عندما تكتب علي موقع( جوجل) او موقع( ياهو) كيف تصنع قنبلة يدوية, تظهر الاف المواقع علي الشاشة توفر لك طرقا سهلة في الاعداد والتجهيز لصناعة قنبلة يدوية بأدوات بسيطة وسهلة متوفرة في كل بيت مصري فإذا اضفت اليها المنتديات العربية التي تروج لهذه الصناعة والتي تعمل خلال ال24 ساعة يوميا علي الشبكة الالكترونية يتضح حجم الكارثة, فمنتدي النودالكاشف يعطي شرحا كاملا عن كيفية صناعة القنبلة, وشبكة المجاهدين الإسلامية هي الأخري تقدم وسائل بدائية لصناعة قنبلة عالية الاشتعال وزنها لا يزيد علي300 جرام تلقي يدويا دون خطورة علي منفذها وتضمن الهرب لمنفذها خلال خمس ثوان وعلي مواقع أخري عالمية كموقع( ماي سبايس) وعربية كموقع( البراق الإسلامية) و منتدي الأخوان في طريق الإيمان وموقع تنظيم القاعدة لصناعة القنبلة اليدوية وعشرات من المواقع تجدها تعطي دورات متقدمة علي الانترنت في صناعة القنبلة التي لا تكشفها الرادارات وأجهزة الشرطة.الأهرام المسائي تصفح بعض المواقع التي تدفع للعمل الارهابي وطرح القضية علي شباب الانترنت وعلي خبراء المعلوماتية في مصر لمعرفة تفاصيلها وطرق الوقاية من آثارها السلبية علي البيئة والمجتمع. مقادير صناعة قنبلة يقول نور الدين إبراهيم طالب بكلية الهندسة انه دخل إلي هذه المواقع اكثر من مرة ووجد فيها شرحا مفصلا عن كيفية شصناعة قنبلة يدوية شديدة الانفجار وأضاف ان موقع( انا المسلم) وصف مكوناتها بالمقادير ومستخدما في ذلك ادوات المطبخ. وقال عز طاهر علي الذي وصف نفسه بعاشق الانترنت والمنتديات ان معلومات صناعة القنبلة اليدوية و المتفجرات أصبحت متاحة للجميع وفي غاية الخطورة وقال إن عدد زوار هذه الصفحات من اصدقائه يزيد عن100 شخص يوميا وان بعض هذه المواقع والمنتديات التي يتصفحها يوميا تقدم شرحا مميزا عن حالات الطوارئ وعن كيفية تحضير قنبلة دخانية من النوع غير الحربي بالصوت والصورة مستخدمة اشرطة فيديو مثبتة علي المواقع لتلقين المعلومات للمهتمين وخص من هذه المنتديات( منتدي موسوعة الجهاد المنفتحة) و(منتدي المقنع الأحمر) والتي تحذر افرادها بعدم استعمال القنابل اليدوية المصنعة بطريقتها الا لمستحقيها من اعداء الله واستخدامها فقط للدفاع عن العرض والأرض وليس للهجوم دون وجه حق. دورات متقدمة وقال محمد. ن من شباب الهاكرز المصريين ان بعض المواقع تقوم باعداد دورات تدريبية متقدمة علميا لإعداد فنيين في التصنيع الشعبي والمنزلي للقنبلة اليدوية. وأضاف ان بعض المواقع الأجنبية التي تبث من الولاياتالمتحدةالامريكية تقوم بترجمة كتب متخصصة في صناعة القنابل والمتفجرات إلي اللغة العربية مؤكدا ان فكرة التصنيع التي توردها معظم هذه المواقع الأجنبية تعتمد علي مواد بسيطة متوافرة في كل بيت ومواد ذات قابلية عالية للاشتعال مثل البنزين والكيروسين أو الكحوليات وزيت الموتورات والمولوتوف المتطور مضافة إليها احماض الكبريتيك وكلوريد البوتاسيوم. وقال عادل عبدالصادق الباحث المتخصص في شئون الإرهاب الالكتروني بمركز الدراسات السياسية والاستيراتيجية بالأهرام إن مواقع صناعة القنبلة علي الشبكة الالكترونية أصبحت محركا اساسيا في دائرة