أدانت منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) أحدث تدمير ألحقه تنظيم الدولة الإسلامية بالآثار القديمة في مدينة تدمر السورية التي يرجع تاريخها إلى 2000 عام قائلة إن ما حدث يظهر مدى خوف من قاموا بذلك من التاريخ. وقالت (اليونسكو): إنه يجب محاكمة الجناة ومعاقبتهم بوصفهم مجرمي حرب. وقال مأمون عبد الكريم المدير العام للآثار والمتاحف في سوريا أمس الأحد: إن متشددي تنظيم الدولة الإسلامية فجروا (قوس النصر) الذي كان أيقونة ضمن مجموعة رائعة من الآثار في المدينة. ودمر المتشددون في وقت سابق معابد ترجع للعصر الروماني مسجلة ضمن قائمة التراث العالمي لليونسكو كانوا قد استولوا عليها منذ انتزاعهم تدمر من القوات الحكومية السورية في مايو، وقاموا بتلغيم آثار أخرى ومبان تاريخية. وقال عبد الكريم لرويترز: إن لعنة قد تكون حلت بالمدينة، وإنه لا يتوقع سوى الأخبار الصادمة. وحذر من أنه إذا بقت المدينة في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية فقد حكم عليها بالفناء. وقالت اليونسكو: إنه لن تكون هناك حصانة لمجرمي الحرب وإنها ستبذل قصارى جهدها -بالتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية- للتأكد من محاكمة وعقاب الجناة. وقالت في بيان: "هذا التدمير الجديد يظهر مدى رعب المتطرفين من التاريخ والثقافة؛ لأن فهم الماضي يقوض وينزع الشرعية عن الذرائع التي يبررون بها جرائمهم ويفضحهم باعتبارهم مثال خالص للكراهية والجهل". وفي أغسطس فجّر تنظيم الدولة الإسلامية معبد بعل شمين، ثم معبد بل الذي كان أحد المواقع المحافظ عليها من العصر الروماني. وفي وقت سابق من هذا الشهر أكد التنظيم أيضًا أن مقاتليه دمروا بعضًا من الأعمدة الجنائزية في تدمر وأبنية من الحجر الرملي شيدت لحفظ رفات العائلات الثرية بالمدينة القديمة. وتصف اليونسكو تدمر بأنها كانت أحد أهم المراكز الثقافية بالعالم القديم. وتقول اليونسكو: إن تنظيم الدولة الإسلامية يسعى لمحو دلائل تنوع التراث السوري، وقبل سيطرته على المدينة قال مسئولون سوريون: إنهم نقلوا مئات التماثيل الأثرية إلى مواقع آمنة.