يفتح وصول المبعوث الأمريكي، دونالد بووث، لدولتي السودان وجنوب السودان، إلى الخرطوم، اليوم، صفحة “,”تحد جديدة“,” للعلاقة المتوترة بين الولاياتالمتحدة والسودان، مع اختلاف الطرفين حول التفويض والاختصاصات التي سيعمل بموجبها المبعوث . وبحسب بيان صادر من البيت الأبيض فإن بووث سيعمل، بجانب حل القضايا العالقة بين الخرطوموجوبا، على وضع نهاية سلمية للنزاع الدائر في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق، وهي مناطق يحارب فيها الجيش السوداني تحالفا يضم 4 حركات متمردة، كجزء من حل شامل، وملف حقوق الإنسان، وأزمة الحكم، دون التطرق إلى قضية تطبيع العلاقات بين الخرطوموواشنطن . ورهن وزير الخارجية السوداني، علي كرتي، الجمعة الماضية، في أول تعليق له على تعيين بووث، التعاون معه بوجود خارطة طريق واضحة تساعد على حل القضايا الخلافية مع جوباوواشنطن، وهدد بالانصراف عنه “,”إذا انصرف إلى قضايا أخرى“,”، في إشارة إلى القضايا الداخلية الواردة في بيان البيت الأبيض . وقال كرتي إن حكومته “,”ستنظر في أداء المبعوث لترى إذا كان مهتما بالعلاقات بين السودان والولاياتالمتحدة، وينصب تركيزه على برنامج محدد.. إذا كان لديه خارطة واضحة للعلاقة بين الخرطوموواشنطن، بما يساعد على حلحلة الملفات المتبقية؛ فإننا نرحب بهذا الدور، وإذا انصرف إلى قضايا أخرى فإننا بالتأكيد سننصرف عنه، ولن يجد أي تعاون “,”. وأدرجت واشنطن السودان على قائمة الدول الراعية للإرهاب منذ العام 1993، وفرضت عليه عقوبات اقتصادية في العام 1998 الذي شهد وصول توتر العلاقة بين البلدين إلى ذروته بقصف سلاح الجو الأمريكي لمصنع للأدوية بالخرطوم مملوك لرجل أعمال سوداني، بحجة أنه مصنع للأسلحة الكيماوية، وبعدها تم خفض التمثيل الدبلوماسي بين البلدين إلى درجة قائم بالأعمال . ورعت واشنطن اتفاق السلام بين الشمال والجنوب الذي وقع في العام 2005، ومهد لانفصال الجنوب في يوليو 2011، عبر استفتاء شعبي صوت فيه 98% من الجنوبيين للانفصال بعد واحدة من أطول وأشرس الحروب الأهلية في إفريقيا . ووعدت واشنطنالخرطوم بشطب اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ورفع العقوبات، وتطبيع العلاقات بين البلدين في حال التزام السودان بإجراء الاستفتاء وعدم عرقلة انفصال الجنوب، وهو ما لم يحدث على الرغم من أن السودان كان أول دولة تعترف بدولة الجنوب، وشارك الرئيس السوداني، عمر البشير، في حفل إعلانها بعاصمتها جوبا . ووضعت واشنطن حينها شروطا جديدة لرفع العقوبات وتطبيع العلاقات، تمثلت في إيجاد حل سلمي للنزاع الدائر في دارفور وجنوب كردفان والنيل الأزرق وحل أزمة الحكم وتحسين سجل حقوق الإنسان . وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة الخرطوم، صفوت فانوس، لوكالة الأناضول إن “,”المبعوث الأمريكي سيتدخل في كل الشئون الداخلية، رغم تصريحات كرتي؛ لأن واشنطن تعطي نفسها الحق في التدخل في الشئون الداخلية لدول العالم الثالث “,”. وتابع: “,”إذا قيمنا سلوك القائم بالأعمال الأمريكي الذي يتحرك في كل الاتجاهات، ويحضر مباريات كرة القدم، ويزور مشائخ الطرق الصوفية، ويتواصل مع منظمات المجتمع المدني والسياسين سنجد أن رسالته هي أن واشنطن موجودة، وتغطي كل الساحة “,”. ورأى فانوس أن “,”الأفضل للخرطوم عدم الدخول في صراع مع واشنطن؛ لأنها أصلا مثقلة بالعقوبات ومدرجة في قائمة الدول الراعية للإرهاب، وليس من الحكمة تعميق العداء “,”. وعن عدم رفض الخرطوم رسميا لتعيين المبعوث بناء على التفويض الممنوح له، والاكتفاء بانتقاده، قال فانوس: “,”ليس بإمكان الخرطوم أن ترفض تعيينه؛ لأن العواقب ستكون وخيمة عليها ...عندها ستغلظ واشنطن من اتهاماتها، ولن تستطيع الخرطوم الإجابة على سؤال لماذا رفضتم المبعوث، ما الذي تخفونه، ولماذا أنتم خائفون “,”. وشكك في قدرة الخرطوم على تقييد حركة المبعوث “,”حتى إذا تجاوز التفويض الممنوح له من اوباما، وتدخل في أدق التفاصيل “,”. وعن تطبيع العلاقات بين البلدين نبه إلى أن “,”واشنطن لا تريد إسقاط النظام؛ لأنها لا ترى بديل له، بل تريد تغيير سياساته الداخلية والخارجية بما يتماشى مع مصلحتها، وتستخدم سياسة العصا والجزرة، لكنها أيضا لا تعول على المحفزات، بل العقوبات “,”. ومضى قائلا: “,”واشنطن تريد من حكومة الخرطوم تغيير سلوكها والابتعاد عن الجهات المعادية لها في المنطقة، مثل حماس وايران وحزب الله، وتخفيف حدة خطابها الأيدولوجي الإسلامي “,”. من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية بجامعة النيلين، حسن الساعوري، للأناضول: “,”واشنطن لا تريد تطبيع العلاقات؛ لأنها أصلا تسعى إلى إسقاط النظام أو زعزعة استقراره، وسبق لها أن قصفت الخرطوم، ودعمت المعارضة ودول مجاورة معادية “,”. وأوضح أن “,”هناك لوبيات (جماعات ضغط) معادية للخرطوم، تضغط في اتجاه تغيير أي مبعوث يكون له تحرك إيجابي تجاه الخرطوم... ويمكن تتبع ذلك مع 7 مبعوثين سبقوا بووث في المنصب “,”. ونصح الحكومة بعدم الاهتمام بالمبعوث طالما أنه غير معني بتطبيع العلاقات، قائلا: “,”الحكومة قد لا تستطيع تجاهل المبعوث، لكن الأفضل لها تجاهله، وأن تعيد النظر في تعاونها مع واشنطن في مكافحة الأرهاب “,”. وأردف: “,”واشنطن تنصلت من وعود كثيرة للخرطوم برفع العقوبات، وشطب اسمها من قائمة الدول الراعية للإرهاب “,”. وأشار الساعوري إلى أن واشنطن “,”استثنت الصمغ العربي من حظر التعامل التجاري بضغوط من شركات الأدوية والكولا الأمريكية؛ لأن السودان ينتج 80 % من إنتاج العالم؛ لذا على الخرطوم الضغط بهذه الورقة ووقف التعامل مع هذه الشركات “,”. ولفت إلى أن وقف تصدير الصمغ إلى أمريكا سيجعل هذه الشركات “,”تضغط كما فعلت من قبل في اتجاه رفع العقوبات وتطبيع العلاقات “,”. الأناضول Normal 0 false false false EN-US X-NONE AR-SA