كل رؤساء مصر «ملوثون».. والنخبة «ودت البلد في داهية» «هيكل» لا يمتلك كاريزما ولا معلومات وعندما أتابع حديثه لدقائق «بنام» القضية الفلسطينية «تمثيلية».. وأقول لأصحابها «اخرجوا من مصر وروحوا حرروا أرضكم» قالت الكاتبة الصحفية لميس جابر، إن الإعلام المصرى تحول ل «سبوبة»، وإن توفيق عكاشة أنزه إعلامى مصرى لصدقه فى الحديث، مؤكدة أن نفس النخبة الإعلامية التى مجدت الرئيس مبارك وذمت فيه بعد رحيله هى نفس النخبة التى تمجد حاليًا فى الرئيس السيسى. ووصفت «جابر»، خلال حوارها ل «البوابة»، القضية الفلسطينية ب «التمثيلية»، مؤكدة أن احتلال الأرض المقدسة سببه الفلسطينيون الذين لديهم رغبة دائمة فى استيطان المنطقة التى يدخلونها، كما تحدثت عن دفاعها عن الرئيس مبارك، وحال النخبة المُثقفة فى مصر. ■ كيف ترين حالة الفوضى الإعلامية المنتشرة الآن؟ - الإعلام المصرى تحول ل«بيزنس وسبوبة»، ونفس النخبة الإعلامية التى مجدت الرئيس الأسبق مبارك وذمت فيه بعد رحيله، هي التى تمجد حاليًا فى الرئيس السيسى، لذلك أجد توفيق عكاشة أنزه إعلامى مصرى، لصدقه فى الحديث، فهو صاحب طُعم السيسى الذى ابتلعته الجماعة حين حذر طنطاوى من الإطاحة به من قِبل مرسى ليتولى عبدالفتاح بدلًا عنه، ومرن الجماهير على النزول ل 30 يونيو من خلال سفره بالمحافظات. ■ ما تحذيرك للرئيس السيسي؟ - حذرت «السيسي» من قبل أثناء لقاء المثقفين فى يوم الصمت الانتخابى، وأخبرته نصًا «الشعب المصرى له طلعات أشبه بالمعجزات.. ولكن الشعب كاذب يقول بالروح بالدم وساعة الجد لا روح ولا دم ولا حتى بُق ميه»، وربما هو موروث شعبى نتيجة لتوالى فترات الاحتلال علينا. ■ وماذا عن نخبة المثقفين؟ - «النخبة المثقفة زى قلتها، وهى اللى موديه البلد فى داهية»، فالوفود الفنية والإعلامية ونخب المثقفين تسىء للسيسى أكثر ما تفيد، فالشعب يريد رؤيته مع الخواجة لا رؤية صور تذكارية للنجوم. ■ لماذا يكون هناك تسخير إعلامى فى ظل حرية الرأى الحالية؟ - حقيقة الأمر أن الحرية جاءت قبل الثقافة، مثل الدول العربية التى جاءتها أموالا قبل الحضارة، فأصبحت دولًا مستهلكة لا تعمل إلا حديثًا، ربما يكون الشعب المصرى مهيأ للحرية ولكن الإعلام مازال غير مهيأ ومازالت المهنة «أكل عيش»، فى خلال 4 سنوات تغيرت أنظمة والوجوه الإعلامية المتقلبة مستمرة حتى أصيب الشعب بالتشبع من الحالة السياسية عامة «وسبوبة التوك شو هتقع قريب مش هتكمل». ■ ما سبب دفاعك المُستمر عن مبارك؟ - لا أدافع عن مبارك، فكل الرؤساء ملوثون منذ عهد جمال عبدالناصر وصولا للسادات ومبارك، ولكن هناك ظاهرة غريبة تحدث الآن وهى تمجيد غير مفهوم لحقبة ناصر ووصفه بالبطل ومُعاداة السادات ومبارك، رغم أن التاريخ يقول إن هذا النظام سقط فى نكسة 5 يونيو 1967 بعد احتلال ثلث مصر، فهناك قلب مفاهيم مُحير، السادات كان بطل حرب، ومبارك كان بطل حرب أيضًا، ولم يكن من اللائق إهانته بتلك الطريقة. ■ ولكن السادات ومبارك أخذ عليهما التعاون مع جماعة الإخوان؟ - دائما الشخص صاحب الإنجاز العظيم يكون خطؤه بقدر إنجازه، وهو ما حدث مع السادات، بقدر عظمة الانتصار فى حرب أكتوبر، كانت غلطته العظيمة فى إعادة الإخوان مرة أخرى، ولكنه لم يكن ينتمى للإخوان مثلما أشيع، فهو الوحيد الذى رفض أن يعطى العهد للبنا فى وقت أعطى عبدالناصر العهد للمرشد العام للإخوان، وما حدث فى عهد السادات، كان انقلابا واضحا نجح مبارك فى تحجيمه. ■ ولكن مبارك متهم بالتعاون السياسى مع الجماعة؟ - بعد المُصالحات التى قام بها حبيب العادلى وقضائه تمامًا على الجماعات الجهادية، حاول مبارك امتصاص الجماعة بإدخالها فى الحياة السياسية، وليس لعمل مواءمات وما حدث فى 2011 من ركوبهم موجة الثورة يؤكد ذلك، فكان هناك مُخطط لما يُسمى الربيع العربى وبنت أمريكا حلم التقسيم على تلك الجماعات، فلم يكن من الطبيعى أن تكون الثورات العربية ذات أصولية دينية متطرفة. ■ لكنك تقابلتِ مع مبارك بعد ذلك؟ - كانت مقابلتى قبل إعادة محاكمته فى قضية قتل المتظاهرين بمستشفى المعادى العسكرى، وأكد أنه لم يتعرض لضغوط من أجل التنحى كما أشيع، وكانت الأطروحات وقتها أن يتنازل لعمر سليمان نائبه عن صلاحياته أو التنازل عن الحكم للقوات المسلحة ورأى الاختيار الثانى الأنسب لثقة الشعب فى الجيش المصري. ■ وماذا دار بينكما؟ - سألته «إيه رأيك فى الشعب اللى كان بيهتف بالروح ودم»، أجابنى حرفًا «عمرى ما صدقتها»، وتحدثنا عما انتشر عن خيانة المشير محمد طنطاوى له وتسليمه للإخوان، وأكد لى أنه لم يحدث وقال «طنطاوى خواف وخاف يبقى زيي»، وكان يرى أن الفريق أحمد شفيق انقضت مرحلته على أن يكون رئيسًا، وأن الفترة الحالية تصلح للفريق السيسى وقالى «مفيش غيره يقدر يشيل الشيلة دي». ■ وماذا عن لقائك مع سوزان مبارك؟ - التقيت بها مرتين، وكانت المرة الأولى فى أسوأ حالاتها، وكانت صحتها سيئة بشكل كبير، ولم يقابلها أحد فى تلك الحالة غيرى، وكانت ممتلئة بالحزن على زوجها وابنيها فى السجن، كما نفت ما نُشر عن حجم ثروتها وأنها لا تمتلك جنيها ولا يوجد شيء مسجل باسمها، وتألمت لمحاولات إدخالها السجن ما أصابها بأزمة قلبية استدعت إجراء قسطرة بالقلب، وسألتها عن دعمها لوصول جمال للحكم وما أثير عن التوريث وقالت «جمال مكنش ينفع لأنه مش عسكري» وأكملت أنه وقتما أثير ذلك قال لها مبارك «ده الشعب يموتنى لو جمال حكم وهو مش عسكري»، فكان على قناعة دائمة أن مصر لا يحكمها إلا شخص مُنتمٍ للجيش. ■ لماذا قال لك عمر سليمان إنه تألم من خطاب مبارك الثاني؟ - التقيته مرتين، وروى لى فى المرة الأولى تفاصيل خطاب التنحى، فكان الاتفاق أن يتم التنازل عن جزء من صلاحيات مبارك له، وكان من المفترض أن يعلن ذلك فى الخطاب الثانى، ولم يكن سليمان على علم بالتغيير الذى حدث وتفاجأ بالخطاب على الهواء، وحين سأله عمر عن سبب تغيير الاتفاق قال له مبارك «أنت مستعجل على إيه عمر»، وقال لى سليمان «حزنت كما لو أنى طامع فى السلطة»، إلا أن مبارك كانت وجهة نظره أن القوات المسلحة القادرة فى تلك الفترة على تحمل الوضع. ■ وهل توقع وصول الإخوان للحكم؟ - لم يكن يتوقع وصولهم للحكم، وقال لى «الإخوان هيحكموا فى حالة واحدة لو الناس مفتحتش عينها»، وقال سأعمل مع الإخوان إذا وصلوا للحكم وسأعمل مع غيرهم، وكانت نظريته أنه يستطيع حماية البلد وعينه فى الداخل وليس خارج المنظومة السياسية والمطبخ السياسى، وحقيقة أنه كان «قليل الكلام وكثير الإنصات». ■ لماذا دافعتِ عن حبيب العادلي؟ - لأنه رجل نزيه وحقق الأمن لمصر سنوات، وما قيل إنه حول مصر لدولة بوليسية غير صحيح، وإلا ما انتشرت الصحف الخاصة والقنوات الفضائية التى هاجمت النظام وقتها. ■ ننتقل لهيكل وخلافك معه حول التأريخ السياسي؟ - حقيقة إننى لا أستطيع أن أشاهد محمد حسنين هيكل أكثر من خمس دقائق «بسرح وبنام»، فهو لا يمتلك كاريزما ولا معلومات، وتاريخيًا فإن الحسنة الوحيدة التى قدمها للوطن «مقالات التعمية» وكانت مهمة أسندت له من قبل السادات، لتصدير صورة وهمية عن عدم مقدرة الجيش على المُحاربة، وبعد أن انقلب سجنه السادات فكتب له «خريف الغضب». ■ هل أساء هيكل للتاريخ؟ - لم يسئ له فقط بل «أهطل التاريخ» من خلال روايات كاذبة بينها تورط السادات فى قتل عبدالناصر وبعدها تورط مبارك فى قتله، وتهكمت عليه قائلة «النائب أولى من غيره»، فهو يعمل بوثائق غير معلومة المصدر، ثم يذهب ل «الجزيرة» ليأخذ أموالًا طائلة مقابلة التحدث ضد مصر، والآن يتركهم ليجد غيرهم. ■ هل هناك دليل على تزويره لوقائع تاريخية؟ - هيكل صاحب «اللى تغلب به العب به»، ولا أمان له، فهو من سجن معلمه مصطفى أمين، وقدمه كبش فداء لعبدالناصر بعد أن تعلم الصحافة على يديه، ودليل على أنه لا يمتلك مبادئ أنه فى 11 فبراير عام 1952 نشر فى مجلة المصور عنوانا يُجامل فيه الملك فاروق «لك فى قلبي عرش يا مليكي» لينقلب عليه فى أكتوبر عقب الثورة بنشر صورة لابنته فريال وهى بالمايوه تحت عنوان «الملك الفاجر يعرض ابنته على الأثرياء العرب»، ولم يكن من المُقربين لعبد الناصر كما زعم بل ركب الثورة مثل الإخوان. ■ لماذا هاجمتِ الفلسطينيين بمصر وطالبتِ برحيلهم؟ - لأن لديهم رغبة دائمة فى استيطان المنطقة التى يدخلونها، وهذا ما ضيع القضية الفلسطينية لسنوات، فهم دائمو البحث عن وطن بديل بعيدا عن فلسطين، فى سيناء أو الأردن أو لبنان دون التفكير فى استرداد الأرض الفلسطينية ولكنهم يفرغونها لإسرائيل. ■ ولكن هناك فرقا بين حماس وفتح؟ - لا يوجد فرق الجميع يُتاجر على حساب القضية، ياسر عرفات كسب الكثير من ورائها وأسلافه تبعوه، استمرار الاحتلال الإسرائيلى يعنى استمرار ضخ الأموال للمنظمة، بعد قتل إسرائيل طفلًا فلسطينيًا وجهت حماس صاروخين لمصر، إلا تعرف أين تقع القدس التى تهتف لها «رايحين شهداء بالملايين». ■ هل يعنى أنك ضد تبنى القضية الفلسطينية عربيًا؟ - أصحاب القضية باعوها لماذا نتبناها نحن، العالم وضع إسرائيل على الخريطة ومازلنا نضع فلسطينالمحتلة، أين فلسطين ما تبقى منها غزة والضفة الغربية، والمستوطنات قضت على أرض فلسطين، ولا أدعو للتعاون مع إسرائيل، ولكن الواقع يفرضها علينا ولابد أن نرتضى بذلك «العرب أحسن ناس تحط راسها فى الرمل لغاية ما يتقسموا»، نعيش فى تمثيلية اسمها القضية الفلسطينية وأقول لهم «روحوا حرروا أرضكم واخرجوا من مصر». ■ هل تحتاج مصر رئيسًا دكتاتورًا؟ - فات الوقت لنكون دولة ديكتاتورية، ولكن سيأتى اليوم الذى تخرج فيه مظاهرات تطالب بإسقاط الديمقراطية، فلا توجد أنظمة مُقدسة، فنحن نبيع الديمقراطية بنظام الثلاث ورقات، و«البلد مش هتتعدل إلا بالعين الحمرا» من خلال تطبيق القانون بشكل حاسم، وتغيير الدستور العار الذى وضعته النخبة المثقفة مع أول برلمان منتخب. ■ وماذا عن المُطالبات برحيل حكومة محلب؟ - لا أتصور أنه مطلب سليم، فلابد من الإبقاء عليها حتى بعد انتخاب برلمان جديد، فلا يوجد رئيس وزراء فى العالم يحقق نتائج ذهبية بعد عامين من توليه، ولكن الشعب المصرى «عايز يصحى يلاقى كل حاجة متوفرة دون جهد»، وهذا أمر غير طبيعى، محلب حقق الكثير من الإنجازات، ولابد من إعطائه الفرصة كاملة. ■ باعتبارك كاتبة، كيف تابعت أزمة وزارة الثقافة؟ - «النخبة المثقفة مودية البلد في داهية»، اتهموا عبدالواحد النبوى أنه ينتمى للإخوان، وهو كان يدير دار الوثائق، وما أمارة المثقفين لاختيار الوزير، حقيقة الأمر أن وزير الثقافة لا يعمل للمثقفين ولكن لغير المثقفين، وإن كان ضعيفًا سيرحل، فمهمة الوزارة ليست التثقيف بل هى مهمة وسائل الإعلام والصحافة.