قبل الإعلان عن الجدول الزمني.. المستندات المطلوبة للترشح في انتخابات مجلس النواب    تعرف على أسعار الذهب اليوم الجمعة 3-10-2025    قطع المياه 6 ساعات عن بشتيل لعبة فى الجيزة مساء اليوم    وزيرة التنمية المحلية توجه بإحالة مسئولي عدد من مراكز ومدن وأحياء الشرقية للنيابة    الشرطة البريطانية: أحد الضحيتين في هجوم كنيس مانشستر ربما قتل برصاص ضابط شرطة    بعد تعافيهم من الإصابة.. جاهزية الشحات وزيزو وأفشة وشكري لمواجهة الأهلى وكهرباء الإسماعيلية    مهرجان الإسكندرية يكرم ليلى علوى بدورته ال41 تقديرا لمشوارها    الخارجية اللبنانية تتابع توقيف إسرائيل لمواطنين لبنانيين كانا على متن أسطول الصمود العالمي المتوجه إلى غزة    "يونيسف": الحديث عن منطقة آمنة فى جنوب غزة "مهزلة"    بعد إغلاق الحكومة.. نواب جمهوريون يعارضون خطط ترمب لتسريح موظفين    ماريسكا: ليفربول الأفضل فى إنجلترا.. وكل فريق لديه نقاط ضعف    محافظ المنوفية: 87 مليون جنيه جملة مشروعات الخطة الاستثمارية ب تلا والشهداء    أحمد سليمان: جون إدوارد صاحب قرار رحيل فيريرا من الزمالك    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 والقنوات الناقلة    ضبط متهم بممارسة البلطجة وفرض الإتاوة على موظف بالجيزة    السكة الحديد تسيّر الرحلة ال22 لعودة الأشقاء السودانيين طواعية إلى وطنهم    تحريات لكشف ملابسات تورط 3 أشخاص فى سرقة فرع شركة بكرداسة    وكيل الري بالبحيرة: متابعة يومية لمنع ارتفاع مناسيب المياه بفرع النيل برشيد    موعد شهر رمضان 2026 .. تعرف على أول أيام الشهر الكريم    رفع درجة الاستعداد القصوى بالمنوفية لمواجهة ارتفاع منسوب المياه بأراضي طرح النهر    عشان أجمل ابتسامة.. بسمتك دواء مجانى ب 8 فوائد اعرفها فى يومها العالمى    صلاح يشارك في الترويج لكرة كأس العالم 2026    نائب بالشيوخ يشيد بمشروع مستقبل مصر ويؤكد دوره في توفير فرص العمل وتعزيز التنمية المستدامة    أسماء محافظات المرحلة الثانية من انتخابات مجلس النواب    خاص| ميمي جمال تكشف تفاصيل شخصيتها في فيلم "فيها إيه يعني"    محمد رمضان ينافس على جائزة Grammy Awards    لاورا ريستريبو: غزة كشفت سوءات القيم الغربية    ابنة الملحن محمد رحيم تعاني وعكة صحية وتخضع للرعاية الطبية    ضبط 295 قضية مخدرات و75 قطعة سلاح ناري خلال 24 ساعة    القبض على المتهمين في مشاجرة «أبناء العمومة» بالمنيا    إدارة مسار تشدد على ضرورة الفوز أمام الأهلي.. وأنباء حول مصير عبد الرحمن عايد    محمد صلاح على موعد مع التاريخ في قمة ليفربول وتشيلسي بالبريميرليج    طائرة مسيّرة إسرائيلية تلقي قنبلة صوتية قرب صياد لبناني في الناقورة    حزب العدل يعلن استعداده للانتخابات ويحذر من خطورة المال السياسي بانتخابات النواب    الليلة.. ختام وإعلان جوائز الدورة ال21 من مهرجان مسرح الهواة بالسامر    وزير الخارجية يلتقي سفراء الدول العربية المعتمدين لدى اليونسكو لدعم ترشيح خالد العنانى    دار الكتب