«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تصدرها للألف مسكن والمطرية
أوكار التطرف فى عين شمس
نشر في الأهرام اليومي يوم 19 - 03 - 2014

تبدو الحياة عادية جداً فى مناطق عين شمس والألف مسكن والمطرية طوال أيام الأسبوع، الناس يستيقظون فى مواعيدهم للذهاب إلى أشغالهم فى الصباح الباكر.. ويمارسون حياتهم بشكل طبيعي، لا شيء ينغص عليهم حياتهم ..
أصحاب المحلات يفتحون فى الصباح ويغلقون فى منتصف الليل.. السيارات تسير دون أى عوائق.. باستثناء يوم الجمعة، الذى تتبدل فيه أحوال السكان، فالطمأنينة والسكينة التى ينعم بها الناس تتحول إلى حالة من الاضطراب، والقلق، والانزعاج الشديد، بسبب مظاهرات أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية، الذين استبدلوا بالسلمية المولوتوف والسلاح، واتخذوا العنف ، وقطع الطرق، والاشتباك مع أجهزة الأمن، والأهالى سبيلاً للتعبيرعن آرائهم!!
بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، يتجمع أعضاء الجماعة الإرهابية، للخروج فى مسيرات محدودة ، بعد أن فقدوا القدرة على الحشد، وخسروا رصيدهم فى الشارع، فما كان منهم إلا أن اتخذوا من الإرهاب، والعنف، والتخريب، وإطلاق الرصاص الحى أو الخرطوش، والاشتباك مع الشرطة والأهالي أداةفى محاولة منهم للفت الأنظار، وجذب انتباه الناس، فخسروا كل شيء، حتى المتعاطفين معهم، بعد أن صار الهجوم على الجيش والشرطة شعارهم الأساسي، فيبادلهم الناس بالهتافات:” الشعب يريد إعدام الإخوان”. . وهكذا صارت مظاهرات الجماعة الإرهابية ، والتى تتسم بالعنف والدم عبئاً على المواطنين فى كل مكان على أرض مصر !!
بدأنا جولتنا من منطقة عين شمس، عقب صلاة الجمعة الماضية ، حيث انطلقت مسيرات الجماعة الإرهابية من المطرية وعين شمس والمرج وعزبة النخل إلى ميدان الألف مسكن، و أطلق أعضاء الجماعة الألعاب النارية وأعيرة الخرطوش، وأشعلوا النيران فى إطارات السيارات، ثم أطلقوا الرصاص الحى من الأسلحة الآلية بكثافة تجاه قوات الأمن فردت قوات الأمن وقوات العلميات الخاصة، المتمركزة بالميدان بإطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المسيرات، فسادت حالة من الارتباك المرورى فى الشارع ، فيما أغلقت المحال التجارية أبوابها.
صلاة الجمعة
وهنا يروى محمد عبد العزيز من سكان المنطقة، مشاهد الدم بعد صلاة الجمعة من كل أسبوع، حيث يتجمع أعضاء جماعة الإخوان الإرهابية بعد أداء الصلاة ، ثم تنطلق مكبرات الصوت، وتتعالى الهتافات ضد الجيش والشرطة، فيتصدى لهم الأهالى ، وتنشأ الاشتباكات التى صارت تتكرر إسبوعيا كل يوم جمعه، ثم يتعمدون استفزاز رجال الشرطة، بالهتافات والحجارة، ويبدأ الأهالى ورجال الشرطة فى الاشتباك معهم، حيث يطلق الأمن القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم، فيردون بالرصاص الحى والخرطوش، وتبدأ عمليات الكر والفر، مما يضطر الأهالى إلى إغلاق أبواب البيوت والنوافذ خوفاً من زجاجات المولوتوف التى تتطاير فى الهواء ، ناهيك عن طلقات الخرطوش، والرصاص الحى التى يطلقها شباب الجماعة الإرهابية، فضلاً عن رائحة الغاز المنبعثة من القنابل المسيلة للدموع التى يطلقها رجال الشرطة لتفريقهم، مشيراً إلى أن أعضاء الجماعة قد قرروا الاعتصام قبل عدة شهور فى ميدان إبراهيم عبدالرازق بعين شمس بالقرب من الألف مسكن ، بالتزامن مع الاحتفال الشعبى بالذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، وبدأوا فى تجهيز الخيام وإقامة منصة لهم، مرددين هتافات معادية لقوات الجيش والشرطة، فتصدت لهم قوات الأمن، وحدثت اشتباكات بينهم وبين المتظاهرين ، فأطلقت الشرطة قنابل مسيلة للدموع وطلقات الخرطوش، بعد أن ألقى أنصار الجماعة الحجارة على قوات الأمن، وأطلقوا «الشماريخ» تجاه الأهالى الذين بادلوهم بالهتاف « الشعب يريد إعدام الإخوان».
