تحل، اليوم الأربعاء، الذكرى الأولى للتكريم الأممي لأمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بتسميته "قائدا للعمل الإنساني" ودولة الكويت "مركزا للعمل الإنساني". وقد أقام بيت الأممالمتحدة لدى الكويت احتفالية رسمية بتلك المناسبة، صباح اليوم، أعلن خلالها إطلاق اسم أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على مبناه الخاص ليصبح "مبنى الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح للعمل الإنساني"، بحضور ولي العهد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ورئيس الوزراء الكويتى وممثل الأممالمتحدة لدى الكويت وعدد من الوزراء، بالاضافة إلى عدد كبير من السفراء المعتمدين لدى الكويت. ويأتي الاحتفاء بالتكريم الأممي لدولة الكويت بمثابة تتويج لمسيرة العمل الخيري الكويتي حول العالم، حتى بات هذا الجانب من أبرز الركائز الفعالة والناجحة للسياسة الكويتية الخارجية. وقد قدمت الكويت النموذج الأمثل والتطبيق العملي لمفهوم ومعنى العمل الإنساني الذي يقوده أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح قائد العمل الانساني من خلال دعمها للشعب السورى في محنته الإنسانية؛ من خلال استضافة الكويت لثلاث مؤتمرات دولية خلال الأعوام الثلاثة الماضية لدعم الوضع الإنساني للشعب السوري، وتصدرت خلالها قائمة المانحين الدوليين سواء على المستوى الحكومى أو الأهلي. وقد ركزت الكويت منذ عقود على تقديم يد العون والمساعدة لكافة البلدان المحتاجة بعيدا عن المحددات الجغرافية والدينية، واتخذت قرار عام 2008 بتخصيص 10% من إجمالي مساعداتها الإنسانية للدول المتضررة من الكوارث الطبيعية، كما أنها ضاعفت بشكل طوعي مساهماتها لعدد من الوكالات والمنظمات الدولية ودعمت العديد من الدول لتحسين وضعها الإنساني؛ ففي المؤتمر الأول للمانحين لدعم الشعب السورى، والذى استضافته الكويت في عام 2013 بلغ إجمالي التبرعات المليار ونصف المليار دولار أمريكي، وساهمت الكويت بمبلغ 300 مليون دولار منها. ورفعت الكويت قيمة تبرعاتها في المؤتمر الثاني الذي استضافته عام 2014 إلى 500 مليون دولار، بينما وصل إجمالي قيمة التعهدات الدولية في نهاية المؤتمر إلى 4ر2 مليار دولار. وأعلنت دولة الكويت في المؤتمر الثالث في نهاية مارس الماضي عن تبرعها بمبلغ 500 مليون دولار من إجمالي التعهدات الدولية المعلنة والتي بلغت 8ر3 مليار دولار. وفيما يخص القضية الفلسطينية، فقد نالت مكانة بارزة في الجهود الكويتية الإنسانية رسميا وشعبيا وأعلن أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في يناير 2009 تبرع الكويت بمبلغ 34 مليون دولار لتغطية احتياجات وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، كما تبرعت الكويت في شهر مارس 2009 بمبلغ 200 مليون دولار للسلطة الفلسطينية دعما لبرنامج إعادة إعمار غزة. وشهد عام 2012 إعلان الكويت توقيع اتفاقية مع البنك الدولي تساهم بموجبها بمبلغ 50 مليون دولار لدعم البرنامج الفلسطيني الحالي للإصلاح والتنمية في البنك الدولي وانطلقت عام 2014 حملات إغاثة تضمنت عشرات الشاحنات التي تحمل مساعدات إلى أهالي غزة المنكوبين جراء العدوان الإسرائيلي. ومنذ اندلاع الأزمة اليمنية فقد سارعت دولة الكويت إلى تكثيف جهودها الإنسانية في اليمن عبر حملات المساعدات لإغاثة المنكوبين من تدهور الأوضاع، وكان لكل من الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية وجمعية الهلال الأحمر الكويتية دور بارز في إطلاق العديد من الحملات الإنسانية، وخصوصا مع انطلاق عملية عاصفة الحزم العسكرية ومن بعدها عملية إعادة الأمل. وعلى الصعيد العالمي، أبدت الكويت حرصا كبيرا على إغاثة الدول المنكوبة التي تعرضت إلى كوارث طبيعية؛ فحين ضرب إعصار (سيدر) جمهورية بنجلادش في نوفمبر 2007 وتسبب في قتل وجرح آلاف الأشخاص، تبرعت دولة الكويت وبتوجيهات من أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح بمبلغ 10 ملايين دولار بصفة عاجلة لإغاثة هذا البلد في مأساته. وعقب تعرض اليابان لزلزال وتسونامي في مارس 2011 تبرعت الكويت بتقديم خمسة ملايين برميل من النفط الخام أي ما يعادل حينها نحو 500 مليون دولار لليابان. ومدت الكويت يد العون للصومال، وقامت في يوليو 2011 بإرسال مساعدات إغاثية بقيمة 10 ملايين دولار للمساعدة في التخفيف من آثار الجفاف والمجاعة التى تعرض لها، كما ساهمت عام 2012 بمبلغ 250 ألف دولار لدعم ضحايا زلزال (فان) في تركيا، وذلك من خلال صندوق الأممالمتحدة للطفولة (يونيسيف). وحين تعرضت الفلبين إلى إعصار (هايان) الذي ألحق دمارا واسعا فيها في عام 2014 أعلنت الكويت عن تبرعها بمبلغ 10 ملايين دولار لمساعدة الشعب الفلبيني المتضرر. وعند تفاقم أزمة فيروس (إيبولا) وانتشاره عالميا في أغسطس 2014 قررت دولة الكويت التبرع بمبلغ خمسة ملايين دولار لتمكين منظمة الصحة العالمية من التعامل مع أزمة انتشار الفيروس. وانطلاقا من الدور الانساني المتميز الذى تقوم به دولة الكويت بقيادة أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح فقد حظى التكريم الأممي بإشادات دولية وإقليمية ومحلية واسعة من قبل كبار القادة ومسئولي المنظمات والشخصيات العالمية، الذين ثمنوا الجهود المتميزة وغير المسبوقة في العمل الإنساني الدولي.