اهتمت صحف السعودية في افتتاحيتها اليوم الأحد بتطورات الأحداث باليمن في ظل التقدم الذي يحرزه الجيش الوطني والمقاومة على الأرض. من جانبها، قالت صحيفة "الوطن" إنه مع تقدم المقاومة الشعبية والجيش الوطني اليمني أكثر في تحرير المحافظات والمناطق تباعا، وهروب ميليشيات المتمردين منها، يبدو واضحا للعيان أن موضوع حسم المعركة يقترب، ومع تحرير محافظة "شبوة" وانضمامها إلى المواقع المحررة، ودخول البوارج الحربية التابعة لقوات التحالف المعركة لتغير بعض معطيات المعادلة وتقصف مواقع مدفعيات ميليشيات الحوثي في منطقة الدريهمي جنوب ميناء الحديدة.. يظهر الفارق النوعي في القدرات القتالية بين الطرفين، فالانقلابيون يتراجعون بشكل كبير، وتنحسر مواقع نفوذهم تدريجيا. وأضافت أن التوجه الحالي هو نحو المناطق الوسطى كما تشير مراحل حرب تحرير اليمن، فبعد تحرير جزء كبير من الجنوب بما في ذلك خمس محافظات كاملة، فإن تحرير الشمال يقتضي بالضرورة تحرير محافظات الوسط لتكون نقطة العبور إلى باقي مساحات اليمن، خصوصا العاصمة صنعاء التي سيبدأ التحرك نحوها على الأرجح بعد تحرير "إب" ثم "ذمار". وقالت صحيفة "عكاظ" تحت عنوان "العودة إلى طاولة الحوار" إن مسار العمليات العسكرية ونتائج المعارك الميدانية التي تحققها المقاومة الشعبية والقوات الموالية للشرعية والقبائل الرافضة لهيمنة الحوثي على كل التراب الوطني اليمني قلب الموازين وغيرت الموقف وأصبحت حقيقة تدعو المتمردين والمخلوع ومن يقف وراءهم أو يزين لهم قتل اليمنيين وتشريدهم، أن يعودوا إلى العقل ويدركوا أن أهدافهم نوع من الطموح المجنون. وأضافت أنه لم يعد أمام المتمردين ومن يناصرهم أو يشجعهم إلا العودة إلى طاولة الحوار مع مكونات الشعب اليمني تحت مظلة الشرعية الدولية والمبادرة الخليجية ونتائج الحوار الوطن وعليهم أن يستثمروا الفرصة التي مازالت أمامهم لأن الدول التي تقف ضد مشروعهم ليست لها مطامع في اليمن بل هدفها هو استقراره وتفاهم كل قواه الفاعلة. وفي سياق متصل، أكد وزير حقوق الإنسان القائم بأعمال وزارة الإعلام اليمنية عز الدين الأصبحي أن تحرير العاصمة اليمنية صنعاء بات وشيكا. وأوضح في تصريح لصحيفة "عكاظ" أن عدن هي المركز الإقليمي للإغاثة لكل اليمن دون استثناء ويجري حاليا التحضير لتحرير العاصمة صنعاء من يد الحوثيين، مؤكدا أن الحكومة اليمنية تعمل بجهود جبارة مع الجيش المدعوم شعبيا في تذليل الصعاب والعمل على استعادة الأمن والاستقرار وفرض هيبة الدولة. وأشار إلى أنه لا مفاوضات مع الحوثي وعليه ضرورة تطبيق قرار مجلس الأمن الدولي 2216، مبينا أن تعز محررة قائلا «97% من تعز مستقر وآمن تحت سيطرة الشرعية وبالتالي فإن مسألة تحرير صنعاء هي مسألة وقت». وأضاف "الحديدة تمتلك مقاومة نوعية أنهكت الحوثي في مقاومتها وبطريقة هادئة ولذا فإن إمكانية استعادة الحديدة ومينائها الإستراتيجي صار أمرا ميسورا وسهلا، لافتا إلى أن محافظة شبوة تحررت وانسحبت مليشيات المخلوع والحوثي منها. كما نقلت الصحيفة عن قائد المنطقة العسكرية الرابعة اللواء ركن أحمد سيف محرم قوله إن شبوة محررة بشكل كامل باستثناء بعض الأطراف للمدينة، موضحا أن مأرب ستتحرر والعملية القتالية تدور بصورة شبه يومية فيها. من جهتها، نقلت صحيفة "الشرق الأوسط" الدولية عن محافظ عدن نايف البكري الذي يرأس أيضا مجلس المقاومة قوله إن القيادة السياسية ممثلة في الرئيس عبد ربه منصور ارتأت أن تكون عدن عاصمة اليمن خلال السنوات ال5 القادمة. وذكر البكري أن اختيار عدن عاصمة لليمن لفترة 5 سنوات يأتي للموقف الذي قدمته عدن في التصدي لعملية الانقلاب على الشرعية التي تقودها ميليشيا الحوثي وحليفهم الرئيس المخلوع على صالح، مضيفا أن عدن تمتلك كثيرا من المقومات الاقتصادية والجغرافية التي تؤهل المدينة لتكون نقطة الارتكاز لعملية البناء التي ستنفذها الحكومة اليمنية في الفترة المقبلة، التي تقتضي تطوير وإعادة تأهيل المدن اليمنية. وبحسب الصحيفة كانت وزيرة الإعلام نادية السقاف قد كشفت أيضا أن عدن ستكون عاصمة لليمن لمدة خمس سنوات، مشيرة إلى أن الرئيس عبد ربه منصور هادي سيزور مدينة عدن خلال الأيام المقبلة. وفي ذات السياق، كشف مصدر حكومي يمني ل"الشرق الأوسط" أنه لم يصدر حتى الآن قرار بخصوص ذلك، وعدن باقية عاصمة مؤقتة لليمن حتى يتم تهيئة العاصمة صنعاء بعد تحريرها من الميليشيات الحوثية وأتباع المخلوع صالح. من جهة أخرى، قال العقيد محمد السعد مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام في المديرية العامة للجوازات السعودية، إنه تم تصحيح أوضاع نحو 462 ألفا و333 يمنيا من المقيمين في السعودية، وذلك في كل مراكز التصحيح بجوازات مناطق المملكة، والبالغ عددها 49 مركزا، مؤكدا أنه لن يتم تمديد فترة التصحيح. وأضاف في تصريح لصحيفة "الاقتصادية" إن ثلاث مناطق شكلت النسبة الأعلى من المستفيدين من فترة التصحيح الممنوحة للمقيمين اليمنيين، التي انتهت البارحة، حيث حظيت مراكز التصحيح في الرياض، ومكة، وجازان بالعدد الأكبر من الراغبين في التصحيح. وأوضح مدير العلاقات والإعلام أنه سيطبق على اليمنيين غير النظاميين معاملة الجنسيات الأخرى بدءًا من اليوم، حيث سيتم القبض على كل من لا يحمل إقامة نظامية، وستطبق عليه الأنظمة والتعليمات. وكانت وزارة العمل قد أطلقت عملية المهلة التصحيحية الخاصة باليمنيين المقيمين في السعودية بطريقة غير قانونية عبر نظام "أجير" الإلكتروني، إنفاذا للأمر الملكي، الذي يأتي تقديرا من السعودية لظروف أبناء اليمن الشقيق، وامتدادا للدعم المستمر من المملكة ضمن منطلقات عملية إعادة الأمل للشعب اليمني ودعم الحكومة الشرعية نحو بناء آمن ومستقر.