والسؤال الآن: لماذا عين شمس ؟
الفقر فى عين شمس، وألف مسكن، والمطرية- وفقاً ل الدكتور رفعت سيد أحمد الخبير فى شئون جماعات الإسلام السياسي- يعد عاملاً من العوامل الأساسية التى أدت إلى انتشار الفكر المتطرف منذ سبعينيات القرن الماضى وحتى اليوم، حيث تمثل هذه المربعات بيئة حاضنة يتكاثر فيها الفكر المتطرف، فضلاً عن غياب الحياة الآدمية الكريمة بمعناها الواسع من حيث التعليم والثقافة والمرافق، ولا شك أن غياب الدولة عن القيام بدورها فى هذه المناطق يمثل فراغاً استراتيجياً ملائماً لكى يمتليء المجتمع بالفكر المتطرف، لاسيما فى مثل هذه المناطق العشوائية التى يزيد عددها على 40 منطقة تحيط بالمدن الرئيسية ، وتمثل حزاماً للفقر والحرمان الذى يسهم فى انتشار العنف والتطرف، وانضماما البعض لهذه الجماعات من أجل الحصول على المال.. يضاف إلى ذلك التمويل الضخم الذى تضخه جمعيات الإخوان، والسلفيين، وبعض الجماعات الأخرى ذات العلاقة بالفكر القاعدى المتطرف، والفراغ الأمني، وغياب الإسلام الوسطي، وتراجع دور المؤسسة الدينية، وقصور الخطاب الديني، وفقدان سيطرة الدولة، وانتشار الخطاب الدينى فى الزوايا- وهى بعيدة عن رقابة مديريات الأوقاف- .. وهذه كلها عوامل ساعدت بقوة فى انجذاب الشباب وتجنيدهم فى تنظيمات وجماعات متطرفة، كما أن معدلات الفقرقد زادت مع الهجرة من الريف إلى المدينة، فى ظل ارتفاع معدلات البطالة، وغياب فرص العمل، مما ساهم فى نمو هذه التيارات والأفكار المتطرفة،
كابوس أسبوعي!
أما لماذا لماذا تختار جماعة الإخوان يوم الجمعة للتظاهر، فالإجابة لدى الدكتور رفعت سيد أحمد – تكمن فى رمزية يوم الجمعة الذى ظل مرتبطا بمليونيات ثورة يناير، وقد أراد الإخوان التظاهر فى ذلك اليوم وكأنهم يريدون أن يقنعوا الناس بأنهم يمثلون امتداداً طبيعياً لثورة يناير، ومن ثم فإن هذه الرمزية تحتاج إلى خطاب إعلامى يكشف انتهازية جماعة الإخوان، والتأكيد على أنهم غابوا عن المشهد فى بداية الثورة، والتحقوا بها فيما بعد، ثم سرقوها، واستولوا على الحكم، بعد خداع الناس باسم الدين والشريعة، ولابد من تأكيد أن هؤلاء ليسوا ثوار الجمعة الذين بذلوا دماءهم وأرواحهم من أجل قيم نبيلة.. فنحن نتحدث عن جماعة يتجاوزعمرها الثمانين عاماً ، ولها أذرع وأدوات وتنظيم دولي، ويمكنها البقاء عبر تجديد الذات، وخبرات تراكمية، وقيادات رئيسية، وأخرى بديلة، ومن ثم فالمواجهة تستلزم اتباع سياسة النفس الطويل، كما يمكن تحييد من تلطخ أياديهم بالدماء، والذين لم ينخرطوا فى جرائم، ولم يحرضوا على العنف، وهؤلاء يمكن مخاطبتهم، وإتاحة الفرصة أمامهم للمشاركة فى الحياة السياسية، بشرط إعلان رفضهم التام لممارسات الجماعة، واعتذراهم عما ارتكبته من جرائم فى حق الشعب.
