جاء تحذير الرئيس عبد الفتاح السيسي من( حرب المعلومات والحرب النفسية)ليقينه المطلق بأنها تدمر دولًا، مشددًا على ضرورة دراستها ومواجهة أخطارها وتطور التاريخ العسكري للحروب يرصد الوصول إلى محطة "حرب المعلومات"، التي تدور رحاها عن بعد لا برًا أو بحرًا أو جوًا، ولكن عبر أجهزة إلكترونية باتت في متناول الجميع، وبين أيديهم صغارًا وكبارًا، أجهزة تستحوذ على شغفهم واهتمامهم على مدى ساعات اليوم، وتجعل الوصول إلى عقولهم وتشكيل أفكارهم أمرًا يسيرًا. باتت المعلومة في هذا العصر كنزًا عظيمًا وهامًا لاسيما في ظل التقدم المذهل في تكنولوجيا المعلومات، كما أصبحت سلاحًا جبارًا يغني عن أشد الأسلحة فتكًا دون الحاجة إلى التضحية بجنود أو عتاد، ولأن امتلاك المعلومة يشكل قوة لصاحبها، فإن التجسس والعدوان عليها وتخريبها يفرض توفير قدر من الحماية يتناسب مع مستوى أهمية المعلومات. و من هنا تبرز خطورة حرب المعلومات، فهي حرب ليست في حاجة إلى جنود أو بنادق أومدافع أو حتى فيروسات أوالمواد الكيميائية والنووية، فقط كل ما تحتاج إليه شبكة نظم معلومات متطورة للغاية تخترق ولا تُخترق، وهدفها الأسمى استهداف الخصم في حرب نفسية تديرها بكفاءة واقتدار مستندة في ذلك على أحدث التطورات في هذا المجال. وحرب المعلومات مصطلح يستخدم لوصف استخدام وإدارة المعلومات للحصول على ميزة تنافسية على العدو، وقد تتضمن جمع المعلومات الإستراتيجية، والتأكد من صلاحيتها ودقتها، ونشر دعايات أو معلومات خاطئة لإحباط العدو أو الشعب، والتقليل من نوعية المعلومات التي توجد لدى العدو والعمل على تقليل فرص جمع العدو للمعلومات، وتدار هذه الحرب عن بعد حيث لا تعتمد على الأسلحة التقليدية المعروفة، وهناك أسلحة متنوعة تستخدم لتنفيذها مثل فيروسات الحاسوب، والديدان، وأحصنة طروادة، والقنابل المنطقية، والأبواب الخلفية، والرقائق، والماكينات والميكروبات فائقة الصغر، والاختناق المروري الإلكتروني، وبعض الألعاب الإلكترونية. ومن الممكن أن تحدث هذه الحرب على مستوى الأشخاص والشركات، أو على المستوى العالمي، والساحة التي تدور فيها رحاها تشمل جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية فهي ليست محصورة في النطاق العسكري، وإنما هي أداة خرجت من رحم الجيل الرابع للحروب، وفيها تستخدم نظم المعلومات في الهجوم والحماية في ذات الوقت، ويشمل الهجوم استغلال وتخريب وتدمير وتعطيل معلومات الخصم وعملياته المبنية على المعلومات ونظم معلوماته وشبكات حاسبه الآلي، فيما تمتد الحماية إلى كل تلك الآليات من هجوم الخصم لإحراز السبق، والتقدم على نظمه العسكرية والاقتصادية. وتنقسم حرب المعلومات إلى سبعة أقسام (القيادة والسيطرة - الحرب الاستخبارية - الحرب الإلكترونية - حرب العمليات النفسية - حرب قراصنة المعلومات - حرب المعلومات الاقتصادية - حرب المعلومات الافتراضية)، كما تنقسم إلى ثلاث مستويات (الشخصية - المؤسسية - والعالمية). وفي حرب المعلومات الشخصية يتم الهجوم على خصوصية الأفراد ونشرها عبر شبكة الإنترنت والتلصص على البريد الإلكتروني، أو تلفيق تهم كاذبة لشخصيات مشهورة عند مجتمعاتها وغيرها من الأعمال التخريبية والتطفلية التي تستهدف اغتيال الأفراد أدبيًا. فيما تدار حرب المعلومات المؤسسية بين الشركات المنافسة عالميا، حيث تسعى كل شركة إلى تعطيل المنافس لها وتهديد أسواقه، مما يدفع الشركات إلى الاستثمار في أنظمة إلكترونية تسمح لها باختراق قاعدة بيانات الشركات المنافسة لسرقة بحوثها أو استبدال بياناتها ببيانات زائفة، أما حرب المعلومات العالمية تحدث بين الدول وبعضها البعض، وتشنه القوى الاقتصادية العالمية ضد بلدان بعينها، لسرقة أسرار الخصوم أو الأعداء وتوجيهها ضدها. ونتيجة لتنامي ظاهرة العدوان على البيئة المعلوماتية وتعدد اتجاهاته ليطال (البرامج - الأجهزة - الاتصالات - المعلومات) برز أمن المعلومات ليشكل مجموعة الوسائل والطرق المعتمدة للسيطرة على كل أنواع المعلومات وحمايتها من أوجه العدوان المختلفة مع الحرص على عدم المبالغة التي قد تؤثر على عنصر الأداء وكذلك عدم التساهل في الإجراءات الأمنية بشكل لا يكفل الحماية الواجبة. و ظهرت تقنيات متعددة في هذا المجال من الضروري توافرها لحماية المعلومات، إضافة إلى أهمية العنصر البشري ودوره الفعال في حماية المعلومة وذلك بالتزامه بالسلوك الصحيح وابتعاده عن الإهمال والأخطاء.