في ظل رفض شبه جماعي من قبل المرأة المصرية لقضية "التعدد" أو تعدد الزوجات تطفو على السطح بين الحين والآخر ما يشبه "الفلاشات" أو الومضات التي تعيد القضية إلى ساحة النقاش وتشعل الجدل بين أطرافها، الرجل والمرأة والخبراء المختصين، وما أوجده "إبراهيم المصري" أحد نشطاء الفيس بوك والذي سجلت تدوينة له عن زواجه للمرة الثالثة موجهًا الشكر لزوجتيه الأوليان "أماني" و"ريهام" حيث ساعدتاه بتفهمهما على اتمام الزيجة بسلاسة وتفاهم عال، ما أثار ردود متباينة بين مستخدمي الموقع ومتابعيه، وبلغت المشاركة بالإعجاب على كلامه ما يقرب من 2500 "لايك" و600 "شير"، و400 تعليق لا تخلو من الطرافة والانتقادات اللاذعة ليس من الفتيات أو السيدات المتزوجات فقط بل من الشباب والرجال أيضا. بدأ "المصري" حديثه عن تجربته الثالثة في الزواج قائلا "بعد الهيصة والأفراح، بعد المباركات والتهاني بزواجي الثالث.. عمري أبدًا ما هنسى فضل الله ثم فضل أماني وReham عليَّ في تقبلهما لفكرة التعدد ودعمها لتطبيق الأمر"، وأوضح "المصري" أن التعدد فكرة مش سهل تقبلها لأي امرأة بل يكاد يكن كلهن في ظل "تربية، إعلام، تجارب، عادات وتقاليد" كلها سلبية، ولا سهل على أي رجل يطبقها ويسيطر عليها وعلى مشاكلها وتفريعاتها وحواراتها". وأوضح أنه حتى اللحظات الأخيرة لم يكن يتصور في يوم من الأيام أن يكون "مُتعددا" ولم تكن هناك ظروف بعينها هي التي أجبرته على الزواج سواء عيوب في شخصية زوجتيه أو الزواج لمجرد الشفقة على زوجته الثالثة، لكن ما دفعه لاتخاذ القرار هو أنه صادف الإنسانة التي جعلته يحبها فقرر زواجها. وردا على هؤلاء الذين انتقدوا تجربته الثالثة وكان من الأولى أن يساعد ب"فلوس الجوازة التالتة" شابا فقيرا يريد أن يعف نفسه بالزواج، قال:"أنا مش ملزم انزل ادور لك عليها إذا كنت انت مش عارف تلاقيها، ولا انا مجبر اني أتقبل اقتراحك المهروس إني اديك فلوسي بدل ما اتجوز تاني أجوزك انت، "منطق فاسد".. الجواز مش محتاج فلوس بالدرجة الأولى أكتر ما هو محتاج انك تكون راجل وأهلها يكونون متعاونين وتكاليف الزواج في المرتبة التانية وكله بالاتفاق بيمشي". وكان من أقسى الردود على "المصري" الذي وجهه "طارق عبدالفتاح" والذي قال فيه "هل من المروءة في شئ أن يتفاخر رجلٌ بهذا الأمر أو يتفاعل معه باهتمام وهو يعلم أنّ هذا وبلا شكّ يكسر قلب زوجته الأولى والثانية "إن كانتا طبيعيّتين" ؟! هل من المنطق أن تنتمي لأمّة منهارة بكلّ ما تحمله الكلمة من معاني سلبيّة ثمّ لا تجد قضيّة تثيرها إلّا "التّعدّد" ؟! هل التّعدّد يصلح أن يكون مدعاة للفخر لرجل كلّ إنجازاته "صفحة فيس بوك" و"تعدّد" ؟". ومن التعليقات الداعمة جاء رد من المشاركة "رحاب حجازي" قائلة:"الناس غريبة جدااااا.. مش عارفه ليه نتدخل في شأن رجل وزوجاته مادام هم راضين وما اشتكوش لحد فيكوا.. يعني إنتوا لا منكوا ولا كفاية شركوا.. وبعدين مش معنى إن إنتوا رافضين التعدد ومش متقبلينه يبقى لازم كل الناس تبقى كده.. ربنا خلقنا وشرع أمور يعلم إننا نطيقها ولو التعدد فوق طاقتنا ماكنش ربنا شرعه.. ياريت نراعي مشاعر زوجاته لما يشوفوا كلامكم الجارح ده.. بيتهيألي من الأدب إننا ندعيلهم ربنا يهديهم ويسعدهم ويبعد عنهم أعين الحاقدين ". وهاجمته "حياة مخلص جاد" قائلة:" انت مريض روح اتعالج انت وامثالك شوهتو الدين الإسلامي"، بينما قالت "نجلاء رجب" لخطيبها "عبدالرحمن سعيد" أن عليه أن يفكر ويعترف لها منذ البداية إذا كان يفكر في "التعدد"، قائلة "احنا لسه عالبر واحب اعرف رأيك ". ومن جانبها ردت د. "إيمان البطران" خبيرة العلاقات الأسرية وصاحبة دراسة علمية عن ظاهرة العنوسة في مصر مؤكدة أن التعدد ممكن وجائز لمن يقدر عليه ويستطيع أن يستوفي شروطه التي حددها الشرع وأهمها العدل مصداقا لقوله تعالى "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة"، ومن تزوج أكثر من واحدة بغير قدرة مادية أو بدنية تعينه على الوفاء بالحقوق الزوجية فهو ظالم لنفسه ولمن حوله ويهدد أسرته بالانهيار سواء بيته القديم أو الجديد. وأوضحت "البطران" أن تعدد الزوجات لا ينبغي أن يكون بحجة المساعدة في حل مشكلة العنوسة في مصر، لكن من يريد التعدد لمشاكل شخصية أو رغبة وحبا في النساء فهذا شأنه، لكن يجب أن يكون هناك وعي كاف من الرجل بأن إدارته لشئون أسرتين تحتاج "شخصية قوية" وهدوء عال وحكمة فليست القدرة المادية أو الجسدية والصحة مقومات التعدد فقط، لكن في ظل الضغوط الحياتية المستمرة لن ينجح الرجل في فتح أكثر من بيت إلا إذا كان يتمتع بشخصية ذات صفات خاصة لا نتصور أنها موجودة عند كل الرجال ومن ثم تعميم مبدأ التعدد على إطلاقه "ظلم للرجل والمرأة على حد سواء، يجب أن يوجد ضوابط تحكم قرار تعدد الزوجات.