مَطالب ب "شرطة الإنترنت" للقضاء علي "الإرهاب الالكتروني"

- د. مجدي طلبة: الحقوق الشخصية للمواطن تمنع مراقبة محتوي المواقع الالكترونية.
- د. علي الصاوي: الجريمة الالكترونية “,”قنبلة موقوتة“,” واقتصادنا يخسر 2 مليار دولار سنوياً.
- اللواء جمال ابو ذكري: السادات اول من حذر من الجريمة التكنولوجية وأنشأ إدارة متخصصة.
- اللواء عبد الفتاح عمر: “,”شرطة الانترنت“,” مهمتها تطهير الشبكة من المواقع الارهابية.
طالب عدد من خبراء الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والامن القومي بضرورة تأسيس “,”شرطة متخصصة للانترنت“,” لمتابعة ومراقبة مدخلات ومحتوي الانترنت ، موضحين ان الجماعات المسلحة تستخدم الشبكة العنكبوتية للتواصل مع تنظيمات ارهابية دولية واقليمية.
واوضح الخبراء ان الجريمة الالكترونية اضحت “,”قنبلة موقوتة“,” تنبه اليها مبكراً الرئيس انور السادات أواخر السبعينات وانشأ لها ادارة متخصصة لمكافحة كل ما ينشر إلكترونيا، مشيرين الي الخسائر المادية التي يتكبدها الاقتصاد نتيجة للاختراقات الالكترونية والتكنولوجية والتي تصل الي ملياريّ دولار سنويا نتيجة لعدم وجود قانون لأمن وحرية تداول المعلومات، لافتين في الوقت نفسه إلي خشية العالم من التعامل مع مصر لأنها مخترقة من كل جهة، ولأنهم يعلمون أنها لا تمتلك أي قانون أو آلية لحماية المحتوي المعلوماتي.
وقد أكد الدكتور مجدي فهمي طلبه عميد كلية الحاسبات والمعلومات بكلية عين شمس ان الجهاز القومي للاتصالات بحث كثيرا مع بعض اللجان القانونية عدداً من الأمور التنظيمية الخاصة بآليات منع المواقع الارهابية وغير المقبولة والتي تحض علي الجريمة ، بحيث لا يصطدم هذا القرار ببعض القوانين الخاصة بالحريات الشخصية التي يكفلها القانون والدستور، إضافة إلى تحديد الجهات التي يحق لها تحديد ما هو إرهابي او إجرامي.
وأوضح طلبة أن توقيف مستخدمي تلك المواقع يستلزم تتبع خصوصيتهم واستخداماتهم على الشبكة الدولية، وهو ما يتنافى مع حرية الأفراد على الشبكة والتي يكفلها القانون ، موضحا أنه لا يوجد حجب كامل لتلك المواقع فى الدول التي أقدمت على إغلاقها، ولكنها فقط “,”تُصعب“,” على المستخدمين الوصول إليها ، مشيرا في الوقت نفسه إلى وجود برامج لدى بعض الشركات لحجب المواقع غير المقبولة ولكنها اختيارية.
وأشار إلي أن هناك قوانين فعلية موجودة فضلا عن أحكام قضائية بشأن حجب تلك المواقع ولكن الأمر يحتاج إلي تطوير وإدخال بعض التعديلات علي تلك القوانين لاسيما وأن غلق المواقع غير المقبولة لن يؤثر علي المواقع فقط ولكنه سيؤثر علي الشبكة بأكملها، مبينا إمكانية تصعيب عملية الوصول لتلك المواقع ولكن ليس الحجب الكامل.