والوثائق القومية تحتفل بذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة    مجلس الإدارة ينضم لاعتصام صحفيي الوفد    جامعة قناة السويس تواصل دعم الحرف اليدوية بمشاركتها في معرض تراثنا الدولي    الأونروا تنتصر قضائيا في أمريكا.. رفض دعوى عائلات الأسرى الإسرائيليين للمطالبة بتعويضات بمليار دولار    إجراءات وقائية تجنب طفلك عدوى القمل في المدارس    نجاح أول جراحة قلب مفتوح بالتدخل المحدود داخل مستشفى النصر في بورسعيد    تكريم 700 حافظ لكتاب الله من بينهم 24 خاتم قاموا بتسميعه فى 12 ساعة بقرية شطورة    حكم البيع الإلكترونى بعد الأذان لصلاة الجمعة.. الإفتاء تجيب    ضبط شبكات تستغل ناديا صحيا وتطبيقات إلكترونية لممارسة أعمال منافية للآداب    تعرف على سعر بنزين 92 اليوم الجمعة 3 أكتوبر 2025 فى محطات الوقود    اليوم العالمى للابتسامة.. 3 أبراج البسمة مش بتفارق وشهم أبرزهم الجوزاء    الداخلية تواصل ضرباتها ضد المخالفات بضبط 4124 قضية كهرباء و1429 بالمواصلات    «العمل» تحرر 6185 محضرًا بتراخيص عمل الأجانب خلال 22 يومًا    استشاري تغذية علاجية: الأضرار المحتملة من اللبن تنحصر في حالتين فقط    الصين تدعو لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة    الزمالك يختتم تدريباته اليوم استعدادًا لمواجهة غزل المحلة    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 3-10-2025 في محافظة قنا    الفيضان قادم.. والحكومة تناشد الأهالي بإخلاء هذه المناطق فورا    «كوكا حطه في جيبه».. أحمد بلال ينتقد بيزيرا بعد مباراة القمة (فيديو)    سورة الكهف يوم الجمعة: نور وطمأنينة وحماية من فتنة الدجال    مختار نوح: يجب محاسبة محمد حسان على دعواته للجهاد في سوريا    بالصور.. مصرع طفلة وإصابة سيدتين في انهيار سقف منزل بالإسكندرية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



شبكة العفاف اول موقع سلفى لتعدد الزوجات.. احجز زوجتك الثانية ب «5 جنيهات»
نشر في الصباح يوم 14 - 10 - 2012

1- التسجيل إلكترونيا مجانا للفتيات ..وللرجال برسائل نصية بمبالغ «رمزية»
2- اتصالات لمحررة «الصباح»:
محمد: سافرت ورأيت «الستات الصح» وأم أولادى «غفير».. أبوحمزة: مسيار و«فى السر»
3- سيد: «عاوز أتجوز لأن عينى فارغة».. خالد: الشبكة «دبلة ومحبس» وأمارس حقى الشرعى و«هنّ متاع لنا»
4- الشيخ سعيد عبدالعظيم: يجوز للفتاة إخفاء علاقتها بمن يريدها ب«الحلال» والبدرى يرد: «هم أهلها حمير يا مولانا»
جميلة ومرحة وأنيقة، موظفة جامعية ذات دخل مرتفع، فى العشرينيات من عمرها، وعلى استعداد لتقبل فكرة أن تكون زوجة ثانية، فمن يرغب فى الزواج؟
مواصفات داعبت بها محررة «الصباح» رغبات الباحثين عن الزواج، للمرة الثانية، عبر إعلان نشرته على صفحة موقع سلفى شهير، على شبكة الإنترنت، فتمكنت به من اصطياد أكثر من صيد ثمين، فى مغامرة صحفية تكشف عن الكثير من الأفكار، حول التعدد وأفكار الراغبين فيه، ومبرراتهم فى أن يكون لهم أكثر من امرأة.