ومن السهل جداً مواجهة تظاهرات الجمعة وغيرها ، فبالإضافة إلى الحلول الأمنية- وهى وحدها ليست كافية- لابد من خلال استراتيجية دعوية سياسية تنموية ، وتعويض المناطق الفقيرة والشعبية عن الأنشطة التى كانت مثل هذه الجماعات تقوم بها كالمستوصفات الخيرية، والخطاب الدعوى الإسلامى الوسطى تحت إشراف الأزهر والأوقاف، والرعاية المادية للاسر الفقيرة، واقتناص الفرص المتاحة بعد سقوط الغطاء الشعبى عن الجماعة وأنصارها، وانصراف الشعب عنها بعد أن اكتشف خداعهم وخيانتهم وانتهازيتهم السياسية، مؤكداً أن الجماعة فى النزع الأخير، وما تفعله من مظاهرات يهدف إلى تأكيد أنهم مازالوا موجودين!!
والحال هذه، فإنه كلما وجد الفقر والعشوائيات وجد دعاة الدين، ومروجو الفكر المتطرف، وهكذا الحال فى منطقة عين شمس.. هكذا قال لى الدكتور سمير غطاس الخبير فى الأمن القومي، مشيراً إلى عين شمس والمطرية وإمبابه كانت مرتعاً للإرهاب والتطرف منذ سنوات طويلة، فمن عين شمس خرجت الجماعات الإسلامية المتطرفة فى أوائل التسعينيات من القرن الماضي، حيث تنتشر العشوائيات، وترتفع معدلات الفقر، وهناك استغلت هذه الجماعات، البسطاء من الناس، من خلال قيام بعض المساجد والجمعيات الخيرية بتقديم العون والمساعدات المالية للفقراء، ومن عين شمس أيضاً خرج أنصار جماعة الإخوان الإرهابية الذين استغلوا المواطنين باسم الدين، وأخذوا يروجون لأفكارهم ، حتى جاء محمد مرسى إلى الحكم ، ثم تم عزله بعد عام من توليه الرئاسة، ومنذ ذلك الوقت، أصبحت عين شمس منطقة ملتهبة ، بسبب الخطب التحريضية المستمرة، وسيطرة أنصار الجماعة الإرهابية على بعض المساجد، ومن ثم استغلوها فى الترويج لأفكارهم وحشد انصارهم، وتجميع الناس حولهم باسم الدين والشريعة، ثم استغلوهم فيما بعد للخروج معهم فى المظاهرات التى تنطلق عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع ، ويقومون بالاشتباك مع الأهالى والشرطة، مسلحين بالمولوتوف، والأسلحة النارية، لكن الناس انصرفوا عنهم بسبب العنف والإرهاب الذى يمارسونه باسم الدين، وفقدوا قدرتهم على الحشد، ولذلك هم يفتعلون المشاكل لتأكيد أنهم موجودون، مع أنهم وصلوا إلى مرحلة النهاية، حيث لم يعد خطابهم الدينى ينطلى على أحد.
بين الفقر والأمية
فى عين شمس، أناس بسطاء، فقراء، وهم يمثلون السواد الأعظم من السكان.. هكذا وصفهم الدكتور عادل عامر الخبير بالمعهد العربى الاوروبى للدراسات الاستراتيجية والسياسية بجامعة الدول العربية ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية والاقتصادية ، علاوة على تواجد بعض البلطجية، وتجار المخدرات كما فى معظم المناطق الشعبية، وكان أعضاء الجماعة الإرهابية يستأجرون البلطجية والمسجلين خطراً للقيام بأعمال العنف والتخريب، وإرهاب المواطنين، وتخويفهم لعدم التظاهر ضد محمد مرسي، وفى أعقاب عزل محمد مرسى ، كانت حشود الجماعة الإرهابية، وأنصارها من اصحاب الفكر التكفيري، تخرج عقب صلاة الجمعة من عدة مساجد، وكانوا يتجمعون فى مجموعات صغيرة، حتى تتزايد أعدادهم ، ليشكلوا مسيرات ضخمة ، ويتوجهون إلى الشوارع الجانبية ، وصولاً إلى شارع أحمد عصمت، وإبراهيم عبدالرازق، حيث الكثاف السكانى المرتفعة، والمحلات التجارية المنتشرة، وكذلك شارع مصطفى حافظ، متجهين إلى ميدان الألف مسكن، وكانوا يقومون بقطع طريق جسر السويس، وتعطيل حركة المرور، علاوة على الاشتباك مع أجهزة الأمن، حتى تقع الاصابات بين صفوفهم فيتاجرون بها أمام القنوات الفضائية ولم تعد لهم قدرة على الحشد والتأثير، وهو ما نلحظه من المسيرات المحدودة، والتى لا تتجاوز بضع مئات أو آلاف على أقصى تقدير، ويتصدى لهم الأهالى ، بعد أن صاروا مصدر إزعاج للأهالي، ولأصحاب المحلات التجارية.. فالجميع يتضررون من ممارساتهم وأعمالهم التخريبية المستمرة، و صاروا يشكلون مصدر تهديد للسكان، ولأرزاق الناس وأشغالهم.
