنئة المرشح للمواطنين بمناسبة انتصار أكتوبر. فيما قام المرشح جمال كوش، بمحافظة القليوبية، ببدء حملته الانتخابية بنشر العشرات من اللافتات في الدائرة قبل موعد بدء الدعاية، فيما حول المرشح نبيل بولس شنودة، مقره الانتخابى لفصول محو أمية، وذلك في دائرة الموسكى وعابدين وباب الشعرية. واختتمت البعثة تقريرها، بأن المرشح سعد محمد شلبى، عن دائرة حلوان، تكلف بمصاريف تنظيم حفلة بمناسبة فض الباعة الجائلين، من أمام محطة مترو حلوان، التي نظمها اتحاد شباب حلوان للتنمية، وذلك بحضور اللواء سيد نصر، نائب المحافظ للمنطقة الجنوبية، ورئيس حى حلوان، والمرشح سعد محمد شلبى. وفى محافظة البحيرة، رصد المراقبون لافتة معلقة على مدخل المستشفى المركزى بكفر الدوار، مدونًا عليها برقية شكر لأحد المرشحين المنتمين لحزب النور السلفى، وذلك بعد تبرع الأخير بمبلغ مالى للمساهمة في تجهيز وحدة علاج الفيروسات الكبدية.