العنف المجتمعي عند الشباب المتطرفين ضد الآخر وان تمجيد هذه المواقع للإرهابيين وتصويرهم علي أنهم ابطال حفز متصفحي الانترنت علي التعمق والبحث في تفاصيل وسائلهم وادواتهم المستخدمة في التحريض علي العنف. وأضاف أن الخطورة تتمثل في قيام عدد من هذه المواقع الإلكترونية بتقديم مواصفات سهلة ومتاحة للجميع عن كيفية استخدام المتفجرات والقنابل اليدوية وتقديم ارشادات امنية للتخفي عن أعين أجهزة الأمن وامدادهم بخرائط للأماكن المهمة المستهدفة عن طريق برنامج( جوحل ايرث) الذي يقدم خرائط تفصيلية بالاقمار الصناعية بالإضافة إلي قيام مواقع التحريض علي صناعة القنبلة في تحقيقها نوعا من التنسيق في القيام بالعمل الإرهابي بين المتحمسين من الشباب. وأكد عبدالصادق إن المواقع الالكترونية التي تعطي دورات تدريبية في كيفية صناعة القنبلة اليدوية ليست بالضروري ان تنتمي لأحد التنظيمات الارهابية المعروفة بل قد تكون مواقع تخدم اهدافا خفية لبعض القوي المعادية او تتبع اجهزة استخباراتية حيث توجد علي الانترنت آلاف المواقع المتخصصة في صناعة القنبلة ونشر فكر الإرهاب و76% منها يبث عبر شركات استضافة داخل الولاياتالمتحدةالامريكية. كيفية السيطرة بينما قال اللواء بهي الدين محمد استشاري أمن المعلومات والاتصالات انه أصبح حاليا من الصعوبة السيطرة علي هذه المواقع وان حجبها عن المستخدمين لا يحقق الفاعلية المطلوبة وان حماية الشباب داخل الأسرة من تأثير هذه المواقع يتطلب توسيع استخدام الانترنت الآمن إضافة إلي ان يحصل كل فرد داخل الأسرة وفي كافيهات الانترنت علي مايعرف( بالتوكن) التي تشبه الفلاشا ويمكن من خلالها تحقيق الحماية الكافية وكشف هوية المتحدثين علي منتديات هذه المواقع, مطالبا وسائل الإعلام, ومؤسسات العمل الأهلي بزيادة وعي أولياء الأمور وأصحاب مقاهي الانترنت بأمن المعلومات وكشف حقيقة ان الانترنت قد يتم استخدامه من خلال جهات خارجية للقيام بأهداف مشبوة بدليل ما حدث في إيران حيث اصبح الانترنت مهددا لأمنها القومي. وقال اللواء فؤاد علام خبير الأمن القومي إن مواجهة هذه المواقع اصبحت من المستحيل وانها ستزداد بتطور التكنولوجيا لأنها تعتمد في جذب الشاب نحو تعلم صناعة القنبلة اليدويةعلي اللعب بعواطفهم ومشاعرهم الدينية باعتبارها أسهل الطرق في ظل غياب الثقافة المجتمعية. وأضاف ان هذه المواقع تهدد الداخل بنشر فكر الارهاب المتطرف عبر وسيلة ندخل كل بيت ولكل الاعمار دون رقابة حقيقية عليها وبعض هذه المواقع تقوم باغراء الشباب والعاطلين بتسهيل طرق صناعة القنابل اليدوية والمتفجرات واقناعهم بطرق وهمية للهروب من الأمن. وقال علام إنه من خلال تتبعه لمنتديات صناعة القنابل اليدوية علي الانترنت لاحظ ان معظم المنتديات تكتب علي صفحتها الرئيسية سؤالا واحدا يتضمن الطرق السليمة لصناعة قنبلة يدوية او فتح صفحة بعنوان تعالوا نتعلم اسهل طريقة لصنع قنبلة يدوية مؤكدا ان جميع هذه المواقع والمنتديات تعلن علي صفحاتها عدم وجود خطورة علي منفذها, وان بعض الأعضاء في تلك المنتديات يشيرون إلي القيام بتجارب معينة نجحوا في بعضها وفشلوا في بعضها الآخر. وان البعض منهم يطلب