أما الدكتور عبد الرحمن الصاوي رئيس لجنة التشريعات بوزارة الاتصالات ونائب رئيس لجنة الصناعة بالجهاز القومي لتنظيم الاتصالات فأكد علي أن موضوع “,”الإرهاب الالكتروني“,” علي طاولة دراسات الامن القومي منذ محاولة اغتيال وزير الداخلية، مشيرا الي ضرورة دراسة جميع الوسائل التكنولوجية المتاحة للتحكم في نوعية المدخلات ، خاصة وأنه من الصعب حجب ملايين المواقع دون التدخل في الحرية الشخصية لمستخدمي الانترنت، وان هذا التدخل يمكن أن يسيء لسمعة مصر الدولية ، بالإضافة إلي أن جميع من حجب تلك المواقع لم ينجح بشكل فعال في حجبها بالفعل.
وقال الصاوي أن جميع خبراء أمن المعلومات يرفضون فكرة حجب أي مواقع إلكترونية لأنها تخفي ورائها قرارا سياسياً، مشيرا إلي أن جهاز “,”بروكسي“,” سيمكن الجهات السيادية لأول مرة من انتقاء المواقع التي يمكن حجبها وبطريقة سهلة ، موضحا أن النظام السابق لم يستطع حجب المواقع السياسية بشكل انتقائي لذلك اضطر إلي قطع الانترنت، وأن الحكومة لأول مرة تريد امتلاك القدرة علي الانتقاء بشكل قانوني .
وأوضح الصاوي أن مصر مخترقة معلوماتياً من كل الجهات، موضحا أن هذا الاختراق الأمني للمعلومات والبيانات يكبدها خسائر مالية تصل إلي حوالي 2 مليار دولار سنويا لعدم وجود قانون لتأمين المعلومات ، مبيناً في الوقت نفسه ان الجريمة الإلكترونية “,”قنبلة موقوتة“,” تخرب الاقتصاد المصري والخسائر السنوية مئات الملايين، وان المجلس القومي لحرية تداول المعلومات ستكون مهمته إتاحة جميع المعلومات العامة ، علي ان يكون الاستثناء واضحا جدا ومنصوصا عليه بقانون، فهناك معلومات الأمن القومي والمعلومات الشخصية ، ووظيفة المجلس لن تكون إتاحة المعلومات فقط ولكن وظيفته ستظهر في حالة حدوث خلاف معلوماتي بين بعض الجهات سيتدخل حتي لو كان الخلاف علي سعر المعلومة أو وسيلة النقل أو معلومات منقوصة، كما انه سيكون مسئولاً عن رفع حالة الوعي والتثقيف المعلوماتي بين الناس.
ويرى اللواء عبد الفتاح عمر الخبير الأمني إن مواجهة هذه المواقع اصبحت مستحيلة وانها ستزداد تعقيداً بتطور التكنولوجيا لأنها تعتمد في جذب الشاب نحو تعلم صناعة القنبلة اليدوية علي اللعب بعواطفهم ومشاعرهم الدينية باعتبارها أسهل الطرق في ظل غياب الثقافة المجتمعية، موضحا ان الرئيس السادات كان أول من تنبه الي تلك الوسائل التكنولوجية أواخر السبعينات وأنشأ إدارة خاصة لمراقبة تلك الرسائل ، خاصة وان العصر الجديد للإرهاب تميز بالدور المركزي الذي يلعبه الانترنت في تشغيل ونقل الخبرات والأفكار بين المجتمعات والأفراد الذين يشكلونها خصوصا بعد النمو الواسع والملحوظ لمواقع بث الكراهية والقنابل الدخانية واليدوية.
في حين يؤكد اللواء جمال أبو ذكري الخبير العسكري بجهاز الأمن القومي علي إن “,”إخوان الشيطان“,” حولوا مصر الي أرض عمليات إرهابية ، مطالبا بضرورة فرض الرقابة الكافية من قبل الحكومة علي كل ما يقدم من خلال شبكة الانترنت من خلال “,”شرطة الانترنت“,” لمنع دخول هذه المواقع علي الحاسب الآلي وتكون مهمتها تطهير الانترنت وحجب المواقع الإرهابية ، ومنع المستخدمين من الحصول علي معلومات غير صحيحة وضارة ، مشددا في الوقت نفسه علي خطورة تصنيع القنابل اليدوية في المنازل وتحت بير السلم.