"أنا بقالي 40 سنة في حلقة السمك، بسيب عيالي الساعة 3 الفجر كل يوم في حمى المولى العزيز الحكيم وببدأ الشغل"، وتشطيب الشعل حسب الرزق، لأننا على باب الله".. بهذه الجملة بدأ عم علي التركي الصياد وبائع السمك في منطقة بحري بالإسكندرية حديثه مع "البوابة نيوز". يسرد التركي تفاصيل يومه، يقول إنه يبدأ يأتي من منطقة العجمي على البحر فجرا منتظرا إذن دخول البحر من السواحل، ثم يبدأ الصيد حتى الساعة 7 صباحاً، ثم يذهب إلى حلقة السمك لبدء المزادات. يضيف: "تشطيب السمك حسب الرزق، ممكن أرجع البيت الساعة 10 الصبح وساعات بفضل في حلقة السمك لغاية المغرب، لأننا بنشتغل اليوم بيومه". يتابع: "إننا بقالي 40 سنة في حلقة السمك بمنطقة بحري، لكن الفرق بين أيام زمان والآن كبير، لأن أيام زمان كان فيها خير، يعني أنا حضرت سعر سمك المياس بجنيه ونص للكيلو، دلوقتي سعره وصل ل70 جنيها". يشبه عم علي أسعار السمك بأسعار الذهب: "يوم فوق ويوم تحت، يعني لما المراكب بتكون كتير يبقى الرزق كتير والسمك يرخص، ولما يكون دخول المراكب ضعيف يبقى السمك غالي في الأسواق". ويشير التركي إلى أن "الزبون زمان كان بيشتري سمك ليه ولأهله وحبيبه، أما الآن الزبون بيشتري كيلو أو اثنين، وذلك نظراً لارتفاع سعر الأسماك". ويضيف أن المصطافين هذا العام لم يشتروا سوى سمك البوري والبلطي لاستقرار أسعارهم، ولكن أسماك البحر مثل الجمبري، وكابوريا، وثعابين، لم يشتروها نظرا لارتفاع سعرها وعدم استقراره. وعن الموجة الحارة وتأثيرها على عمله يقول: "الحر لا يؤثر على طبيعة عملنا، لأن الثلج يحفظ السمك لمدة أسبوع، ولذلك لا يشغلنا ارتفاع درجة الحرارة". لكنه يستدرك: "الصياد دائما يتأثر، في وقت حظر الصيد أقسم بالله رأيت بعيني صيادين ينزلون المياه من أجل سرقة الحديد، عشان يبيعوه ويطعموا عياله بيه، لأن الصياد على بابا الله شوية نوة بتأثر فيه، فما بلكم بحظر بيستمر أكثر من شهر ونصف". يعتقد التركي أن "هناك نقطة تنزل من عند الله في البحر فيزيد سمك السردين والمياس" ويضيف: "لكن من 25 سنة النقطة منزلتش غير على البر، فزادت الفاكهة وانخفض سعرها". يرى التركي أن البلد حاليًا في أحسن حال "رغم أن الناس تعبانة من غلاء الأسعار، لكن الجميع يشعر بالاستقرار والأمن، وإن البلد هترجع أحسن من الأول".