المرأة يمكنها أن تغفر لمن تحب كل شيء وأى شيء إلا الخيانة، لأنها تحفر بداخلها جرحا غائرا لا يمكن للأيام مداواته. الكلمات تلخص حكاية فاتن، زوجة فى الثلاثين من عمرها والتى رفعت مؤخرا قضية خلع ضد زوجها بسبب خيانته لها، وأمام محكمة الأسرة وقفت فاتن تروى بدموعها حكايتها فقالت : «عملت منذ صغرى لأساعد أسرتى البسيطة، ورغم بساطة حالنا إلا أن الله وهبنى جمالا لفت انتباه شباب الحى الشعبى الذى أسكن به، ومنهم الرجل الذى تزوجت به فيما بعد، حيث كان يسكن بجوارنا مباشرة، وظل يطاردنى بكلماته المعسولة حتى وقعت فى غرامه وتعلقت به، وطلب منى التقدم لأسرتى لطلب يدى فطرت فرحًا، وبالفعل تقدم لأسرتى طالبا الزواج بى، إلا أن والدى رفض بحجة أنه لا يصلح لى وأن سمعته فى الحى الذى نسكن فيه سيئة». وواصلت فاتن رواية حكايتها بعينين دامعتين فقالت: «صممت على الارتباط بالحبيب الذى اختاره قلبى، وأقدمت على الانتحار لكن أسرتى أسرعت بحملى إلى المستشفى وتم إنقاذي، ولم تجد أسرتى بُدًا إلا الموافقة على رغبتى بالزواج من الشخص الذى اختاره قلبى، حيث تمت خطبتنا التى استمرت لشهور بعدها تزوجنا، ومرت الشهور علينا فى سعادة زاد منها مجىء طفليّ «يوسف ونسمة» وتمنيت من الله أن يديم علىّ سعادتى مع زوجى وطفليّ. وأضافت فاتن قائلة: «ورغم قسوة الحياة إلا أننى كنت راضية، وحاولت جاهدة مساعدة زوجى فخرجت للعمل، وفى يوم ما عدت مبكرة إلى المنزل ، فتحت باب الشقة وتوجهت إلى غرفة نومى وكانت صدمتى حينما رأيت زوجى فى أحضان امرأة أخرى على سرير نومى، أغشى علىّ من الصدمة وحينما أفقت كانت هى بالطبع قد هربت، أما زوجى الخائن فحاول جاهدا استرضائى وطلب الصفح منى، إلا أننى رفضت وطلبت منه تطليقى فرفض ، لذلك لم أجد مفرًا إلا التوجه إلى محكمة الأسرة طالبة الخلع منه، لأن المرأة يمكنها أن تسامح رجلها على كل شيء إلا الخيانة».