الموقع الذى يديره الطبيب سعيد عبدالعظيم، نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية، وعضو الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، وأحد نجوم قناة «الحافظ»، ليست له أغراض ربحية، بحسب عبدالعظيم، ويهدف إلى تيسير التواصل الشرعى بين راغبى الزواج، وحل مشكلة العنوسة، وتحصين الشباب من الجنسين، إلا أن ما كشفت عنه طلبات الزواج التى تلقتها المحررة تضمنت «الفلاتى أبو عين زايغة»، والباحث عن المتعة بأى ثمن، والمستعد للتضحية بأسرته دون أن يعرف شيئا حقيقيا عن العروس الجديدة.
عدد المشتركين والمشتركات، فى موقع «العفاف للزواج الإسلامى»، بلغ نحو 12 ألفاً، من الجنسين، ولا توجد شروط للتسجيل للذكور، إلا دفع 5 جنيهات يتم تحويلها إلى رقم هاتفى مسجل على الصفحة، أما الإناث فيسجلن مجاناً، لأنهن «بضاعة العرض».
حرب فتاوى
ويتضمن الموقع فتاوى يقال إنها شرعية، تبيح للفتاة إخفاء أمر علاقتها بمن يرغب فى الزواج منها، حتى تتجنب «ظن السوء» من أولياء أمرها، وتسمح للرجل أيضا بألا يخبر زوجته الأولى بقرار الزواج، إن رأى فى إخبارها ضررا.
ويفتى الشيخ سعيد عبدالعظيم «صاحب شبكة العفاف» على شبكته، وفى صفحة فرعية بعنوان «مواد ننصح بها المقبلين على الزواج» بأنه يجوز للفتيات عدم إخبار أهاليهنّ بزواجهنّ عبر الموقع، حيث قال لإحدى السائلات: «لا حرج عليك فى التورية لأبيك وغيره ممن قد يظن بك سوءا وتخشين وقوع مفسدة عند إخباره بحقيقة الأمر، وفى المعاريض مندوحة للمؤمن عن الكذب».
لكن الشيخ يوسف البدرى، رئيس المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سابقا، استنكر الفتوى قائلا: هذه الفتوى ليست ذات سند من شرع أو دين، أو من عرف أو نص قرآنى أو حديث شريف، فمعنى أن يعرف رجل فتاة أو امرأة، ويتعرف عليها دون معرفة أهلها أنه يحولهم جميعا إلى «حمير لا يفهمون إلا فى الفول»، مضيفا: «هم أهل البنت حمير يا مولانا».
وقال: أريد أن أعرف من أين للشيخ سعيد بهذا الرأى؟ وأقول له: يا أيها الرجل أجرأكم على الفتوى أجرأكم على النار، أرجوك تابع هذه الزيجات، وأؤكد لك أن مصير معظم هذه الزيجات إلى الفشل، بعد شهر أو اثنين، وعندى حالات لزيجات فشلت، بعد أقل من ثلاثة أشهر، وهناك زوجات تم الدخول بهن ليلا، وطلقن فى الصباح.
ومضى الشيخ البدرى يحرم الزواج عبر الإنترنت على وجه العموم، مشيرا من جانب آخر، إلى ما يتعلق بإخبار الزوجة الأولى بالزواج الثانى، إلى أن الرجل مخير فى هذا باتخاذ القرار الأنسب.
وقال: إن رأى الزوج أن إخبارها سيهدم البيت فله أن يتكتم، غير أنه تابع: «أما أنا فأميل إلى إعلام الزوجة حتى تعتاد الناس على هذا الأمر الشرعى، وأرجو أن يدعو الخطباء والوعاظ فى المساجد إلى التعدد، وأتمنى أن تضم مناهج التربية والتعليم دورسا عنه حتى نغير ما نشأنا عليه تقليدا للغرب من اكتفاء بزوجة واحدة.
عروس مرغوبة
وهكذا يروج الموقع لما يقدمه للناس، عبر فتاوى عليها اختلاف، وبعد استعراضها فإلى تفاصيل المغامرة.
