«لا سابقة ولا لاحقة وإلا فأمرها بيدها» هذه العبارة تحرص الزوجات فى موريتانيا على أن تتضمنها عقود زواجهن، وهى عبارة تعنى ألا يتخذها الزوج زوجة ثانية وألا يتزوج عليها، وإن فعل يكون من حقها تطليق نفسها، وهو الشرط الذي يجعل الزوج مهددا بجعل العصمة في يد زوجته إذا اخل بشرطها، ما يسمح لها بالتصرف كما تشاء، لكن ذلك لم يمنع من ظهور أصوات نسائية تطالب بضرورة فتح المجال أمام تعدد الزوجات للقضاء على ظاهرة العنوسة التي تنتشر في البلاد. الدعوات المطالبة بالتعدد عادت من جديد في موريتانيا بعد تزايد حالات الطلاق، خاصة لدى الطبقة الميسورة، بسبب اكتشاف تسري رجالات هذه الطبقة بفتيات من الطبقة الفقيرة والمتوسطة، ظلت هذه الدعوة محصورة في نطاق ضيق حتى قامت سيدة في الأربعين من عمرها «أم كلثوم» بتزويج زوجها من فتاة صغيرة ودفع تكاليف العرس. وقالت أم كلثوم للصحفيين بعد استكمال ترتيبات زواج زوجها أنها أرادت عتاب نفسها وإحياء سنة اندثرت تحت وطأة الأعراف، داعية الموريتانيات قبول التعدد، والسماح لأزواجهن بما أباحه الشرع لهم. وأضافت: «رحلة بحثي عن زوجة لزوجي لها أكثر من ثلاث عشرة سنة، رفض خلالها زوجي العديد من الزوجات اللواتي اخترتهن له، وكان يتعلل في كل مرة بأسباب متعددة منها خشية من أن لا يُوفق في العدل بيننا، وتارة بأسباب أخرى. وقالت كنت أواجه رفضه بالقول إنني مستعدة للتنازل عن جميع حقوقي اتجاهه، وبعد جهد كبير وفقت في إقناعه وعثرت له على زوجة مناسبة، وآمل أن يكون زواجها اللبنة الأولى لصرح أسرة متعددة الزوجات طالما حلمت بها، وقد قررت أن أواصل البحث حتى يكتمل العدد أربعاً كما حدد الشرع الإسلامي. وتزايدت الدعوات بضرورة القضاء على العادات الاجتماعية التي تقف عائقا أمام حق كفله الشرع الإسلامي وتسعى المرأة بقوة الأعراف إلى منعه على حد قول أسامة الذي كتب في احد المواقع الموريتانية يقول: تعدد الزوجات يعد مساهمة فعالة تحد من تفاقم ظاهرة العنوسة وبالتالي قطع الطريق على انتشار البغاء بسبب الفقر المدقع وعدم توفر معيل للمرأة الأساسية له. ويعتقد محمد الأمين أنه من المهم التذكير بأن الشارع لم يشرع التعدد بل حدده لأن الناس في المجتمعات قبل الإسلام لم تكن تحدد عدد الزوجات ولا واجبات الزوج فجاء الإسلام ليحدد العدد بأربع ويوجب النفقة والإمساك بمعروف أو التسريح بإحسان وارى أن حل مشكل العنوسة للرجل والمرأة في موريتانيا التي لا تعرف التعدد بشكل كبير هو بتخفيض المهور. ومساعدة الشباب على الزواج وهناك صيغ راقية لحل هذا المشكل مثل التي اقترحها الزنداني وهي الزواج فريند والتي أرى فيها حلا ناجعا لعزوف الشباب والشابات عن الزواج وحلا حضاريا بمواجهة الغرب المنحل الذي يرى المرأة أداة تجارية لجلب الرجل!