سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
علم فلسطين يزيِّن الأمم المتحدة.. الرقب: خطوة صغيرة نحو إكمال المشوار.. الحرازين: انتصار دبلوماسي وسياسي جديد.. وتل أبيب تعتبر القرار "انتهاكا" لمبادئ المنظمة
"ببكي عليكِ بحرقة يا فلسطين وبصوت واطي بنده صلاح الدين.. يجي يحرر أرضنا الطاهرة من الظلم والظالمين".. كان ذلك بيتًا من بيوت الشعر الذي يجسد صورة من صور الواقع المرير الذي يعيشه الفلسطينيون ورغم ذلك لا ييأسون من محاولات رأب الصدع الذي يسببه الاحتلال الإسرائيلي مستخدمين في ذلك كل الطرق السلمية، حيث طالب الفلسطينيون برفع علمهم بمقر المنظمة الدولي في نيويورك وبالفعل وافقت الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية ساحقة، مساء أمس، على مشروع قرار يتيح للفلسطينيين وللفاتيكان رفع عَلَميهما بمقر المنظمة الدولية في نيويورك، حيث يتيح مشروع القرار للدول المراقبة غير الأعضاء رفع أعلامها إلى جانب أعلام الدول الأعضاء، البالغ عددها 193. أسباب الموافقة: ووافقت على ذلك القرار 119 دولة، وامتنعت 45 دولة عن التصويت وبدأ الأمر بتوشح سيدتين فلسطينيتين بثياب الشجاعة، واقتحمتا اجتماع كونجرس الفيفا ورفعتا علم دولة فلسطين، وقامتا خلال إلقاء بلاتر لكلمته، بالصياح بصوت عالٍ للتصويت لإيقاف وإقصاء الاتحاد الإسرائيلي من الاتحاد الدولي للانتهاكات الغاشمة التي تقوم بها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد الرياضيين الفلسطينيين. وطالب السويسري جوزيف بلاتر رئيس "فيفا" الأمن بإخراج السيدتين، وذكرت التقارير وقتها أنه يوجد العشرات من المتظاهرين الفلسطينيين أمام قاعة الاجتماعات في زيورخ رافعين أعلام فلسطين. تعليقات الخبراء: وفى إطار ذلك قال أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس المفتوحة والقيادي بحركة رفح بشأن هذا الموضوع: إنه يعتقد أنها خطوة ناجحة دبلوماسيًّا، جاءت تتويجًا لجهد عربي دبلوماسي مشترك تحت إشراف الدول الأصدقاء في العالم. وأضاف أننا مصرون على أن ننتزع شرعيتنا من المؤسسات، التي شرعنت قيام دولة إسرائيل، ونريد أن يكون هناك موقف واضح يرجع حقوق الشعب الفلسطيني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي. وأكد الرقب أنها خطوة صغيرة نحو إكمال المشوار للدفاع عن فلسطين وسيتم تكملة الموضوع غدًا في اجتماع لوزراء الخارجية لأكثر من دولة، وسيقدم ضمن المشاريع ملفًا بضرورة وضع حل لاحتلال الإسرائيلي لفلسطين. وقال الدكتور جهاد الحرازين، أستاذ القانون العام والعلوم السياسية والقيادي بحركة فتح: إن قرار الجمعية العامة بالتصويت على رفع العلم الفلسطيني على مبنى الأممالمتحدة بجانب أعلام الدول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة شكل انتصارًا دبلوماسيًّا وسياسيًّا فلسطينيًّا جديدًا في المواجهة مع الاحتلال، وذلك أسوة بباقي دول الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث استطاعت القيادة الفلسطينية أن تضيف ذلك الإنجاز إلى سجل الانتصارات على دولة الاحتلال في طريق تثبيت الحق الفلسطيني، وكإحدى الخطوات نحو الحرية والاستقلال، حيث شهد تصويت الجمعية العامة نحو قرار رفع العلم الفلسطيني الذي اكتسب موافقة 119 دولة ومعارضة 8 دول فقط منها ما هم ليس بمذكورين على الساحة الدولية، الأمر الذي شكل ضربة وخسارة للاحتلال وداعميه في المجتمع الدولي الذي وقف بجانب الحق الفلسطيني علمًا بأن الدول الأعضاء هم فقط الذين ترفع أعلامهم أمام مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، أما الدول غير الأعضاء أو بصفة مراقب لا ترفع أعلامهم. وأضاف الحرازين أنه رغم ذلك استطاعت الدبلوماسية الفلسطينية والمدعومة عربيًّا أن تسجل سابقة في تاريخ منظمة الأممالمتحدة من خلال اتخاذ قرار برفع العلم الفلسطيني أمام مقر الأممالمتحدة رغم أن فلسطين هي دولة عضو بصفة مراقب، مع التأكيد على أن هذا الأمر سيتم في نهاية هذا الشهر بحضور الرئيس الفلسطيني وإلقاء خطابه بالجمعية العامة للأمم المتحدة في ال30 من هذا الشهر. وأشار الحرازين إلى أن رفع العلم الفلسطيني يشكل نصرًا جديدًا وهو إحدى الخطوات التي ستتبعها خطوات أخرى وصولا إلى رفع العلم الفلسطيني على مآذن وكنائس القدس الشريف وصولا للحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، فالقيادة الفلسطينية مستمرة بخطواتها في كل المحافل وبدعم عربي لمواجهة الإجراءات الاحتلالية وإنهاء الاحتلال للأرض الفلسطينية وتتويج هذا الأمر بدولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشريف. جدل كبير في تل أبيب وأثار القرار الذي يسمح برفع العلم الفلسطيني فوق مبنى الأممالمتحدة هذا الشهر، حفيظة إسرائيل، التي وصفت الخطوة بأنها "انتهاك" للمبدأ المتعارف عليه بالأممالمتحدة برفع علم الدول الأعضاء فقط وطالب سفير إسرائيل في الأممالمتحدة رون بروسر، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة سام كوتيسا، إلى منع هذه الخطوة بجانب تقديم شكوى بشأن المبادرة الفلسطينية إلى الأمين العام وإلى الأوغندي سام كوتيسا، رئيس دورة الجمعية العامة للعام الحالي، جاء فيها "إنه على مدى 70 عامًا لم ترفع الأممالمتحدة سوى أعلام الدول ذات العضوية الكاملة، وأن الفلسطينيين لم يعقدوا ولو جولة مشاورات واحدة بشأن مشروع القرار الذي تقدموا به"، وقال بروسور: إن المبادرة "تسيء استخدام السلطة الفلسطينية للأمم المتحدة مرة أخرى"، متهما الفلسطينيين أيضًا بتضليل الدول الأعضاء من خلال ادعاء بأن هذه مبادرة مشتركة مع الفاتيكان.