بعد أقل من ساعتين من نشر الإعلان على الموقع، رن الهاتف، يحمل بشرى «العريس الأول»، الذى أخذ مدير الموقع يعدد مواصفاته ومميزاته، مؤكدا للعروس أنها «زوجة لا يمكن رفضها»، مواصفاتها ممتازة لأى رجل، فهى «ما شاء الله»، صغيرة السن، ومتعلمة، وموظفة ستساهم فى تحمل أعباء الحياة، والأهم أنها ذات عقل راجح، إذ تقبل التعدد.. و»بارك الله فيكِ يا أختاه»!
وما هى إلا عشر دقائق، حتى كان الهاتف يرن مرة أخرى، والمتصل فى هذه المرة هو العريس بشحمه ولحمه و»لهجته الجنوبية» التى لا تخطئها الأذن، وهكذا دار الحوار:
** السلام عليك، سأعرفك سريعا بنفسى حتى لا أضيع وقتك ووقتى.. أنا محمد شاب صعيدى أبلغ من العمر 32 عاما، تعليمى متوسط، وأهلى أعيان قريتى، أعمل فى مجال الأعمال الحرة، وأملك شركة لتصدير الأغنام، وأعيش خارج مصر.
** السلام عليك ورحمة الله يا «أخى»، يشرفنى التواصل معك «بما لا يخالف شرع الله»، لكن قبل كل شىء، هل لى أن أسألك: لماذا ترغب فى زوجة ثانية؟
** لست على وفاق مع زوجتى، وهناك خلافات حادة بيننا، لكنها أم أولادى الأربعة.
** ألم تحاول مناقشة الخلافات والسعى لحلها، إنى أخشى بعد الزواج، أن تعود المياه إلى مجاريها، فأغدو الضحية من دون ذنب.
** هذا مستحيل، فهى مريضة نفسيا، والتواصل معها صعب للغاية، إلى درجة أن أطفالها ينفرون منها، ويقيمون معظم أيام السنة مع أبى.
** لا يبدو كلامك مترابطا.. هناك خلافات أم مرض نفسى، إن الكذب هو أكثر ما أكرهه فى الرجال، وقد يدفعنى إحساسى بأنك تخفى الحقيقة، إلى رفض الأمر من دون تفكير.. الحقيقة فقط هى ما أريد.
عندئذٍ.. أخذ العريس يقول: أنا تزوجت فى سن مبكرة، زواجا تقليديا، كمعظم شباب الصعيد، وزوجتى ليست على قدر من الجمال، إنها «تشبه المخبرين» وحينما سافرت إلى خارج مصر لمتابعة تجارتى، رأيت «الستات الصح»، ومن حقى أن أسعى للتمتع بمتاع الدنيا، من دون أن أغضب الله.
**هذا معناه باختصار أنك تريد زوجة على قدر من الجمال، ليس إلا.
**وما العيب أو الجريمة فيما أريد، مادمت لا أخالف الشرع.. لقد أعطانى الله سعة من الرزق، ومازلت شابا، وقد سألت شيخا فأفتى لى بضرورة تحصين نفسى، بالزواج من امرأة تسر عينى.. أليست تنكح المرأة لجمالها.
حينما سافرت تعرفت إلى أصدقاء من بلدان عدة، وحينما كانوا يتحدثون فى «المواضيع إياها»، كنت ألعن حظى العاثر.. عندى المال وستعيشين معى «متنغنغة»، وإن أردت ترك العمل، سأجعلك «ست الستات».
