«لن نتعرض للتحرش بعد اليوم، لن نعانى من الاستغلال، لن تلاحقنا نظرات سائقى التاكسى والميكروباص، لن نكون لقمة سائغة فى شوارع المدينة».. شعارات رفعتها «ريم فوزى» فى وجه مخاوف السيدات من النزول للشوارع العامة، قررت أن تطمئن ليرددن فى أنفسهم بقوة: «لقد خلقنا الله أحرارًا فلن نتعرض للتحرش بعد اليوم». صدقت النية والعزم، واطلعت على تجارب «تاكسى البنات» فى عدد من الدول الأوروبية، وراقبت نجاح المشروع فى ثلاث دول عربية «قطر، الإمارات ولبنان»، وارتسمت حدود المشروع فى مخيلتها، فلازمتها الابتسامة حتى وإن تحدثت عن بداية فكرة مشروعها بكل حزن، تقول: «مصر مصنفة عالمياً كثانى دولة فيها تحرش، الخوف والرعب اللى كنت بشوفه فى عيون البنات والستات هو اللى شجعنى إنى أطبق المشروع فى مصر خصوصا إنه مش بدعة وأنه تم تطبيقه فى أكثر من دولة عربية والفكرة نجحت». «أى بنت تحب البمبى وتحب تشوفه وتلبسه».. سبب توضح به «ريم» سبب اختيار اللون الوردى ليكون عنوان المشروع وتوضح: «منفذو المشروع فى الدول الأوروبية فكروا صح، واختاروا اللون البمبى، وإحنا كمان هنعمل زيهم هنخلى التاكسى بمبى وكمان السواقات هيلبسوا تيشرتات بمبى، علشان يكون مبهج ومريح نفسيًا للستات». تبتسم «ريم» فى محاولة لتذكر كيف وقع اختيارها على السائقات اللاتى يخضعن لفترة التدريب حالية، وتقول: «كان فيه معايير لاختيار الستات اللى هتشارك فى الموضوع، أهمها السن يكون من 25 ل45 سنة، ويكون معاها رخصة قيادة، لأن إحنا مش هنعلمها السواقة، ولازم تكون بتعرف تسوق علشان الرجالة يبطلوا يقولوا الستات مبتعرفش تسوق وبتوقف الشارع، وأكتر شرط كان بيضحك الناس ويخليهم يتريقوا علينا هو اشتراطنا أن تجيد السائقة اللغة الإنجليزية، وتكون الأفضلية لمن يتحدث أكثر من لغة، الناس كانت فكرانا بنهذر لكن التاكسى هينقل سائحات أجنبيات علشان كده اشترطنا معرفة السائقات للغة الإنجليزية». «ست واحدة بنخاف عليها فما بالنا لو كانوا اتنين وراكبين تاكسى لوحدهم وفى منطقة مقطوعة يبقى عليه العوض».. كان هذا هو أحد الاعتراضات التى واجهت «ريم» أثناء تنفيذ مشروعها، لكنها أكدت أنها خططت للخروج من تلك المشكلة، توضح «عنصر الأمان أهم حاجة وتم تدريب السائقات على أساليب الدفاع عن النفس وبدائيات تصليح السيارة، وإعطاؤهم كورس للإسعافات الأولية، وتزويد كل تاكسى بجهاز تتبع لمعرفة مكانه، وإمكانية تعطيله فى أى وقت يتعرض له لأى مشكلة، من خلال الأقمار الصناعية، ومراقبة التاكسى بالكاميرات من الداخل، وكل سيدة تختار البمبى هتبقى عارفة إنها بتتصور، ومش هتمانع لما تعرف إن ده من باب الأمان، وكمان نجحنا فى تكوين فريق أعطال موزع على المناطق اللى هنبدأ شغل فيها، يتوجه فى أى لحظة إلى التاكسى المعطل ويعيد تشغيله». وتتحدث «ريم» عن الجانب المادى فى المشروع وتذكر: «هدفنا نشجع الستات على دخول تجربة جديدة سواء سائقة التاكسى أو السيدات اللى هيستخدموا تاكسى البنات، وتقديم الخدمة المميزة هيعتمد على عدم زيادة أسعار التاكسى عن الطبيعى، وستكون الأسعار فى متناول الجميع، ومرتبات السائقات مرضية إلى حد كبير». «هنحاول نحمى البنات فى كل المحافظات مش فى القاهرة وبس».. جملة طمأنت بها «ريم»، الفتيات فى كل محافظات مصر، فالمشروع لن يقتصر على القاهرة فقط، بل سيمتد ليغطى بقية المحافظات: «بعد ما نخلص التصريحات هنغطى مصر كلها، وقسمنا الجمهورية لأربع مراحل، الأولى فى القاهرة الكبرى، الثانية فى الإسكندرية والدلتا، الثالثة فى شرم الشيخ والغردقة، والرابعة فى الصعيد».