مزيدا من الايضاحات لتأمين عملية الصناعة حتي في القنابل الدخانية المستخدمة في حالات الطوارئ مما يعني ان الرقابة علي هذه المواقع تتمثل في المواجهة الفكرية وتغييب عقول الشباب ومستخدمي الانترنت وتدريبهم لمواجهة افكار الموت والانتحار والعزلة. وأوضح ان العصر الجديد للإرهاب تميز بالدور المركزي الذي تلعبه الانترنت في تشغيل ونقل الخبرات والأفكار بين المجتمعات والأفراد الذين يشكلونها خصوصا بعد النمو الواسع والملحوظ لمواقع بث الكراهية والقنابل الدخانية واليدوية. وأكد ضرورة فرض الرقابة الكافية من قبل الحكومة علي كل ما يقدم من خلال شبكة الانترنت لمنع دخول هذه المواقع التي تتناسب مع المجتمع المصري من خلال انشاء أو تصميم برنامج( شرطة الانترنت) علي الحاسب الآلي تكون مهمته تطهير الانترنت وحجب المواقع الارهابية, ومنع المستخدمين من الحصول علي معلومات غير صحيحة وضارة. وشدد علي خطورة تصنيع القنابل اليدوية في المنازل وتحت بير السلم لتأكد انفجارها في المصنع لها في اي لحظة. الطريق إلي الجاسوسية وقال اللواء نبيل فؤاد الخبير العسكري ان هذه المواقع تخترق عقول الشباب من خلال ارسال رسائل مجهولة ومغرية علي بريدهم الالكتروني لربطهم دون وعي بمواقع القنابل والمتفجرات وأعمال الجاسوسية. وقال إن زيادة معدل التهور عند الشباب العاطلين يدفعهم لتتبع تلك المواقع لمحاولة التجريب والابتكار, قائلا إن ما يصنعه هؤلاء الشباب تحت بير السلم وفي المنازل هو عبارة عن متفجرات مشتعلة تتكون من مسامير, وبرادة حديد وغازات قابلة للاشتعال, وطالب الخبير العسكري الشركات التي تزود الاهالي بخدمة الانترنت بالسعي قدر الامكان في وضع جدار ناري للمواقع الارهابية وتوعية الشباب المستخدم للانترنت بالاستخدام الأمثل للشبكة. وكشف الدكتور محمد فتحي استاذ النفايات الالكترونية ان مكونات صناعة القنبلة اليدوية التي تؤكدها المواقع الالكترونية المتمثلة في مادة يمكن الحصول عليها بسهولة من أصحاب المحاجر الذين يستخدمونها في تكسير الجبال والجرانيت بتصريح من الحكومة, مطالبا الجهات التي تمنح تصاريح للمواطنين ان تحد منها او تقديمها لهم خلال لجنة علمية متخصصة وإدخال التكنولوجيا الحديثة في تكسير الجبال بدلا من الطريقة البدائية حتي نبعد وسائل تكوين القنبلة اليدوية عن الشباب المتطرف. وأكد الدكتور محمد فتحي ان الجماعات الإرهابية التي تهدف إلي نشر فكرة صناعة القنبلة اليدوية تستخدم الفضاء الالكتروني عبر ثماني طرق مختلفة وان كانت متداخلة فيما بينها ذاكرا منها استخدام الحرب النفسية من خلال نشر معلومات ملفقة وتوصيل التهديدات لنشر الرعب واستخدام الصور المريعة لاعمالها عبر الفضاء الالكتروني كوسيط غير مراقب يحمل القصص والصور والتهديدات والرسائل بصرف النظر عن شرعيتها واثرها المحتمل واضاف ان بعض المواقع تقوم بتجنيد وحشد المؤيدين لها من خلال الحصول علي معلومات عن المستخدمين الذين يدخلون علي مواقع هذه التنظيمات الارهابية مشيرا إلي أن هذه التنظيمات الارهابية تقوم بتبادل المعلومات والأفكار والمقترحات عن المستهدفين من الشباب لكيفية اختراقهم وكيفية صنع المتفجرات واستخدامها.