** لكنى أريدك أن تعرف أننى أكره التشدد، فأنا لست محجبة، ولا أحب القيود والشروط، فأنا قاهرية.
** «سريعا من دون تفكير.. وأنا لست سلفيا ولا إخوانيا. أريد أن أستمتع بشبابى فى الحلال، ولن أضيق الخناق عليك.
** إذن دعنى أفكر فى الأمر، فهذا زواج، والخطوة يجب أن تكون بحساب.
** من حقك التفكير، لكن حينما تفكرين عليك أن تتأكدى من أن الشبكة التى ستختارينها ستكون ملكا لك، وإن شئت أن أشترى لك شقة باسمك فى أى مكان بالقاهرة، فأنا على أتم استعداد، أقسم لك بالله لن أتزوج عليك، و«سأشيل جزمتك فوق رأسى»، وسأجعلك تلفين العالم، «بس وافقى».
وإذا كان «الزبون الأول» يبحث عن زوجة جميلة، فإن الثانى «أبو حمزة» يبحث عن زوجة ثانية تؤنس وحدته فى السعودية، فهو مهندس ديكور ترفض زوجته الأولى أم ابنيه الإقامة فى المملكة، ما يعطيه المبرر فى البحث عمن تعينه على طاعة الله، حسب تعبيره.
ويبلغ أبوحمزة من العمر 34 عاما، وهو يصف نفسه بأنه وسيم ممشوق القوام وميسور الحال، لكنه رفض الإجابة عن سؤال حول مصير الزيجة الثانية حين يعود إلى مصر للاستقرار، وعما إذا كان يريد الزواج على طريقة المسيار، كما لم يجب عن سؤال حول إعلان الزواج على الملأ، وراوغ فى الرد على سؤال ثالث بشأن إنجاب الأطفال.
يعشق التعدد
أما «الزبون الثالث» فقد كان مباشرا ربما «بشكل فظ»، إذ بدأ كلامه قائلا: «عايز أتجوز لأن عينى فارغة، وأنا عارف إن هذا كلام صادم، لكنها الحقيقة، فكل الرجال عيونهم فارغة».
ويواصل: «من دون أن يمنح العروس فرصة للكلام»: زوجتى الأولى ممتازة، لكنى مؤمن بالتعدد، وأبى متزوج من ثلاث نساء، وعمى مثله، فقد أعطانا الله فضلا فى الرزق والصحة، مع العلم أن عمرى ثلاثين عاما فقط، وليس لدى شروط إلا أن تكون زوجتى منتقبة.
ولم يخف سيد محمد الذى يعمل مهندسا مدنيا، نيته فى الزواج من الثالثة والرابعة، «هذا شرع الله، مثنى وثلاث ورباع»، لكنه «تكرّم» بتعهد ألا يتزوج الثالثة، إلا بعد أربع سنوات، وبعدها بأربع أخرى سيتزوج من الرابعة.
ويقول: «بحب أعيش حياتى، أرتدى الجينز والكاجوال وفى نفس الوقت أطلق لحيتى اتباعا للسنة النبوية» مؤكدا أن زوجته الأولى لا ترفض التعدد فهى «حافظة لكتاب الله»، لكنه قرر ألا يخبرها، لأن النساء «ناقصات عقل ودين»، وقد تأكل نيران الغيرة قلبها.
ويختتم كلامه بالقفز إلى التفاصيل، من دون أن ينتظر ردا بالسلب أو الإيجاب، وكما لو كان الأمر قد تم حسمه، أو كأنه ليس من حق المرأة أن تتخذ قرارا، حيث يقول: «من المفترض أن نلتقى للرؤية الشرعية، حتى أرى وجهك، فهذا أمر لم يحرمه الشرع، لأن الإنسان لا يستطيع أن «يبلع لقمة مش بيحبها»!
شقة مناصفة
التعدد ليس مقيدا بشروط حسب الشرع، ومن حق الرجل أن يتزوج بأكثر من امرأة، وبالنسبة لى أريد الزواج من امرأة أخرى، لأنى أحب النساء، «فهن متاع لنا».. هكذا تحدث خالد مدرس اللغة العربية، ابن محافظة الوادى الجديد، مشيرا إلى أن زوجته اقتربت من الأربعين، فلم تعد جميلة كما كانت، أما هو فمازال فى قمة «الفوران» إذ يبلغ من العمر، خمسة وأربعين عاما، وهذا حسب تعبيره سن النضج والشباب المكتمل لدى الرجال.
