أعربت المفوضية الأوروبية عن استعدادها لمساعدة أثينا من أجل التعامل مع الوضع الطارئ الناتج عن تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء على الجزر اليونانية. ويأتي هذا الموقف في أعقاب الأنباء التي ترددت عن استخدام الشرطة اليونانية للعنف في جزيرة كوس السياحية،خلال التعامل مع حالة تدافع وفوضى بين المهاجرين، الذين سعوا لتسجيل أسمائهم لدى السلطات المحلية للحصول على وثائق تمكنهم من التحرك لمناطق أخرى في البلاد. وأوضحت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية ناتاشا برتود - في تصريح لها نقلته وكالة أنباء /آكي/ الإيطالية - أن بروكسل تراقب الوضع عن كثب وتحرص على العمل من أجل إحترام كافة القوانين الأوروبية النافذة بهذا الشأن. وأضافت برتود، أن المفوض الأوروبي مكلف الشؤون الداخلية والهجرة ديمتريس أفراموبولوس، يجري إتصالات على أعلى المستويات مع السلطات اليونانية، وقالت "نريد أن نعرف ما يريدونه بالضبط للتمكن من تقديم العون لهم". وأشارت إلى إمكانية أن يتدخل الجهاز التنفيذي الأوروبي في حال قامت اليونان بتفعيل آلية الحماية المدنية، وهي الآلية الأوروبية التي تمكن دولة عضو من طلب مساعدة باقي الدول والمنظمات الدولية لمواجهة وضع طارئ ما. وألمحت إلى أن المفوضية خصصت مؤخراً مبلغ يصل إلى ثلاثين مليون يورو لمساعدة اليونان على تحسين شروط استقبال المهاجرين واللاجئين، وقالت "طبعاً نعرف أن الأموال لا تكفي وحدها، إذ يجب تقديم المساعدة التقنية والموارد البشرية". وأكدت المتحدثة أن المفوضية اقترحت العديد من الإجراءات ضمن استراتيجتها العامة لمعالجة الهجرة واللجوء في مايو الماضي، وتتضمن اقتراحات على المدى القصير والمتوسط والطويل. ولم تستبعد المتحدثة أن يتم في مراحل لاحقة مراجعة نظام دبلن2 المنظم لسياسة اللجوء والهجرة في أوروبا. يذكر أن المنظمات الدولية أن قدرت عدد المهاجرين الذي تدفقوا على اليونان هذا العام بما يزيد عن 124 ألف شخص، ما يعتبر أمراً غير مسبوق في بلد يعاني الكثير من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. وتعيش دول الاتحاد الأوروبي حالة تخبط بسبب عجزها عن الاتفاق على سياسة منسقة للتعامل مع ضغط المهاجرين واللاجئين المتدفقين على أراضيها براً وبحراً.