سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
لماذا يولد الإرهاب في العشوائيات ؟.. الثمانينيات والتسعينيات حقبة انتشار الفكر التكفيري.. والفكر القطبي سيطر على ناهيا وكرداسة و"عائلة "الظواهري" لم تتمكن من التأثير.. و"الزوايا" وراء انتشار التطرف
لماذا ظهر التكفيريون تحديدا في المناطق العشوائية ؟ سؤال يحتاج إلى إجابة جامعة تأخذ العبرة من الماضي وتعد العدة للمستقبل حتى لا تتكرر المأساة، ووفقا لخبراء فإن هناك عوامل عديدة للظاهرة منها ما هو اقتصادى ومنها ما هو اجتماعى، ومن بينها عودة بعض المصريين من الخليج يحملون حزمة من الأفكار التكفيرية واستقرار شيوخ التكفير في حقبتي الثمانينات والتسعينات في مناطق نائية، بعيدا عن الأعين، كأوكار بدأوا منها دعواتهم للعنف من خلال زوايا صغيرة لا إشراف عليها من جانب الأوقاف. ورصد خالد الزعفراني الخبير في شئون الجماعات الإسلامية، بدايات الفكر التكفيري، مشيرا إلى أنه ظهر في عين شمس شيخ تكفيري يدعي "رفاعة سرور"، وشيخ آخر من شبرا يدعي عبد الله عمر، بلقاءات داخل المنازل وفى البيوت وإعطاء دروس دينية للبعض، ومن ثم بدأ الانتشار في الزوايا التي ليس لها علاقة بالأوقاف أو الحكومة. وأضاف أنه في شبرا نفسها انتهى الأمر سريعًا نتيجة وجود قوي مدنية أنهت الأمر سريعًا،مشيرا إلى وجود العشوائيات، والتي تعج بالتعليم المتدني والضعف المالي، وكذلك عدم وجود انتشار الأمني جيد أبرز أسباب ظهور تلك الفئة. وقال "بدأ هذا الفكر في فترة عامي 75 و76 وكان الفكر القطبي هو المسيطر خصوصا في مناطق فيصل وناهيا وكرداسة، في حين لم تؤثر "عائلة الظواهري" التي منها زعيم تنظيم القاعدة الحالي أيمن الظواهري، على مناطق مثل المعادي والزيتون وهى مناطق بها تجمع للعائلة". ويؤكد الشيخ محمد الأباصيري، الداعية السلفي أن النقطة المهمة بالنسبة للإرهاب هو العلاقة بالعشوائيات والجماعات الإسلامية، حيث تعتبر مجتمعا جيدا للجماعات لأن الكثيرين منهم أتوا من الريف إلى المدينة ولديهم الهاجس من أخلاق القرية والتعامل مع المدينة، والعشوائيات وجدت حلولا لأزمات الريفيين، ولكن الجماعات انتشرت وترعرعت في نفس الأماكن، ووفرت لهم أشياء كثيرة مثل الزواج والأموال في ظل وجود أزمة سكن في التسعينيات. وأضاف أن الجيل الذي يحمل الفكر التكفيري حاليًا خرج من رحم تلك الظاهرة التي حدثت، ومع ذلك فإن التكفيري لا يرى إلا نفسه، وأنه الصحيح، وكما يقال "البدايات هي من تؤثر في النهايات ". وقال الأباصيري إنه في بداية التسعينيات كان هناك تراخٍ كبير جدًا في التعامل مع الإرهاب من جانب الدولة، والمجموعات عملت بشكل مُريب للغاية، حتى إن الإخوان في البرلمان عام 86، كانوا غطاء سياسيا لتلك الجماعات الإرهابية، واستفادوا بشكل كبير من أصوات التكفيريين. وحول تواجد الإرهاب في الصعيد قال: الإرهاب وتواجده في الصعيد كان مرضا خطيرا، لاعتبارات القبلية والتواجد المكثف للمسيحيين، مشيرا إلى أن أهم الأشياء التي تقضي على الإرهاب هي القضاء على العشوائيات. وأكد الشيخ شوقي عبداللطيف، وكيل أول وزارة الأوقاف لشئون الدعوة السابق، أن الوزارة في عهد الدكتور زقزوق أدركت الخطورة الكبيرة التي تاتى من الزوايا وتم وضع معايير لهذه الزوايا، حيث يجب أن تكون بينها وبين المسجد 500 مترا، ولابد أن تكون أكبر من 100 متر، ولا يقام فيها صلاة الجمعة أو الدروس، والهدف منها إقامة الصلاوات الخمس فقط، وتتابع من جهات التفتيش. وأضاف "وجدنا بعض الزوايا تؤدي دورا خطيرا، ولا يمكن إغلاق المكان إلا بسبب شرعي، والدكتور على جمعة أصدر فتوى تتيح إغلاق الزوايا". ورأى أن الزوايا لابد أن ألا تقام بها صلوات الجمعة، وأن تتبع الوزارة، مع عدم إعطاء فرصة لأي تجمع أو خطب ودروس، وأن يتم تفتيشها. وأكد أن عدد أئمة المساجد قليل ولا يتناسب مع حجم المساجد والزوايا، مشددا على ضرورة عودة المسجد لدوره مرة أخرى.