ولأن خالد ليس ميسور الحال، فقد قرر أن يقسم شقته إلى نصفين، فتعيش زوجة فى نصف، والثانية فى النصف الآخر، وسيتنقل بينهما بما يضمن العدل الذى أوصى به الله عز وجل، راغبى التعدد.
كما يرفض، رغم ضيق يديه، أن تعمل زوجته، لأنها حتى لو عملت مدرسة فى مدرسة للبنات، ستختلط بالرجال وهو رجل «متدين» يرفض هذا الأمر، وعلى زوجته أن تكون منتقبة، وللمرأة «خرجتان» من بيت أبيها إلى بيت زوجها، ومن بيت زوجها إلى «قبرها».
وبالنسبة للشبكة، يعرض «دبلة ومحبس»، أما الشقة بعد تقسيمها من قبل أحد أصدقائه المهندسين، فستكون صغيرة، ولن تحتاج إلى أثاث باستثناء غرفة للنوم، ولنا فى الرعيل الأول أسوة حسنة، فعلى ابن إبى طالب، كرم الله وجهه، قدّم للسيدة فاطمة بنت محمد «صلى الله عليه وسلم»، مهرا عبارة عن درع، كان أهداه له الرسول»، فالمظاهر ليست كل شىء.
وردا على سؤال حول قدراته على الإنفاق على بيتين يجيب: إن الحياة فى الوادى الجديد أرخص من القاهرة، وليست هناك أماكن للتنزه، وأنا على العموم «رجل بيتوتى» لا أحب الخروج إلا لأهمية قصوى.
ولم يجب خالد عن سؤال حول ما يغرى فتاة بكر متعلمة على الزواج به، على الرغم من ظروفه الاقتصادية المتردية، إلا بقوله: من حقك الرفض طبعا، لكن هناك الكثيرات اللاتى يتمنين رجلا ينظر فى وجوههن، ألا تعرفين أن معظم الشباب غير قادر على الزواج، ألا تقرأين الإحصائيات عن ارتفاع نسبة العنوسة.. «عموما فرصة سعيدة ومع السلامة».
النساء لسن بضاعة لمن يشترى
اعتبرت المحامية نهاد أبوالقمصان، رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة، أن «شبكات عرض النساء للزواج» لا تحترم كرامة المرأة وتعتبرها سلعة معروضة لمن يشترى.
وقالت: إن مثل هذه المواقع تمارس التجارة باسم الدين، وتحقق الأرباح فيما تزعم أنها تسعى لتحصين الشباب، وذلك فى استخفاف بعقول الناس، موضحة أن حل مشكلة العنوسة لن يكون بالترويج للتعدد، ذلك لأن إجمالى عدد الذين يصنفون عوانس فى مصر لا يزيد حسب الإحصائيات على ثلاثة ملايين، فى حين يبلغ عدد الشباب فى سن الزواج، ولا يقدرون عليه حوالى ستة ملايين.
وأضافت أنه من المنطقى أن يكون عدد المسجلين من الرجال على الموقع أكثر من النساء، لأن المرأة الشرقية تخجل عموما من «عرض نفسها»، وإذا افترضنا أن عدديهما متساوٍ، بحيث يكون الرجال ستة آلاف، يسدد كل منهم «الحد الأدنى» من قيمة التسجيل، البالغ خمسة جنيهات، فهذا معناه ببساطة أن الموقع حقق 30 ألف جنيه «من الهواء» وهذه أرباح مرشحة للزيادة، مع زيادة أعداد المشتركين، علما بأن تكلفة حجز موقع، لا تزيد على ألفى جنيه سنويا.