ويجب ألا ينخدع الناس فى جماعة الإخوان التى تتخذ من الدين ستاراً، فهى جماعة سياسية، وليست جماعة دينية، كما أن الفكر الإخوانى هو أخطر أنواع الفكر السياسى الإسلامي، لأنه يعتمد على الانتهازية السياسية ، يضاف إلى ذلك أن الاخوان مستمرون فى منازلة الجماعات الإرهابية، أو الصمت على جرائمها ، ومع ذلك يحاولون الظهور بمظهر الاعتدال، وهو تناقض ما بعده تناقض.وهذا مايفسر لجوءها إلى جماعات العنف والإرهاب السياسى والدينى فى مصر، ويبدو ذلك جلياً من ممارسات تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية ، وتصدرهما المشهد السياسى الحالى والقائهما البيانات التى يعدونها معا وإلقائها للأجهزة الإعلام المختلفة .. وعلى الرغم من أن جوهر الإرهاب يظل واحدا، فإن أشكاله وأدواته وتكتيكاته تختلف وتتطور بسرعة مع الزمن.. وتلعب العوامل الاقتصادية دورا مهما فى توجيه سلوك الإرهاب عند الناس والمجتمعات البشرية.. فالحاجة الاقتصادية لا يشبعها أى بديل محتمل وكثرة المشكلات الاقتصادية تؤدى حتما إلى تدميرأسس البناء الاجتماعي، وتترك أثارها على عامة أبناء المجتمع فالبناء الاقتصادى يسبب نمو علاقات اجتماعية معينة، فإذا كانت مشبعة اقتصاديا أحدثت التماسك والترابط الاجتماعى وان كانت عكس ذلك ولدت السلوك العدائى والعنف.
الزوايا منبع التطرف
فى مصر، نحو 82 ألف مسجد كبير ونحو 25 ألف زاوية صغيرة، صحيح أن وزارة الأوقاف – كما يقول الدكتور عادل عامر- تُحكم سيطرتها على المساجد، لكن الزوايا تخضع كلياً لفكر الجماعات الإسلامية على اختلاف توجهاتها. وهذه الزوايا عبارة عن مساجد صغيرة تقل مساحتها عن 100 متر بناها أناس أسفل منازلهم أو على أراضٍ يمتلكونها، وعادة ما تتبع كل زاوية جماعة دينية محددة تتولى الإنفاق على كل شيء بدءاً من النظافة انتهاء براتب الخطيب الذى يُشبع عقول الناس بفكر تلك الجماعة. وغالبية الزوايا فى مصر تتبع إما جماعة «الإخوان المسلمين» أو السلفيين أو الجماعة الإسلامية أو حتى «التكفير والهجرة». وغالباً ما تتعمد تلك الجماعات عدم الانتهاء من بناء المساجد الكبيرة التى يتبرع بنفقاتها الأهالى أو أعضاء تلك الجماعات من أجل تعطيل تسليمها لوزارة الأوقاف، إذ إن القانون ينص على تسلم الوزارة المسئولة عن المساجد فى مصر أى مسجد ينتهى بناؤه حتى لو كان بتبرعات أهلية أو شخصية، .
وتوفر بعض الخطب «غطاء معنوياً للجماعات التكفيرية والأعمال الإرهابية».
السياسات الاجتماعية
السياسات الاجتماعية التى تتبناها الدولة- كما جاء فى دراسة للدكتورة سوسن فايد مستشارة علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية: أن السلوك العنيف - كما تكشفه الدكتورة سوسن فايد مستشارة علم النفس السياسى بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية - ينتج من حالة توتر داخل الفرد وفى باطنه، وله دوافع ترتبط بمثيرات وضغوط نفسية واجتماعية، ومن ثم قد يلجأ الفرد إلى العنف تحت تأثير معاناة مادية واجتماعية أو سياسية شديدة، مشيرة إلى أن السياسات الاجتماعية التى تتبناها الدولة، يجب أن تنبع من طبيعة التحديات التى تواجه المجتمع فى ظرف تاريخى معين، ومن ثم فإن أهم هذه التحديات تتجسد فى زيادة معدلات الفقر، وزيادة الهوة بين الطبقات، وتراجع منظومة القيم والبطالة، وانتشار بعض الظواهر الانحرافية مثل الادمان، والبلطجة، والعنف الاجتماعى والسياسي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.