«ثورات شخصية» فيلم وثائقى من إنتاج ألمانى يلخص، خلال ثمانى وتسعين دقيقة، مأساة تفاصيل حياة أربع نساء من مصر، وهن «شربات» و«فاطمة» و«مي» و«أماني»، اللاتى يمثلن قطاعات مختلفة من النساء المعنيات بالتغيير والثورة وهموم المرأة عقب ثورة يناير 2011، حيث يعرض الفيلم في دور السينما بالعاصمة الألمانية برلين حاليًا، بعد أن عرض خلال عام مضى في عدة مهرجانات دولية بمدن سراييفو وكوبنهاجن، كما حصل الفيلم على عدة جوائز من منظمات حقوقية ألمانية. يصور الفيلم أربع نساء يسرن في أربعة طرق مختلفة، «شربات» التي تؤمن باحتجاجات الشارع والثورة في صورتها «النقية»، و«فاطمة» التي ترى الانتخابات طريقًا للتغيير، بينما «أماني» تهتم بالكتابة والنشر في محاولة منها للتأثير في وعى المرأة والمجتمع، إضافة إلى «مي» التي قررت الاشتباك المباشر مع قضايا مجتمع النوبة الذي تنتمى إليه. تدور أحداث «ثورات شخصية» حول «شربات عبدالله» التي كانت تعمل موظفة في وزارة الإنتاج الحربى وتركت عملها لتتفرغ لأسرتها، وتشارك أولادها في احتجاجات الثورة والفترة التي أعقبتها، بينما تتعرض لمضايقات من قبل جيرانها وأقاربها، الذين يوجهون لها اتهامات كثيرة، كالتي تعرض لها كل المتظاهرين منذ اندلاع الثورة في يناير 2011 بأنهم يريدون خراب البلاد ويعملون لحساب جهات خارجية، الأمر الذي يضع شربات في أزمات كثيرة. يصور الفيلم كذلك حياة «فاطمة أبوزيد»، الأم لثلاثة أطفال، ابنة قيادى في جماعة الإخوان، إضافة إلى عملها في الحملة الانتخابية للرئيس المعزول محمد مرسي، ومناقشتها لرسالة ماجستير في العلوم السياسية. فيما يتابع الفيلم رحلة «مى جاه الله» لتأسيس جمعية لتنمية المجتمع النوبى في أسوان، ومواجهتها والعادات والتقاليد المعوقة لمشروعها، وهو مشروع استقالت من أجله من عملها في أحد البنوك قبل 25 يناير 2011 بيومين، وأخيرًا يستعرض الفيلم نشاط أمانى التونسى التي أسست إذاعة «بنات وبس» من استديو بسيط لتبث على شبكة الإنترنت، وألفت كتبًا عن قضايا الشابات في مصر، وأسست دارًا خاصة للنشر، واحترقت كتبها في مقر موزعها أثناء اشتباكات في شارع محمد محمود القريب من ميدان التحرير. مخرجة الفيلم الألمانية «أليكساندرا شنايدر» قالت في تصريحات على موقع «مو كانت» النمساوى، إنها بدأت تصوير الفيلم في نوفمبر 2011، وانتهت منه في فبراير 2013، لافتة إلى أن الفيلم تطرق إلى قضايا الختان والعنوسة والتحرش وعدم المساواة بين المرأة والرجل، مشيرة إلى أن الفيلم نال اهتماما كبيرا في ألمانيا أكثر من مصر. وتضيف «شنايدر» أنها كانت مهتمة بعمل فيلم عن الثورة المصرية، قائلة: «كنت خائفة من إمكانية إتمام «ثورات شخصية»، فأنا لا أعرف اللغة العربية، لكن النساء المصريات كن مختلفات وثقن في لأنهن اعتبرننى محايدة». وتتابع المخرجة قائلة «إن النساء اللواتى عرض الفيلم تجربتهن لم يمثلن فقط أيديولوجيات متعددة، ولكن يمثلن أيضا أنواعًا مختلفة من المشاركة، فلم يكن كلهن من المشاركات في الاحتجاجات في الشارع، أو عضوات بأحزاب ولكن مشاركات في العمل العام».