وقالت: إذا أراد هذا الشيخ أو ذاك حل مشكلة العنوسة، فليطلق جمعية خيرية، تساعد الشباب على النهوض بأعباء الزواج، وتقيم مشروعات إسكان اقتصادى تسهل لهم إكمال نصف دينهم، ومن الممكن، أيضا، الاهتمام بإنشاء مشروعات صناعية مثلا، لحل مشكلة البطالة، بما يعصم الشباب الذى يريد حقا أن يعصم نفسه، لا أن يجعل «الحريم مكدسات» بين يدى كل ذى ثروة ومال.
وتوقعت رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة فشل الدعوة إلى التعدد لأنها بعيدة عن أهم أهداف الثورة وهى العدالة الاجتماعية، وأضافت: للأسف لا التيارات الدينية ولا الحكومة الجديدة تعبأ بمشاكل الشعب، فنحن بعد عام ونصف العام من الثورة اكتشفنا أننا أسقطنا أشخاصا ما ساهم فى صعود أشخاص آخرين يقتفون نفس الخطوات.
وأكدت أبوالقمصان أن مثل هذه المواقع قد يسهم فى المزيد من قهر المرأة، خاصة أن القانون لا يعترف بالطلاق للضرر النفسى، فضلا عن تسهيل الخيانة الزوجية، والإيقاع بفتيات لا خبرة لهن، بين براثن رجال بلا ضمير، تحت شعار «الرؤية الشرعية».
مساحة للتعارف
أكد الدكتور أحمد عبدالله، أستاذ الطب النفسى بجامعة الزقازيق، أن مواقع الزواج على شبكة الإنترنت تفتح مساحة تعارف أكبر للمقبلين على الزواج، وهذا ما نفتقده على أرض الواقع، خاصة مع سهولة التواصل على الإنترنت.
وأضاف: كلمة أو مصطلح زواج الإنترنت ليس جديدا، وهذه المواقع متواجدة فى بعض الدول الشقيقة منذ نحو عشرة أعوام، مشيرا إلى أنه لا بأس من الزواج الثانى، إذ لا إجبار، فالأمر يدخل فى إطار الحريات الشخصية، ولا يخالف الشرع.
واعتبر أن الأفكار السلفية الخاصة بالزواج «أكثر مرونة» وتتيح أشكالا مختلفة تناسب كل شخص حسب ظروفه، فمن حق كل إنسان أن يمارس علاقة جنسية وتلك العلاقة فى ديننا يجب أن تكون فى إطار الزواج، فكيف ننتقد فكرة الزواج الثانى ونغض البصر عن الخيانة الزوجية، وكيف لا نتحدث عن علاقة خاطئة بين رجل وامرأة ولا نقبل بفتاوى إجازة زواج المسيار؟ «حسب كلامه».
ووجه حديثه إلى الحقوقيات قائلا: تحت بند الحقوق والحريات الشخصية، لا تتورع بعضكن للمدافعة عن خطيئة «حق كل امرأة أن تمارس حياتها الجنسية»، فيما تقفن للهجوم على شرع الله، مضيفا: «حرام عليكن.. إن الحكم لله، وقواعد الإسلام تعلو ولا يعلى عليها».
وقال: إن تقديس اتفاقيات حقوق المرأة فى المجتمع الغربى، قد بلغ ببعضهن أن تجاهلن دينهن، رافضا فكرة أن الزواج من امرأة ثانية سيضر بنفسية المرأة، قائلا: هناك دراسة ألمانية تنفى هذه الأكذوبة، و«قد نطق شاهد من أهلها».
واختتم قائلا: يوما بعد يوم، يؤكد الإسلام أنه المنهج الأصلح للحفاظ على سلامة المجتمع ودرء الفتن عنه، هذا بالإضافة إلى أنه الأكثر تواؤما مع النفس البشرية، لكن البعض يريد أن يطفئ النور، مشيرا إلى أن المرأة إذا عرفت دينها جيدا، ستحرص على رضاء المولى عز وجل، ومن ثم سترى قبولها زواج رجلها بأخرى أمرا عاديا «حسبما يقول».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.